أحدث الأخبارلبنان

لبنان:أعداء حزبُ الله في الداخل اللبناني أصرمَ سيفاً عليه من إسرائيل

كتب إسماعيل النجار

العصر-واحدة من أكبر نقاط ضعف حزب الله في الداخل اللبناني حرصَهُ على الجيش والسِلم الأهلي، وشكلت هذه الثغرة “الخطيرة” التي إتسعَت بوجههِ منفذ الخطر الحقيقي على قدرتهِ ضبط إيقاع الشارع الذي بدءَ بالغليان بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة جَرَّاء تطاول مقامات دينية مسيحية عليه بكل صلافة وتجنُب الرد عليهم لكي لا يحقق لهم مآربهم،
الشارع المؤيد للمقاومة في لبنان شيعياً كان أم غير شيعي إستنفذَ كل ما لديه من مُقَوِّمات الصبر حتى أنها بدأت بالنفاذ جَرَّاء وقاحة أعداء الحزب الذين يعتبرون أنفسهم لبنانيين ويعتبرونه إيراني بإمتياز، وجاءَت أزمة الرغيف لتزيد الطين بَلَّة ويرتفع منسوب الغضب الشعبي من البطرك الراعي ومرجعيات سياسية أخرى يحمون رياض سلامه الذي يرفض دعم الرغيف ويمنعون توقيفه أو سَوقَهُ إلى القضاء،
حزب الله المتهم بالسيطرة على قرار الدولة اللبنانية هوَ عاجز عن إزاحة الطبقة السياسية الفاسدة بعمق جذورها، ويرتب أولوياته بحسب عقله السياسي والعسكري، فيتربع الصراع مع العدو الصهيوني على رأس هذه الأولويات، ويوليهِ الحزب أهمية كبرىَ، يليهِ الشأن الإجتماعي الداخلي،
الأمر الذي تسبب بغضب شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ويطالب على الأقل بالمساواة بين الأولويات، لأن ما وصلت إليه الأمور من ذُل على أبواب الأفران لم يمُر به المواطن اللبناني منذ مئة عام رغم كل الحروب والصراعات التي حصلت خلال عشرة عقود،
أعداء حزب الله في لبنان بدءً من بكركي مروراً بمعراب وصولاً إلى المختارة عاجزون عن محاصرته وتجريده من سلاحه بالقوة، لكنهم نجحوا في تشكيل تحالف قوي ضده تدعمه الولايات المتحدة الأميركية، والإتحاد الأوروبي، ودوَل التطبيع العبري، على رأسهم السعودية، مستفيدين من حياد شريحة أساسية داعمة لهُ، ومستغلين حرصه على السلم الأهلي ومؤسسة الجيش اللبناني الذين يقومون بإستغلالها ضده في الكثير من المناطق التابعه له وذات الأكثرية الشيعية فارضين أجنداتهم الدموية، مكبلين يديه ويدي القضاء وفارضين عليه الصمت لأنه مضطر أن لا يحرف إتجاه البوصلة إلى غير مكان لا يتواجد فيه العدو الصهيوني،
لكن بالعقل الجماهيري والشعبي هذا الأمر ليسَ تكتيكاً ناجحاً بنظرهم فهم يطالبون الحزب بضرورة التصدي للمؤامرات التي تستهدف بيئته تحديداََ ويخططون لضرب النسيج العشائري في بعلبك الهرمل ببعضه البعض بحجة مكافحة تجارة المخدرات التي تحصل بشكل إستنسابي ضد أحدهم كإنتقام شخصي منه؟ وترك آخرين هم أشد فتكاً بالمجتمع مسؤولون عن استيراد مادة الكوكايين بالأطنان إلى لبنان مدعومين سياسياً من معراب،


المقاومة في لبنان مستهدفة في بيئتها في بعلبك، ومستهدفة في بيئتها برغيف الخبز في كل مكان، ومستهدفة بالتمييز بتزويدهم بالكهرباء والماء، ومستهدفة بالفلتان الأمني، وهناك تسليط ضوء على أن مدينة تشكل بؤرة إرهاب وجارتها مدينة سلام مع العلم أن العكس هو صحيح،
حزب الله يدفع ثمن سكوته في الداخل وعليه أن يرفع الصوت لكي تسمع الناس وأن لا يهمس في الأروقَة المغلقه لأن الناس لا تُبَصِر ولا تضرب بالمندل لكي يقولوا أنه يعالج بصمت ورَوَيَة،
وعلى حزب الله أن يرد على اتهامات جمهور بكركي له بالإرهاب، وعلى حزب الله أن يتحدث بلسان شعبه وأهله وانصاره مِمَن أسماهم سيد المقاومة بأشرف وأطهر الناس الذين لم يطعنوه ولم يخذلوه،
البيئة المقاوِمة لم تعد تقبل أن يتحدث مسؤولي الحزب أو أمينه العام بالتلميح دون تسمية الحاقدين عليه بالإسم، فإن الجمهور بعد اليوم لن يحترم أي مقام سيحاول النَيل من أشرف مقاومة على وجه الأرض ولقد آن الأوان لكي يعلم سيد بكركي وسيد المختارة وغيرهم أننا لسان هذا الحزب وهذه المقاومة الذي لن يصمت على تطاولكم عليه بعد اليوم وسنرد عليكم بالإسم الكيل كيلين والصاع صاعين ونحن بذلك لا نشمل الشرفاء من أتباع الديانات اللبنانية التي نحترم ونجِل ولكن لا حصانه من أقلامنا لأي متطاول عميل على هذه المقاومة التي يجب أن تكتفي صمتاً قبل أن ينفجر الشارع وتعجز عن ضبطهِ في يوم من الأيام.

بيروت في…
29/7/2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى