أحدث الأخبارشؤون آسيوية

لماذا تلْفن عيّاش؟: ملامح انفراجات في المنطقة أو تجميد صراعات!

مجلة تحليلات العصر الدولية

(قراءة في لغة خاصة الخاصّة).
د. عماد فوزي شعيبي
يتم إعلانٌ عن موعد النطق بالحكم (الدوليّ) بشكلٍ لافت. وتعلنُ المحكمة تبرئة أو عدم اقتران الأدلة بما يدفع لاتهام سورية والحزب، ويُكتفى باتهام يبقي السيف مُسلطاً، ولكن الحقيقيّ أنّ 15 عاماً من ملف بدا إكمالاً لاحتلال العراق ولإخراج سوريّة من لبنان، ومحاولة تطويق المقاومين، مروراً بحرب 2006، فالحرب السورية، والملف النووي الإيراني، تُطوَى أولى فصولها مع إنهاء ملف المحكمة الدوليّة.
الحكم سياسيّ، كما كان الاغتيال، وكما هي المحكمة المُنصرمة. والرسالة سياسيّة بامتياز؛ فلا اتهام للقوى التي استهدفها الاغتيال وما بعده.
الرسالة تزامنت مع إعلان ترامب تصريحاً مرّ دون التفاتةٍ (من الخاصّة أو العامّة) وكأنه تصريح (لخاصّة الخاصّة) يقول: أنه حال إعادة انتخابه، سيقوم بحل المسألة الإيرانيّة خلال ثلاثين يوماً!
التصريح والرسالة يوحيان بقرب أو بحدوث اتفاق مؤجلَ الاعلانِ عنه بخصوص الملف الإيراني، إذ ليس من المُناسب الإعلان عنه قبل الانتخابات الأمريكية؛ لأنه يُضعف موقف ترامب الانتخابي؛ باعتبار أن برنامجه الانتخابي السابق كان يقوم على إلغاء الاتفاق النووي، وبالتالي فأيُّ اتفاقٍ مؤجّل الإعلان عنه حتى شباط 2021 (بعد 30 يوماً من التنصيب القادم في كانون الثاني -حال إعادة انتخاب ترامب)، هو وقف للاشتباك وتأمين لظهر ترامب من (ضربةٍ) بعمليّة إن وقعت قد تقضي على ما تبقى من حظوط الرجل للعودة إلى البيت الأبيض! .
فبمجرد وجود تفاهمات بالحد الدنى أو (حتى اتفاق)بين واشنطن-ترامب، لا الدولة العميقة، وإيران، يقي ترامب من رد الفعل المؤجل.
كل هذا تحليل بقياس الغائب (المعلومات عن ذلك الاتفاق ومداه)، وهو ما ستؤكده أحداث الشهرين القادمين حتى موعد الانتخابات الأمريكية، إن خلت من حدث أمني-عسكري من إيران أو من حلفها يستهدف ترامب قبل الانتخابات، على الشاهد (قرار المحكمة المفاجيء).
وربما! ومع تضرّر إسرائيل من احتمال تراجع الضغط الأمريكي على إيران لاحقاً دفعت واشنطن بملفّ التطبيع العربي السريع تعويضاً عما هو آتٍ.
المناخ السابق مُتصل بالسباق المحموم نحو [صفقة القرن] أيضاً، بتعويم نتنياهو بكل وسائل الإنعاش الانتخابي الذي لايُخفي دور واشنطن-ترامب به باعتباره الشريك المعتمد في الصفقة.
والمعُلن من هذه الصفقة (للقرن!)، صحيح أنه افتئات على الحقوق، لكنه لن يكون إلاّ مادةً أوليّة للتفاوض، أو هكذا سيكون رغم كل مخاتلات اللعب على ميزان القوى المُختل لصالح إسرائيل، لأن صياغة تهدئةٍ أو إنهاءٍ للصراع لا تكون بهذه الطريقة الصلفة، أو هكذا ستفرض المعادلة بين لبنان-الحزب وإسرائيل نفسها. فالقضيّة كلّها تتلخّص في أن مبررات الاحتراب الشامل، قد تراجعت لصالح أولويّة الغاز وخطوطه والنفط، وكل ملف الطاقة لقرن قادم، وضرورة تأمين المنطقة كلهّا سواء بإنهاء الصراع الأم أو برفعه إلى الرف وتجميده. فلا استخراج للطاقة في مناطق مشتعلة الصراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى