أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

لماذا التفاؤل في نتائج الانتخابات؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

ذكرنا في المقال السابق الجانب السلبي في نتائج الانتخابات النيابية المُبْكرة 2021، والآن نكتب عن جانب التفاؤل حولها، وبذلك نحاول خلق منطقة توازن لأجل العمل على تنمية المِساحة المختصة بالتفاؤل.

١- الأميركي لم يتمكن من تأجيل الانتخابات، أو فرض حكومة الطوارئ؛ لأنَّ المعادلات المحلية والإقليمية سلبته فسحة الوقت ورصيد القدرة على تحمل الاستنزاف أكثر، ونحن الآن في مرحلة الطعون التي تتخللها مرحلة تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددًا التي ذُكرَت في الدستور (المادة 76-أولا).

٢- السيد نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق: 2006-2014)، يصعد اليوم من جديد حاصدًا (38) مقعدًا، ربما تصل (50) مقعدًا مع المستقلين والتصويت الخاص، وهو بذلك يمثل الكتلة الثانية على العراق بعد الكتلة الصدرية.

٣- السيد المالكي معروف بأنه يحافظ على إيقاع تصاعدي على كتلته وحضوره في قلب الجماهير، إذ كان مساره الانتخابي التصاعدي على وفق الآتي:

أولًا: في انتخابات 2010 حصل على (91) مقعدًا نيابيًا على الرغم من محاولة (آد ملكرت) مبعوث الأمم المتحدة تزوير الانتخابات لصالح القائمة العراقية.

ثانيًا: في انتخابات 2014 حصل المالكي على (96) مقعدًا نيابيًا، بزيادة بلغت (5) مقاعد عن انتخابات الدورة التي سبقتها.

ثالثًا: في انتخابات 2018 حصل شخصيًا على (102) ألف صوت لوحده، مُسجِّلًا بذلك الأول على العراق، على الرغم من أنه كان خارج دائرة المناصب الحكومية، وكان محارَبًا إعلاميًا، أما عدد مقاعده فكانت (25) مقعدًا من غير التحالفات، ومن غير (420) ألف صوت سُرِقَت منه.

رابعًا: في انتخابات 2021 (المُبْكرة) حصلت كتلته (ائتلاف دولة القانون) على (38) مقعدًا، من غير المستقلين والتصويت الخاص؛ إذ ربما تصل سقف (50) مقعدًا كما ذكرنا في المقدمة.

٤- المالكي صار الآن يمثل رأس الحربة للكتل والأحزاب الشيعية وجمهور الشيعة المتمثل بالمقاومة وأتباع المرجعية الدينية في النجف الأشرف وغيرهم، باستثناء الخصوم السياسيين من الشيعة.

٥- المالكي يتصدر المفاوضات لأجل تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددًا، وهنا تتحالف معه القوى الشيعية الأخرى من غير الخصوم، وربما الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأحد الحزبين من السنة: عزم أو تقدم، وكذلك الأقليات، وبذلك تُحسَم مسألة الكتلة النيابية الأكثر عددًا.

٦- المالكي قادر بجدارة على إعادة التحالف الوطني أو تثبيت الإطار التنسيقي للقوى الشيعية، ولأجل ذلك نجد مشروعية للتفاؤل لم نجدها منذ ما بعد انتخابات 2014.

٧- صعود شخصيات قوية مثل الدكتورة حنان الفتلاوي المتحالفة مع دولة القانون، والأستاذ حسين العامري عن حركة حقوق؛ تُعَدُّ بشائر خير لهذه الدورة، بسبب حضور هذه الشخصيات المبدئية القادرة على النمو النيابي العددي والنوعي.

٨- الإطار التنسيقي المتمثل بقادة الكتل والأحزاب الشيعية، يجتمع في بيت السيد المالكي، ويرفض عمليات التزوير للانتخابات، ويُصدِر بيانًا رسميًا باسم الإطار التنسيقي بتاريخ: 11-تشرين الأول-2021 معلنًا الطعن بالنتائج وعدم قبوله بها، وهذا يُظهِر إعادة قوة الصف الشيعي.

٩- الهيئة التنسيقية للمقاومة تجتمع رافضةً عمليات التزوير للانتخابات، ويعزز هذا الرفض بيان السيد أبو علي العسكري (المسؤول الأمني لكتائب حزب الله) بتاريخ: 11-تشرين الأول-2021؛ إذ دافع به عن القوى الشيعية التي ظُلِمَت كلها.

١٠- أساس التفاؤل هو صعود القوة الجديرة بالحكم والمفاوضات المتمثلة بالسيد المالكي، وكذلك مظاهر وحدة الشيعة، والاتفاق على رص الصفوف، وإعادة الحق الانتخابي المسروق، والآن المالكي هو القادر على إدارة هذا الصراع بتفوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى