أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

كي لا ننسى جريمة قتل جمال خاشقحي بشكل وحشي وهمجي

مجلة تحليلات العصر-عدنان علامه

بتاريخ 2 تشرین الأول/ أكتوبر 2018 إرتكبت مجموعة من السعوديين (15 شخص حسب المصادر التركية بينهم الحارس الشخصي لمحمد بن سلمان ورئيس قسم الأدلة الجنائية – خبير التشريح- صلاح محمد علي الطبيقي) جريمة وحشية وهمجية لا تخطر ببال أي سفاح عرفه التاريخ.
وقد بثت السلطات التركية أمس وبمناسبة الذكرى الثانية للجريمة فيديو يظهر بعض الصور داخل القنصلية وتبين أثار دماء وبعض البقايا في فرن لم يذكروا مكانه. وللعلم فإن السلطات التركية كانت تبتز السعودية بشكل علني وكانت تفرج عن تسريبات التسجيلات داخل القنصلية خلال تقطيع جثة خاشقجي بالقطارة وحسب مصلحتها؛ وكانت آخر التسريبات يوم أمس.

وفي الذكرى الثانية لتقطيع وإخفاء أشلاء جثة خاشقجي دون أن يظهر أي أثر لها في أي مكان حتى اليوم لا بد من التأكيد على عدة حقائق:-
1- حصلت الجريمة بهذ الطريقة الإجرامية، والوحشية داخل القنصلية السعودية تنفيذاً لإصرار إرادة ملكية لا يمكن مخالفتها وذلك للأسباب التالية :-

1-1 فريق القتل ومسح الأدلة يحملون جوازات سفر دبلوماسية بشكل استثنائي؛ ويحتاج إصدار مثل هذه الجوازات إلى أمر ملكي.
2-1 وضع القنصل والقنصلية في تركيا بأمر الفريق لا يتم إلا بأمر ملكي.
3-1 إن الإصرار على إرسال فريق قتل مكون من 15 شخص مختلفي المهام والوظائف لقتل شخص واحد وتقطيعه وإخفاء أي أثر لأشلائه؛ يؤكد بأنه رسالة ملكية لكل من تسول له نفسه بمعارضة أو إغضاب إرادتها.
ومن ناحية أخرى فقد فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في محاكمة المحرضين والمنفذين. وقد بذل ترامب كل جهوده للدفاع عن محمد بن سلمان حيث كانت ولا تزال تحوم حوله الشبهات بالتخطيط للأمر برمته، حتى وصل الأمر بترامب إلى التشكيك بمصداقية ودقة تقرير وكالة المخابرات المركزية. وقد برر ترامب في أكثر من مناسبة تصرفاته بأنه لا يريد أن يخسر السعودية لأن هناك عقود بمئات مليارات الدولارات معها. ولا يريد أن تحصل الصين أو روسيا على تلك العقود .

فترامب وغيره من رؤساء الدول الأوروبية ساوموا على العدالة وتحقيقها للحفاظ على مصالحهم فقط؛ وبالتالي فهم لا يؤتمنون على الفصل في الخلافات الدواية لأنهم ليسوا وسطاء نزيهين.

ستبقى هذه الجريمة النكراء وصمة عار على السعودية وستلاحقهم لعنة دماء خاشقجي إلى يوم القيامة.

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى