أحدث الأخبارالعراقفلسطينمحور المقاومة

لا تفرحوا فالمشهد اشد عتمة مما ترون..!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عمار محمد طيب العراقي

مع إنعقاد قمة بغداد، التي تبدل اسمها عدة مرات؛ من قمة دول الجوار، ثم الى الجوار الأقليمي، ثم الى قمة الشراكة والما ادري شنو بعد؛ وهي مؤشرات على لا هدفية إنعقاده “كسر بجمع”.. عاد التيار الصدري للمشاركة في الأنتخابات..!
عودة الحاضر الغائب، أو الغائب الحاضر كانت متوقعة، لأن كل التحليلات ذهبت منذ البداية، الى أن مقاطعة التيار للأنتخابات، كانت عملية مرسومة بدقة، لأغراض أنتخابية اولا، وللحصول على أو تثبيت المكاسب الحالية ثانيا، ولكي يبقى التيار في الطليعة على الرغم من تعرضه لنكسات سياسية، جراء سياسات غير مفهومة اشتغل عليها، منها تبني رفع سعر الدولار إزاء الدينار العراقي ثالثا، إلا أن إيجابية العودة التي تمت بجهد مشترك للقوى السياسية الشيعية، وفي مقدمتها قيادة تحالف الفتح، تمثل ما يمكن أن يفعله الحد الأدنى من الإتفاق الشيعي.
على الرغم من أن الإنفراجة السياسية التي تمثلها عودة التيار الصدري للمشاركة في الأنتخابات، وتصور اغلب المحللين أن هذه العودة، أبعدت شبح إحتجاجات كبرى، كان يمكنها تعطيل الإنتخابات، إلا أن الصورة تبدو مربكة للغاية..
كيف؟!
لقد جرى وطيلة اعوام ثلاثة عمل أمريكي مركز، كانت غايته الأساسية التلاعب بوعي الجمهور الشيعي، الى الحد الذي افقده البوصلة تماما، فشهدنا بكل أسف من يتنكر لدم الشهداء وتضحياتهم، ومن يعادي الحشد الشعبي وما قدمه؛ من عمل جبار لتحرير الوطن، والمحافظة على كرامته وسيادته وسلامة ووحدة اراضيه، رافق ذلك تنكر لا ينسجم وطبيعة العراقيين وأخلاقهم، للمساعدة النبيلة التي قدمتها جمهورية إيران الإسلامية، وتقديمها خيرة رجالها شهداء على ارض العراق، وفي طليعتهم، الشهيد”لواء الإسلام العظيم” كما وصفته المرجعية العاليا في بيان تأبينها لمصرعه.
وخلال هذه السنوات بدت علائم الإصرار الخبيث، على التلاعب بمقدرات الوسط والجنوب، ومصادرة ثرواتهم، وتجهيل أبناءه، ودفعهم لتخريب وتدمير مدنهم، بعمل منهجي شاركت فيه قوى سياسية شيعية، مع سبق الإصرار والترصد، وبذا تعمقت مظلومية الوسط والجنوب، مع فقدان البديل الشيعي القادر على رفع الظلامة، فيما عجزت قوى سياسية شيعية تخيلناها رائدة في مقارعة الظلم، ونعول كثيرا على وجودها عن أن تفعل شيئا، وتحولت من صانعة للحدث الى متأثرة به.
نؤشر ايضا، أن المرجعية العليا الشريفة، احجمت عن التدخل بالشأن السياسي، بعدما وصلت الأمور الى مفترق طرق، وكان سبب إحجامها مفهوما الى حد ما، لأنها حوصرت محليا واقليميا بالغام خطيرة،
في هذا الصدد نحتاج لقيادة شيعية تذكرنا بأهل البيت عليهم السلام، وتمتلك التوفيق والمدد الغيبي، وتحمل مشروعا مقاوما واليات ووسائل للتطبيق. وهو امر سيتحقق حتما لكن باثمان باهضة.
وفقا للمعطيات السابقة فان الانتخابات القادمة ان حصلت، وهذا امر تؤكد عليه جميع ألأطراف، محليا وأقليميا ودوليا، ستكون حدثا مفصليا في حياة العراقيين جميعا، لكنها لن تكون كذلك من حيث المرشحين والمكاسب السياسية، ومن المتوقع أن ما بعد الأنتخابات سيكون صعبا، على الرغم من الوثيقة الأصلاحية لما بعد الأنتخابات، والتي عاد بموجبها التيار الصدري (بعزم وقوة) الى المعترك الأنتخابي..فالذي يقول ألف عليه أن يتم كلامه الى الياء، وهو أمر صعب الحصول في العراق، فضلا عن كونه ليس مألوفا في الحالة العراقية، التي تعودنا فيها عدم إتمام الجُمل، على قاعدة المعنى في قلب الشاعر..!
الغريب في الأمر ان قمة بغداد الفارغة من كل شيء، اكد فيها الملك الأردني والرئيس المصري، بإتفاق عجيب على نصية القول، أنهما يتطلعان الى إجراء ألانتخابات في العراق، وكأننا لم نجر من قبل إنتخابات!..فماذا ارادا ان يقولا بالحقيقة؟!
الحقيقة أنهما ارادا ان تسفر نتائج الأنتخابات العراقية، عن نظام يوالي ما يواليان، وينسجم مع تطلعاتهما وتطلعات أسيادهما، وان يتم مشروع الإبراهيمية المشبوه..!
شكرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى