أحدث الأخبارفلسطينلبنانمحور المقاومة

لماذا يهاجر اللاجئون الفلسطينيون من لبنان!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

يقّدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحوالي 463,664 نسمة وفق إحصاءات الأونروا للعام 2017، والعدد الأكبر منهم يعيش داخل المخيمات والتجمعات من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال في لبنان.
حيث يُشّكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عُشر سكان لبنان الذي يتراوح تعداده حوالي 4,7 مليون نسمة، يعيشن حوالي 45% منهم في 12 مخيماً، و55% منهم في 156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان.
ومع تواصل فصول المؤامرة على تصفية قضبة اللاجئين من خلال افقار وتصفية الأونروا، بات اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان يعيشون تحت وقع انعكاسات الازمة اللبنانية، حيث بلغت نسب الفقر عتبة 90%، وسط استمرار حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم المدنية في العمل والانتساب للنقابات والتملّك وسواها، مع تقاعس وكالة “أونروا” عن إطلاق خطط طوارئ، واستمرارها في نهج تقليص المساعدات والخدمات.
الأمر الذي أدى إلى ارتقاع معدلات هجرة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، بمعدلات تصاعديّة منذ العام 2005، وتضاعفت بشكل كبير خلال العامين 2020 و2021 الماضيين.
ففيما تشير الإحصاءات إلى أنه غادر في 2020 بين 6 آلاف و8 آلاف فلسطيني من لبنان دون عودة، فان ذات الإحصاءات تفيد أيضا أنه غادر لبنان في 2021 ولغاية نهاية شهر تشرين الأول، 12 ألف لاجئ فلسطيني لم يعودوا إلى لبنان، وهو رقم أعلى من معدل السنوات الماضية بكثير.
ومع تزامن ارتفاع معدلات هجرة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، مع الأزمة الاقتصاديّة التي يعيشها الكل اللبناني اليوم، باتت الأمور ملتبسة على البعض لناحية اتهام الأزمة الاقتصاديّة، وتبرئة الأونروا التي تراجع دورها وأثرها في اسناد صمود اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، حيث باتت قيمة المساعدات النقدية التي تقدّمها وكالة “أونروا” للمستفيدين من شبكة الأمان الاجتماعي، ويبلغ عددهم نحو 60 الف فقط، لا تتجاوز 40 دولاراً كل 3 أشهر، وهو مبلغ لا يسمح لهم بالعيش بالحد الأدنى وسط موجة الغلاء الفاحش التي يمر بها لبنان والعالم.
الفلسطيني الحر الكريم لم يكن يوما متسولا، ولا عالة على أحد، بل كان يملك وطنا جميلا وأراضي خضراء ومنازل غناء وشواطئ صافية رقراقة.
لم يهاجر الفلسطيني من أرضه ووطنه الى الدول العربية وغيرها من دول العالم بحثا عن الرزق، بل تم تهجيره بقوة الحديد والنار والمجازر التي ستبقى سبة في جبين التاريخ.
ولكن مع تنامي وقع الازمات الاقتصادية التي تحاصر الفلسطيني في كل مكان، بات اللاجئ الفلسطيني مجبرا على الهجرة من جديد بحثاً عن حياة كريمة.
ومن هنا نطمئن جميع المتآمرين على تصفية قضية اللاجئين، أن الفلسطيني قد يعاود الهجرة مرات ومرات إلى مختلف دول العالم بحثا عن حياة كريمة، لكنه سيبقى متمسكا بحقه في العودة الى وطنه وأرضه حتى لو امتلك كنوز الأرض، وسيعود الى بيته الذي هجر منه ولو امتلك خارج فلسطين الجنان والقصور، فلا بيت كالوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى