أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

لماذا الانتخابات حاجة السلطة … وفرص حماس

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

إذا كان موقف إدارة بايدن الجديدة وموقف الاتحاد الأوروبي المتناغم معها، والذي وصل لسلطة عباس، أنهم لن يعترفوا إلا بسلطة فلسطينية ومجلس تشريعي منتخب، لضمان أن أي تسوية قادمة ستكون مع ممثل منتخب للشعب الفلسطيني، نظرا لفداحة التنازلات التي قد تفرضها التسوية القادمة.
حاجة السلطة:
الأمر الذي يفسر إصرار عباس على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، لضمان تمكين فتح من السيطرة على السلطة، مع عدم ممانعة مختلف الأطراف، في احتواء حماس ضمن النظام السياسي الفلسطيني، الذي فصله عباس بقراراته ومراسيمه على مقاسه، بما يحقق المطلب الأمريكي الصهيوني العربي والأوروبي.
فإن الانتخابات تصبح في هذه الحالة حاجة ملحة للسلطة، بل مسألة حياة أو موت، وقد تقدم على اجرائها، وضمان نتائجها بأي ثمن، حتى ولو بالتزوير المنضبط والمنظم.
حاجة حماس:
حماس من جانبها بحاجة ملحة لإجراء هذه الانتخابات، لتحقيق عدد من الأهداف ليس أقلها:
ولوج المظلة الشرعية الجامعة للشعب الفلسطيني، الممثل بالمجلس الوطني الفلسطيني، أو برلمان الثورة، أملا في ان يكون بوابة بل فرصة ذهبية لإصلاح واعادة بناء منظمة التحرير.
عدا عن أهداف أخرى لا تقل أهمية، كإنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من 14 عاما.
والتخلص من أعباء الحكم الذي يستنزف طاقتها، ويأكل من شعبيتها، ويرهق ميزانيتها.
اضافة لرغبتها في تسخير كامل جهدها وقواها، لتوحيد الجميع في جبهة فلسطينية قوية، في خندق المقاومة التي تحقق الانجازات وليس الشعارات التي لم تعد تقنع أحد.
فرص حماس:
لكن من الواضح أن السلطة بحاجة أكبر بكثير من حماس، لإجراء هذه الانتخابات، بعد أن وصل مشروع السلطة السياسي إلى طريق مسدود.
وبعد أن فقدت شرعيتها ومشروعيتها السياسية القانونية والشعبية.
وبعد أن تحولت إلى مجرد وكيل أمني لدى الاحتلال، ما يهدد فرص بقائها، خاصة إذا أخذنا في الحسبان مظاهر الفساد والفلتان والفوضى الذي يعتري كثير من مفاصلها، وتصاعد حالات التمرد في المدن والمخيمات والعشائر.
أما في حالة حماس فلو لم تتم هذه الانتخابات نتيجة الألغام التي زرعتها قرارات عباس، فسيطرتها وحكمها لغزة باق ولن يتأثر.
وسلاحها وقوتها العسكرية في غزة في تصاعد وتنامي مستمر.
ومقاومتها للاحتلال ستستمر في الضفة كما في غزة.
وموافقتها رهن تأخر أو تقدم أي جهد إقليمي أو دولي سياسي باتجاه القضية الفلسطينية، بعد أن باتت رقما صعبا يصعب تجاوزه.
وبما أن الجميع يترقب مخرجات حوار القاهرة المحاط بالشكوك، فأمام حماس فرص كبيرة لممارسة ضغوط واجبة على السلطة وفريقها في الحوار، لجهة ضمان:
– ان تكون الانتخابات تتويجًا لحالة توافق طبيعي.
– أن يشكل التوافق أرضية معقولة في البرنامج السياسي المشترك، والانطلاق من قاعدة سياسية في تعريف العدو وكيفية التعامل معه لضمان إنهاء الانقسام.
– الاتفاق على الحد الأدنى من البرنامج السياسي لفتح الباب واسعًا أمام حالة توافق أكبر.
– اطلاق الحريات لشعبنا في الضفة والقدس قبل الانتخابات.
– رفع العقوبات عن شعبنا في غزة.
– الذهاب للانتخابات بعد الاطمئنان على العملية القانونية والقضائية.
– التوافق على تشكيل محكمة الانتخابات.
– إعادة تشكيل المحكمة الدستورية بروح أخوية.
وقد تكون السلطة مجبرة على الموافقة على كثير من هذه النقاط، للحيلولة دون اعلان حماس الانسحاب من الانتخابات، الأمر الذي سيحرم السلطة من ادعاء شرعية فوزها بالمجلس التشريعي والرئاسة أمام أمريكا وإسرائيل والغرب، ما سيحرمها من المصداقية ويشكك بتمثيلها للشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى