أحدث الأخبارايران

لماذا نقع في أفخاخ الاعلام الاسرائيلي المضاد لايران..؟/ صالح القزويني

صالح القزويني

احــــدى الثغــــرات الكبيــــرة في الصــــراع الاسلامــــي والعربي ضد العدو الاسرائيلي، هي اننا نعين الاسرائيليين على أنفسنا ونقدم لهم مساعدة في تحقيق ما يريدون دون أن نشعر، بل ونتصور اننا نحصن أنفسنا من خلال ترديد ما يلقنه الاسرائيليون لنا.

🔸نماذج الأفخــــاخ التي ينصبها العدو الاسرائيلي وخاصة وسائل اعلامه لنا كثيرة، وكان آخرها اجتماع النقب الذي عقــــد الاثنين الماضي، ففي هذه المــــرة أيضا وقعنا فريسة الاعلام الاسرائيلي وأخذنا نردد ما قالته تل أبيب في هذا الصدد.

▪️ماكنة الاعلام الاسرائيلي حرصت على أن تطلق اسم التحالف العربي – الاسرائيلي لمواجهة ايران على اجتماع النقب، وصورت الاجتماع على انه خطوة تنسيقية أولى لشن الهجوم على ايران، وفي هذا الصدد هناك عدة ملاحظات:

1⃣/ كيف يمكن اطلاق صفة العربي على هذا التحالف المزعوم ولم تشارك فيه سوى 4 دول عربية، فضلا عن أن دولا عربية ترفض جملة وتفصيلا التطبيع واقامة العلاقات مع اسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية.

2⃣ / ما عدى الرواية الاسرائيلية حول الاجتماع فلم تتحدث أية دولة من الدول المشاركة فيه بأن الهدف منه هو التحالف ضد ايران، بل على العكس من ذلك فان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد أن اجتماع النقب غير موجه لأي طرف.

3⃣ / صحيح أن بعض الدول العربية لديها مآخذ على ايران وعلاقاتها متوترة مع طهران ولكن الأمر لم يصل الى حد شن الحرب ضدها، فالسعودية التي تعتبرمن أكثر الدول العربية التي تندد وتستنكر السياسة الايرانية في المنطقة، فإن ولي عهدها الذي تحدث في بداية تسلمه للمنصب عن نقل الحرب الى ايران؛ عاد مؤخرا ليدعو الى علاقات متميزة مع طهران..

4⃣/ ما عدا البحرين التي تشن بين فترة وأخرى هجوما اعلاميا شديدا على ايران، فان الدول الثلاث (الامارات والمغرب ومصر) لا تعتبر نفسها معادية لايران ولا ترى أن طهران تشكل خطرا داهما عليها رغم الانتقادات العابرة التي توجهها أحيانا لايران.

5⃣/ فضلا عن أن هذه الدول العربية الأربعة لا تمثل جميع الحكومات العربية فانها لا تمثل ايضا الشعوب العربية التي لديها راي آخر فيما يتعلق بالعداء مع ايران.

6⃣/ على الرغم من أن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن تحدثت عن انها ستنتهج سياسة أخرى تجاه ايران اذا فشلت المفاوضات النووية، فان مشاركة وزير الخارجية الأميركي في اجتماع النقب، في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن قرب التوقيع على الاتفاق النووي، يوحي بأن الاجتماع عقد لتحقيق غايات أخرى وليس التحالف لشن الحرب ضد ايران.
فضلا عن كل ذلك، فإن اسرائيل التي روجت لقصة تشكيل تحالف ضد ايران، فهل يا ترى انها مستعدة للمضي قدما في شن الحرب على ايران؟

والحقيقة ان اسرائيل ليست مستعدة لشن الحرب والمشاركة في أية حرب ضد ايران حتى لو اصطف العالم برمته معها، فما بالك بالتحالف مع دول اساسا لا تؤمن بالمشاركة في محاربة ايران.

▪️اسرائيل التي تعجز عن ايقاف اطلاق الصواريخ عليها سواء من قبل المقاومة الفلسطينية أو حزب الله وتعتبر الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة التي تمتلكها المقاومة التحدي الأكبر لها، وتعجز أيضا عن ايقاف عمليات الفلسطينيين ضدها، فهل تقدر على شن الحرب ضد ايران؟

اسرائيل عاجزة عن السيطرة على مدينة جنين في الضفة الغربية ومصادرة الأسلحة التي في يد مقاوميها، وتبذل المستحيل لاقناع غزة بضرورة استمرار التهدئة، فكيف ستكون قادرة على منع نفسها من الوقوع في الجحيم الذي تحفره ايران لها؟

هذه نماذج على عجز اسرائيل في مواجهة ايران ومحور المقاومة وهي تعلم جيدا بعجزها، الا أن السؤال المطروح، هو اذا كانت تل أبيب الى هذا الحد عاجزة وانها تدرك ذلك جيدا، فلماذا تسوق نفسها على أنها قادرة على مواجهة ايران وتدمير منشآتها النووية وان هجومها على ايران قاب قوسين أدنى؟

هناك عدة أهداف تسعى اسرائيل لتحقيقها من هذا الترويج والتسويق، من أبرزها..

الأول: تسعى الى ابقاء التحالف الحكومي متراصا، من خلال الايحاء بأن هناك خطر يهدد اسرائيل مما يستدعي توحيد الصفوف لمواجهته، وهذا التحدي لا تعاني منه الحكومة الاسرائيلية الحالية وانما عانت منه الحكومات الاسرائئيلية السابقة.

الثاني: عرقلة الاتفاق النووي أو الحد من المكاسب والتنازلات التي تقدمها أميركيا وأوروبا لايران.

الثالث: الابقاء على العزلة والصورة التي رسمها ترامب لايران بأنها دولــــة ارهابيــــة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقــــة والعالم، ومنعها من العودة للمجتمع الدولي وتكون كسائر الدول تتمتع بالحقوق التي يمنحها المجتمع لأية دولة في العالم.

▪️إلا أن في مقدمة الأهــــداف التي تسعى اسرائيل الى تحقيقها، هي انهاء العقدة التي لزمتها منذ ظهورها والى هذا اليوم، الا وهي، أن تكون دولة طبيعيــــة كسائر دول العالم وليست منبوذة ومرفوضة خاصــــة من قبل الدول الاسلامية والعربية، ولعل أبرز دليل على ذلك، هو الضجيج والتهويل والبالونات الاعلامية الكبيرة التي تطلقها اسرائيل مع كل خطوة تطبيع وعلاقات رسمية تقيمها مع دولة عربية واسلامية، وكأن هذه الدول كانت تشكل خطرا داهما عليها، وانها تحاربها، في الوقت الذي لم تكتف فيه هذه الدول بالامتناع عن دعم المقاومة الفلسطينية وحسب بل وانها تطارد وتعاقب أي مقاوم لاسرائيل سواء كان فلسطينيا أو غير فلسطيني.

🔸✨. وهنا تنبغي الاشارة الى انه، حتى لو أن جميع الدول طبعت علاقاتها مع اسرائيل واقامت علاقات رسمية معها، فان هذه العقــــدة ستطاردها وتعكر احلامها ما دامت المقاومة الفلسطينية مستــــمرة ويدها على الزناد، الأمر الذي يستــــدعي أن تفكر تل ابيب بحل مشكلتها مع الفلسطينيين فالتطبيل لهذا الاجتماع أو ذاك لن يجــــدي نفعـا.

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى