اليمن

لماذا صعد جنبلاط من لهجة خطابه بعد زيارة السفيرة الأمريكيةله؟

مجلة تحليلات العصر

بقلم: عدنان علامه

19/04/2020

تزامنت زيارة السفيرة الأمريكية لجنبلاط بالرغم من التعبئة العامة مع وصول الرئيس الحريري إلى بيروت بالرغم من إقفال المطار ووقف كافة الرحلات الجوية ما عدا إحضار المغتربين. فتحرك الأهالي في سعدنايل ضد الغلاء ودعا سارقوا الحراك إلى التظاهر بالسيارات يومي الثلاثاء والأربعاء. وقد زار جنبلاط معراب لتنسيق المواقف نزولاً عن رغبة السفيرة الأمريكية.
فلا يلوم حنبلاط إلا نفسه لموضع الشبهة التي زجّ نفسه بها. فتصريحه بتصعيد الحملة ضد السلطة الحاكمة حتى ترحل ومطالبته بالمواجهة مهما كان الثمن جاء بعيد مقابلته السفيرة الإمريكية خلال الأسبوع الحالي. وهذا لا يوجد له أي تفسير سوى الإستجابة الفورية للتدخل السافر للسفيرة الإمريكية في الشؤون الداخلية اللبنانية. ونظراً لدقة الموضوع وخطورته أنقل الخبر مع مصدره:-

كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة الكويتية”، أن رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط وصل إلى قناعة راسخة بأن “هذا العهد لا بد أن يرحل، لأن استمراره في ظل هذه الحكومة سيوصل البلد إلى الخراب، وبالتالي فإنه لا بد من تصعيد الحملة ضد السلطة الحاكمة حتى ترحل، بعدما أوصلت لبنان إلى قعر الهاوية”، مشيرة إلى أن الأمور مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر، بعدما حسم جنبلاط خياره بالمواجهة حتى النهاية مهما كان الثمن.

وقد وضع سارقوا الحراك أنفسهم في قفص الإتهام لدعوتهم للتحرك عبر السيارات يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين.

ولا بد من التطرق إلى بعض الإنجازات التي حققتها حكومة الرئيس حسان دياب مجتمعة في جسم واحد والتي تعتبر الخطوات الأولى نحو الدولة المدنية وأهمها الموافقة على تعيين الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية بعد أن كان الملف عرضة للتجاذبات السياسية والمذهبية وبقي في أدراج رئاسة الحكومة ولعدة حكومات سابقة.
ويشهد للحكومة مجتمعة ولوزير الصحة إنجازاتهم في التعامل بمهنية وحرفية وحزَم مع جائحة كورونا. وشهد لهم العدو قبل الصديق بمناقبيتهم وجودة متابعتهم بالرغم من عدم وجود الإمكانيات. وقد نالوا إعجاب وتنويه منظمة الصحة العالمية وعدد من الدول الأوروبية في حين فشلت أمريكا ولا تزال في إحتواء الفيروس. وتمثل الفشل الذريع في عدم تمكن مركز السيطرة على الأمراض في اتلانتا( CDC) من إنتاج مجموعة لفحص الَمصابين بالفيروس منذ شهر شباط الماضي.

ويضاف إلى إنجازات الحكومة ضَمان حقوق صغار المودعين بنسبة 98 % ولو بخسائر بسيطة حيث سيتم التدخل للجم سعر إرتفاع الدولار بعد عطلة عيد الفصح.
لا ينكر أحد الأزمة المالية الصعبة التي يمر بها البلد. وهي نتيجة تراكم اخطاء الحكومات السابقة منذ أكثر من 30 عاما. وإقفال الطرقات من قبل سارقي الحراك ثم الإقفال القسري بسبب فيروس كورونا. وعليكم مراجعة السعر قبل 17 تشرين وبعده. والذي فاقم الأوضاع الإقتصادية صعوبة هو تهريب كبار المودعين وأصحاب المصارف مليارات الدولارات إلى الخارج وإستقالة الحريري وعدم ممارسة مهامه خلال فترة تصريف الأعمال. وقد قامت الحكومة بصرف مبلغ 400.000 ل. ل بناء إلى قاعدة بيانات وقد أضيف إليها شرائح جديدة بعد حذف المعطيات التي أضيفت لأسباب إنتخابية.

وقبل التطرق إلى تهديد فيلتمان السابق والتي يبدو أن ترامب يريد تسخين الأوضاع في أكثر من منطقة داخلياً وخارجياً لتشتيت الإنتباه عن فشله الذريع في التعامل مع جائحة كورونا بالرغم الإمكانيات المالية الضخمة، أود تقديم النصيحة للسيد سعد الحريري: “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”. وعليه مراجعة المواقف في حادثتين وإتخاذ العبر ممن كان معه ومن طعنه في الظهر:-

1- حادثة إحتجازه في السعودية وإجباره على تقديم الإستقاله وعدم قبول رئيس الجمهورية وحزب الله وحركة أمل تلك الإستقالة.

2- من هي الجهات التي وقفت بجانبه حتى آخر ثانية قبل إعلان عزوفه عن الترشيح أثناء تأليف الحكومة.
ولا بد من الإقرار بأن البلد لم يكن ماشياً في عهد الحكومات الحريرية المتعاقبة.

وفي العودة إلى التدخل السافر في الشؤون اللبنانية والتهديد الأرعن والوقح الذي أطلقه فيلتمان إذا لم يمتثل لبنان للأوامر الإمريكية:- “الاختيار بين الفقر الدائم او الإزدهار المحتمل”.

فبتاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 واأمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي ناقش السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان الوضع اللبناني. مما جاء في مداخلته لبنان محبط ومحتاج ومعقد، نحن بحاجة الى أن نلعب لعبة طويلة والا نسمح لإيران أو سوريا أو الصين أو روسيا بإستغلال غيابنا. واضاف: لا نريد أن نرى انهيار لبنان ماليًا أو سياسيًا ولكن قدرتنا على حشد الدعم الإقتصادي يعتمد على قرارات يتخذها اللبنانيون أنفسهم، بما في ذلك تشكيل الحكومة القادمة في لبنان وسياساتها. وكخطوة أولى، يجب تحرير بسرعة المساعدات العسكرية التي وضعت قيد المراجعة.

واستفاض فيلتمان في الكلام قائلا: “قد لا يستطيع الناخبون اللبنايون تجريد حزب الله من ترسانته بين ليلة وضحاها، ولكنهم يستطيعون إغتنام فرصة الانتخابات المقبلة لتجريد حزب لله من شركائه في البرلمان الذين يستعملهم لمضاعفته قوته سياسياً.قد يسأل البعض في واشنطن ما إذا كان على الجيش اللبناني أن يستعد لمواجهة حزب الله  ولنزع سلاحه بالقوة  قال السفير الاميركي السابق الا ان هذا الأمر قد يسبب حربًا أهلية بحسب فيلتمان ، فإيران ووكلائها كما القاعدة يميلون الى الإزدهار في الحروب الأهلية. ويجب علينا التفكير أكثر على المدى الطويل.
وختم فيلتمان : “سيكون على اللبنانيين أنفسهم اختيار المسار الذي يقود إما إلى الفقر الدائم وإما الى الإزدهار المحتمل، وذلك من خلال تحديد ما إذا كانوا سيستمرون في  قبول سوء الإدارة” .

يبدو أن أمر العمليات الأمريكي قد صدر مباشرة إلى جنبلاط ليبلغه عن لسان السفيرة الأمريكية إلى المحور التابع للسفارة الأمريكية. لم يتأخر جنبلاط في إعلانه عن البيان رقم 1 لبدء تنفيذ المخطط. فسارع إلى لقاء جعجع لتنسيق الجهود وتوزيع الأدوار ومن ثم التقيا مع الرئيس سعد الحريري لتوزيع الأدوار . وأما سارقوا الحراك فقد أعلنوا عن عودة تحركهم عبر تظاهرة بالسيارات يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين. ويقيناً سيحظون بتغطية إعلامية مدفوعة الأحر.

فما هكذا تورد الإبل، وما هكذا يتم تكريم الحكومة لحفظها أرواح الأحبة فيما فشلت الدول الكبرى فيما أنجزته حكومتنا.

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى