أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

لبنان.. بين خيارين

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.سامي ناصر خليفة

بعد تورط القتلة العملاء في بيروت بدماء الأبرياء الشهداء اللبنانيين، وبعد وضوح معالم حلقات التآمر في سلسلة مخططات إدارة البيت الأبيض بمحاصرة الشعب اللبناني وتجويعه وعزله، ثم جره إلى الفتنة الداخلية تمهيدا لحرب أهلية، المنتصر فيها مهزوم.

بعد كل ذلك أثبت الشعب اللبناني حالة فريدة من الوعي بخطورة الانجرار إلى هذا المخطط الخبيث، ليعطوا درسا إنسانيا وقيميا رائعا لكل مراقب للأوضاع هناك، حيث التزام هذا الشعب الصامد الصبر وضبط النفس لوأد الفتنة أولا، ثم توظيفها لصالح وحدة الصف وتماسك الشعب اللبناني بكل فئاته وتعدد مكوناته.

نقول نعم للحكمة والحصافة التي التزم بها أهلنا في لبنان، وبالأخص جمهور المقاومة.. فلبنان مستهدف لأنه سيف في رقبة العدو الصهيوني يهدده بالموت والزوال في كل حين.

ونعم أخرى لضرورة توظيف هذه الفاجعة باتجاه كسب التعاطف الشعبي أولا، ثم تعرية القتلة من عملاء الداخل الذين ارتبطوا بآلة القتل والدمار الصهيو-أميركية ضد أبناء بلدهم.

فالحقيقة المرة التي باتت تعاني منها المنطقة بأسرها، تكمن في أن الإدارة الأميركية قد استمرأت التكبر والتجبر والهيمنة والتسلط على الدول وشعوبها.. وهي أصل الداء، ومنبع المشاكل، ومغذية لكل الفتن، وخالقة للبيئة الفاسدة التي يتغذى وينمو فيها العملاء والخونة.

فأصبحت دول المنطقة وشعوبها بين خيارين أحلاهما مر وعلقم. فإما أن تعارض هيمنة هذا المتجبر المتكبر وتسعى للتحرر من التبعية له.. فتنال منه الحصار والتجويع والعزل والتشويه والتدمير والتمزيق والفتن وغيره.

وإما أن تقبل بالهيمنة والتبعية الكاملة له لتعيش تحت سلطته ذليلة مكسورة فاقدة العزة والكرامة، ليسيطر هذا المتجبر المتكبر على كل مفاصل الدولة ناهبا الخيرات وسارقا الثروات وسالبا إرادة أهل البلد في تقرير مصيرهم بأنفسهم.

ولبنان اليوم.. أصبح بين هذين الخيارين.. فإما العزة والكرامة والاقتدار والتحرر من التبعية عبر التزام الوعي والصبر والتوحد والتماسك بين أبنائه في مواجهة الفتن لوأدها، وإما التفرق والتمزق الذي سيؤدي إلى الذل والهوان والخنوع والخضوع لمخططات ومكائد هذا المتجبر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى