أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

لبنان الفساد والارتهان – الشيخ علي العريبي

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ علي العريبي

في آسيا بلد صغير يسمى سنغافوره حجمه حوالي ٧ بالمئة من مساحة لبنان، تركه المستعمر البريطاني بلد للفساد والبطالة والفوضى والجريمة، حتى جاء الاسطورة والمنقذ كما يسمونه “لي كوان يو” ليحول هذا البلد خلال ثلاثة عقود الى مصاف الدول العظمى، اصبح رابع اهم مركز مالي في العالم والثالث من حيث المدخول السنوي للفرد . أما في سويسرا الشرق  فمنذ ثلاثة عقود هبط علينا من سماء السعودية المليونير  رفيق الحريري ليتسلم الحكومة والبلد ضمن تسوية سعودية امريكية سورية لتبدأ معه مرحلة “الحريرية السياسية”، وذلك بالانقضاض على السلطة السياسية والاقتصادية والمالية، وهذه المرحلة شكّلت العمود الفقري لمنظومة الفساد السياسي اللبناني الذي تم تقاسم السلطة ومقدَّرات الدولة على أساس المحاصصة منذ ما بعد الطائف.
فكان الاعتماد على رؤوس الاموال المُسالة الى المصارف عبر تحويلات المغتربين او الاقتراض من الخارج او الاستثمار الاجنبي. وشيئا” فشيئا” تضخّمت الثروات والعمل غير المنتج ليصبح النمو الاقتصادي معطلا للبلد بسبب عدم تنفيذ سياسات اقتصادية تخرجه من هذه الدوامة،فكان الهدر سيد الموقف فالكهرباء مثلا وحدها تعادل ٤٠٪ من اجمالي الدين العام حيث بلغ عجزها ٣٧ الى ٥٠ مليار دولار، اما الاعمار بلغت المشاريع حوالي ٧٪ من اجمالي الانفاق الذي يبلغ ٢٥٦ مليار، وبالتالي عندما تسلم الحريري البلد كان الدين ١.٧ مليار ليصبح اليوم اكثر من ١٠٠ مليار، لتستنزف خدمة الفوائد ثلث الانفاق، كل ذلك بفضل التوزيع الحصصي والفساد والرشوة والمحسوبيات والبلد يمشي ببطء الى الانفجار، حتى وقع المحذور فبدأ الفاسدون بتهريب الودائع الكبيرة من المصارف الى الخارج بالاتفاق بين الثلاثي المصرف المركزي وجمعية المصارف والمصارف، ليتبين ان هذه الودائع هي اموال المودعين، ومع جفاف وقلة العملة الاجنبية وتضخم العملة الوطنية دخل لبنان مرحلة الخطر الاقتصادي الاكبر بل الوجودي ككيان مستقل ، كل ذلك بفضل فيلسوف السياسة النقدية رياض سلامة الرجل الاقوى في السلطة (دعم اميركي مطلق). لبنان تحكمه مافيا السياسة والمال بفضل وتأثير قوى الخراب (الخليجي الامريكي )، بعد خراب البصرة يحاولون ان ينقذوا البلد بحكومة اختصاصيين من هنا او تسوية من هناك، فكيف تستوي الامور وحاميها حراميها. لقد جف لسان قائد المقاومة بإعطاء الحلول، فعنوان المرحلة الحالية ارتهان الطبقة الحاكمة للخارج، والصبر والبصيرة عند المقاومة ، فصبر القائد وفي عينه قذى وفي حلقه شجا يرى البلد نهبا “.
متى سيأتي “لي كون يو” لينقذ لبنان من براثن السياسة الفاسدة ويخرج هذا البلد من ظلمات التبعية للخارج .
عصر الحريرية السياسية عصر فوضى وفساد وذلك مصداق لقول رفيق الحريري ذات يوم : “اضطررنا لشراء السلم الاهلي بالمال”….
سئل أرسطو من يصنع الطغاة؟ فرد قائلا ضعف المظلومين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى