أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

لبنان إلى أين.. ولماذا نرى إن حزب الله هو صمام الأمان والدرع الحصين لحماية لبنان

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث - الدكتور أوس نزار درويش

لبنان هذا البلد الرائع والجميل بشعبه الأصيل الطيب المعطاء هذا البلد الذي أنهكته المشاكل والفتن الداخلية والحروب الأهلية والمؤامرات الخارجية منذ مايزيد عن ستين عاما وإلى الآن .
لبنان هذا البلد الصغير حجما وسكانا والكبير قدرا ومكانة استطاع هزيمة الكيان الصهيوني بفضل المقاومة ممثلة في حزب الله وأجبر الكيان الصهيوني على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 مدحورا مهزوما وتكرر هذا الأمر في عام 2006 عندما تمكن حزب الله من هزيمة جيش العدو الصهيوني هزيمة ساحقة ومذلة وهذه الهزيمة أجبرت الكيان الصهيوني على عدم الإقدام على أي عمل عسكري ضد لبنان لأن أي عمل عسكري سيجابه بالرد الفوري والمباشر من حزب الله.
وفي الحقية إن أكثر مايخيف الكيان الصهيوني ويرعبه في لبنان هو وجود حزب الله هذا الحزب المقاوم الشريف وهذا مايؤكده الكثير من قادة الكيان الصهيوني ومنهم مثلا رئيس الموساد السابق تامير باردو عندما صرح لصحيفة هآرتس عام عام 2016 عندما قال(إن اسرائيل قد تتلقى هزيمة كبرى في حال إذا مادخلت في مواجهة مقبلة مع حزب الله ) ،وأيضا كلام رئيس المخابرات العسكرية الصهيونية (آمان) عاموس يدلين عندما صرح في عام 2010 لصحيفة معريف وقال:(إن حزب الله حزب يتمتع بقوة هائلة وقوته تتطور شيئا فشيئا وليس لدينا قدرة للدخول في مواجهة عسكرية معه ولذلك فالأفضل لنا بأن ننقل المشاكل إلى داخل لبنان ونشغل حزب الله بها وأن نقوم بدعم معارضي حزب الله ونشجعهم بأن يضغطوا ويطالبوا بموضوع سحب سلاح حزب الله)
هذه التصريحات تمثل الخطة الصهيونية لكيفية ضرب لبنان واستهداف المقاومة ممثلة في حزب الله ،ففي الواقع إن لبنان يعاني من هشاشة وضعف داخلي كبيرين وهذا له أسباب كثيرة ومن أهمها التركيبة الطائفية وتقسيم المجتمع اللبناني على أساس طائفي والعمل بالطائفية حتى بالتعيين بالوظائف الصغيرة ومن المعروف إن أكثر عامل يهدم أي مجتمع وأي دولة هي الطائفية وأما السبب الثاني والأهم لتدهور الأوضاع في لبنان هو وجود الزعامات الفاسدة والعميلة المرتهنة للخارج والتي تشكل أكبر معول في هدم لبنان وتخريبه وخطورتهم ربما تزيد عن خطورة الكيان الصهيوني لأن الكيان الصهيوني معروف إنه عدو تاريخي وأزلي لنا ولايخبئ نفسه أما هؤلاء فهم لبنانيون بالظاهر وزعماء ولديهم الكثير من المناصرين والبعض منهم وصل إلى زعامة حزب أو شريحة من اللبنانيين عن الإجرام في الحرب الأهلية والقتل على الهوية والعمالة للعدو الصهيوني ومشاركته في مجازر صبرا وشاتيلا ويأبى هذا الشخص إلى أن يستمر في مسلسل عمالته وخيانته وارتهانه لأعداء لبنان حتى الآن.
ومن أكثر الدول الإقليمية التي تتآمر على لبنان وتحاول استهداف حزب الله بشتى الوسائل والطرق هي السعودية فالسعودية في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ وصول سلمان وابنه إلى الحكم لم تترك طريقة لضرب لبنان ووصل هذا الأمر حتى مع أقرب حلفائها في لبنان وهو رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عندما قامت في الثاني من تشرين الثاني عام 2017 باستدعائه إلى السعودية وأجبرته على تقديم استقالته وقامت بعدها باختطافه وإهانته ولولا تدخل وقتها الرئيس ميشال عون وقام بالضغط على فرنسا التي قامت بدورها بتهديد محمد بن سلمان الذي قام بدوره بإطلاق سراح الحريري لو لم يقم الرئيس ميشال عون بهذا الموقف لربما كان مصير سعد الحريري مشابها لمصير جمال الخاشقجي .
ومن أهم خطوات الحرب على لبنان والتي قامت بها الأنظمة المعادية لها هي قيامهم بتفجير مرفأ بيروت العام الماضي وقد أرادوا من خلال هذا التفجير أن ينفجر لبنان داخليا ومنذ اللحظة الأولى للتفجير قامت الأنظمة العربية الموالية للكيان الصهيوني وأدواتها في لبنان بتوجيه الاتهام إلى حزب الله وأن حزب الله يخزن أسلحة في مرفأ بيروت ونسي هؤلاء الأغبياء بأن حزب الله لديه أماكنه السرية والخاصة لتخزين أسلحته وإن حزب الله ليس بهذا الغباء ليخزن سلاحه في مرفأ بيروت وطبعا هذا كله للتغطية على فعلتهم في تفجير المرفأ فالكيان الصهيوني والأنظمة الخليجية المرتبطة به وأدواتهم في الداخل اللبناني هم من قاموا بجريمة تفجير مرفأ بيروت وذلك لتحقيق عدة أهداف ومن أهمها تدمير مرفأ بيروت وإخراجه من الخدمة خدمة لمرفأ حيفا في الكيان الصهيوني
وأيضا للتخلص من نترات الأمونيوم وبقايا الأسلحة التي خزنت في مرفأ بيروت والتي كان يتم إرسالها إلى المسلحين الإرهابيين في سوريا وكلنا نذكر باخرة لطف الله واحد ولطف الله اثنين والتي كشف أمرها وتبين بأنها كانت تحمل أسلحة يتم إرسالها من قبل العملاء اللبنانيين وبعض المسؤولين المرتبطين بالسعودية إلى سوريا للجماعات الإرهابية وأهم هذه الأسباب توجيه الاتهام لحزب الله وتفجير حرب أهلية جديدة في الداخل اللبناني والمطالبة بتدخل دولي لضرب حزب الله وقد كان حزب الله أكثر الأطراف التي طالبت بإجراء تحقيق واسع وشفاف حول تفجير مرفأ بيروت ولكن بعد أتضحت الأمور كلها وتكشفت وتبين من القاضي الذي أشرف على التحقيق من المتسبب في التفجير تم حفظ هذا الملف ولم يعد يذكر حتى بالإعلام وهذا مابينه السيد حسن نصر الله في خطاب له منذ أكثر من شهر .
وآخر الاستهدافات للبنان من قبل أمريكا والكيان الصهيوني والأنظمة العميلة لهم هي محاربتها اقتصاديا من خلال التضييق على شعبها من الناحية المعيشية وقطع كل أنواع المساعدات عن لبنان مما خلق في لبنان في الفترة الأخيرة أزمة معيشية خانقة جدا وتعرضت الليرة اللبنانية إلى انهيار كبير ،وهذا مادفع حزب الله بأن يقوم باستيراد النفط من إيران وبموجبها أبحرت ثلاث سفن من إيران إلى لبنان والسفينة الأولى على وشك الوصول خلال الأيام القادمة إنشاء الله وقد هدد السيد حسن نصر الله أمريكا والكيان الصهيوني بأنه منذ اللحظة الأولى التي تبحر بها أول سفينة من إيران إلى لبنان فإننا سنعتبر هذه السفينة أرضا لبنانية وسيتم الرد بشكل كبير على أي اعتداء تتعرض له هذه السفن هذا ماقاله السيد حسن نصر الله ومن المعروف إن السيد حسن نصر الله عندما يقول يفعل والكل يعلم هذا ،فحزب الله بموقفه الأخير قد تحمل مسؤوليته وأحس بآلام الشعب اللبناني بأكمله ومن سخرية القدر والشي الذي لايمكن وصفه الشخصيات السياسية المعارضة لحزب الله بدلا من أن تشكر حزب الله على هذا الموقف الذي سيخدم كل الشعب اللبناني قامت بانتقاد حزب الله وانتقاد السيد حسن نصر الله بأنه رهن لبنان للقرار الإيراني بالرغم من أنهم لم يفعلوا أي شي لفك الحصار عن الشعب اللبناني وهم رؤوس الفساد في لبنان وحليفهم السعودي الذي يدعمهم هو رأس الحربة في الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اللبناني هؤلاء ينطبق عليهم المثل العامي الشهير عندنا في الشام(لابيرحموا ولابيخلوا رحمة الله تنزل)
وهؤلاء أنفسهم من انتقدوا حزب الله عندما حقق نصرا بطوليا على العدو الصهيوني في عام 2006 ورفع رأس لبنان كله وفي الوقت الذي كان فيه الكيان الصهيوني يرتكب المجازر في لبنان عام 2006 كانوا يستقبلون كونداليزارايز بالأحضان وهؤلاء أنفسهم من يتآمر على حزب الله ولبنان كله ويتلقى آوامره من السفارتين الأمريكية والسعودية منذ أيام السفيرة الأمريكية ميشيل سيسين مرورا بمورا كونيلي وصولا للسفيرة الحالية دروثي شيا ومازالوا مستمرين حاليا في عمالتهم للولايات المتحدة الأمريكية وفي النهاية عندما تنتهي أدوارهم والمهام الموكلة لهم ستقوم الولايات المتحدة برميهم كما ترمي الأوساخ كما تفعل بالعادة مع أذنابها والمثال الأفغاني قبل عشرة أيام مازال ماثلا أمام أعيننا عندما رفضت الولايات المتحدة إخراج أذنابها الأفغان الذين خدموها أكثر من عشرين عام من مطار كابول وأطلقت النار عليهم بل أكثر من هذا أخرجت كلابها البوليسية ورفضت إخرجهم أي قيمة الكلاب عند أمريكا أكبر من قيمة العميل وهذه رسالة لعملاء الولايات المتحدة في لبنان.
وإذاسألنا أنفسنا ماهو الحل لخروج لبنان من أزماته ومشاكله التي تلاحقه منذ عقود وبالتحديد في العقدين الآخيرين الحل في رأيي يكمن وفي الدرجة الأولى في القضاء على الطائفية السياسية وإلغاء المحاصصة الطائفية الموجودة في لبنان وإلغاء اتفاق الطائف هذا الاتفاق الذي كرس للطائفية بأبشع صورها وتشريع دستور عصري حديث يكون الأساس فيه للمواطنة لا للطائفة وأن يقوم الشباب اللبناني بتأسيس أحزاب سياسية مدنية وطنية بعيدا عن الأحزاب السياسية الطائفية الموجودة حاليا والمرتبطة بأمريكا والتي أسهمت بإيصال الأوضاع إلى ماهي عليه الآن وأيضا المحافظة على نهج المقاومة ممثلا بحزب الله فهذا الحزب المقاوم الشريف قد رفع رأس لبنان والعرب كلهم عندما مرغ أنف العدو الأساسي للعرب العدو الصهيوني في التراب وهذا الحزب هدفه الأسمى تحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى وهذا هدف كل عربي وكل مسلم وأيضا ينبغي للبنان حكومة وشعبا الانفتاح على جارتها وشقيقتها الكبرى الجمهورية العربية السورية فلبنان على مدى التاريخ لاتستطيع العيش من دون سورياوسوريا دائما وعلى مر التاريخ لم تنسى لبنان وحتى الآن وسوريا تعيش ظروفا اقتصادية صعبة جدا بسبب الحرب الإرهابية الاقتصادية عليها فإن سوريا لم تنسى الشعب اللبناني لأن لبنان هي العمق الاستراتيجي لسوريا فينبغي للبنان أن تنفتح على سوريا في كافة المجالات لأن سوريا ولبنان شعب واحد في دولتين هذه هي الحقيقة الدامغة التي لايمكن لأحد أن ينكرها أو يهرب منها ،وإذا طبقت هذه الخطوات تكون لبنان قد خرجت من عنق الزجاجة وانطلقت إلى الأمام لأن لبنان مكانها الطبيعي كما كانت في منتصف القرن العشرين منارة للشرق ومركز للتنوير الفكري والحضاري وهذا مانأمل أن تعود إليه في المستقبل القريب وبإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى