أحدث الأخبارشؤون آسيوية

لا شماتة وانما تحليل وعرض للسنن الكونية

مجلة تحليلات العصر الدولية - ماجد الشويلي

عانت أمتنا الأسلامية من الشرق والاتحاد السوفيتي وأطماعه كما عانت من الغرب ، ولاننسى أن الاتحاد السوفيتي هو أول من اعترف باسرائيل .
و ستالين قال حينها عن دعمه لهجرة اليهود وقيام الدولة الاسرائيلية
((أريد لإسرائيل أن تكون شوكة في مؤخرة الدول العربية)) عقوبة لها لانحيازها للغرب.
وقد تبانى الشرق والغرب على أن لاتقوم للأمة الأسلامية قائمة ، الغرب يقسمها ، والشرق يعمل على ادلجتها ، حتى كادت تفقد هويتها بعد أن سلبت ارادتها وقرارها السياسي_ الا ما رحم ربي_

صحيح اننا قد نتعاطف مع الموقف الروسي لان تعاطفنا هذا ناجم عن تشخيص لمصلحة الأمة الاسلامية من جهة ، ومن جهة أخرى هو موقف مبدأي نلتزم به أخلاقياً وشرعياً .
فمصلحة الأمة مع ضعف المعسكر الغربي المهيمن على مقدرات المنطقة والداعم للكيان الصهيوني والذي يمده بكل اسباب القوة والتفوق.
أما أخلاقيا فمن واجبنا كمسلمين الوقوف ضد الظالم والمعتدي وأمريكا والغرب مشروعهم واضح انه يرمي لمحاصرة روسيا وتدمير قدراتها وعزلها عن الصين للتفرد بالأخيرة ومنعها من مواصلة تعملقها أكثر .
وبكل الاحوال فان عقيدتنا كمسلمين
تقوم على أساس وجود سنة التدافع

((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ))(251) البقرة
فلا شك أن مايحصل بين الشرق والغرب هو شكل من اشكال التدافع الذي يشغل القوى الكبرى وتجد فيه الامة الاسلامية مندوحة للنهوض واعادة ترميم اوضاعها.

فمن يدري لعل ما يحري من انشغال بين قوى الشرق والغرب سيكون سببا لبروز الامة الاسلامية كقوة عظمى على المستوى العالمي وهي بالفعل تمتلك كافة مقومات النهوض والازدهار.
وبكل الاحوال ستنتفع امتنا الاسلامية من هذا التدافع مهما كانت تداعياته على النظام العالمي ، مادام النظام الحالي لم يراع مصلحة أمتنا وشعوبها .
فيقيناً لو مرت الأزمة ولم تتمكن أمريكا من فعل شئ لأوكرانيا. سينكمش دورها في العالم وسيفقد شركائها الثقة بها أكثر فأكثر .
خلاصة القول أننا قد نكون على أعتاب مرحلة تشبه الى حد كبير صراع العباسيين مع الأمويين الذي شكل فرصة للإمامين الباقرين (ع) لترسيخ التشيع وتنظيم أمر الشيعة. وهذا مايمكن تلمسه
في تركيز الامام الخامنئي (أعزه الله) على ضرورة العمل وبشكل عاجل بأداء جهاد التبيين
وكأنه يقول أننا الآن أمام فرصة ذهبية لتقديم الإنموذج الإسلامي الأصيل والبديل لأيدلوجيات الشرق والغرب التي لطالما وضعت العالم على حافة الهاوية
.لابد من تقديم الحضارة الإسلامية
باسلوب عصري مهدوي وسطي
((وكذلك جعلناكم أمة وسطاً))

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى