أحدث الأخبارمحور المقاومة

لمحة مابين الماضي والحاضر .. “خيبات” .؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسامة القاضي

لم أكن اعلم أن الأيام التي ستأتي ستكون كارثية بكل المقاييس، لن يهوّن منها حتى تلك الأيام التي كان بعضها وارطا في استجلاب خيبات كبار كان الماضي الذي أتحدث عنه على قبحه ومساوئه أقل قبحا وفجاجة وخيبة مما نعيشه اليوم .

جاءت الأيام الجداد بخيبات جسام توالت وتكاثرت في زحام قتلت أحلامنا العراض ونشر الموت والدمار والخراب مزقوا الوطن شر ممزق عدوان وإحتلال وطغيان وفقدان لم يبق لنا من بقايا الوطن إلا ذكريات نلوذ بها عندما تشتد أحزاننا، ويكتظ فينا الموت والحطام واليأس الأشد .

لم اكن اعلم أن حكامنا، والطامحون الجدد، مسكونين بهذا القدر من شهية فساد لايشبع يربّحوا بالحرب والخراب والفساد والدم ونكبة وطن ربما لايُستعاد، وحلم جميل تبدد، ومستقبل مختطف، ولن يعود إلا بعد ردح من الزمن إن عاد وما نخشاه إن يكون قد ذهب وضاع إلى الأبد .

جوائح من كل حدب وصوب، حروب وعدوان واحتلال كبير واعتساف بلاحدود فجّرت الوطن بعصبيات منتنة، وحشوات كل واحد منها بألف برميل وألف طن من البارود عصبيات تملكت حاضرنا ومستقبل أبناءنا، وفتحت باب الرحيل والموت والمقابر اغتصبت كل شيء، ولم تبق لنا شيئا ضاعت أعمارنا ومستقبل أولادنا بددا .

جائحة وراء جائحة، حروب كارثية تمزق اليمن طولا وعرضا وعمقا، وحكام يتزاحمون على القبح والبشاعة ويتسابقون على مزيد من السقوط والارتهان والخيانة على حساب وطن منكوب بهم، ومستقبله المُختطف والمغتصب .

تافهون لايشعرون بالعار والامتهان الأشد غلاظة فقدوا الإحساس بكل شيء، حتى بالسياط والسواطير وهي تنزل ضربا على أجسادهم المتخشبة .

موت باذخ، ومجاعة ومرض ومخافة قد حل في كل بيت لم يبق لدينا شيء غير الكارثة، والحزن الوخيم، والحداد الذي لا يريد أن يغادر لم يعد لنا من حق إلا حق الأنيين الذي يضيقون به ذرعا، ولن يصبرون عليه بُتنا نتنفس بصعوبة وقد تكالبت علينا الحروب ومعها ألف حصار وطغيان وعدوان وإحتلال .

كارثة باتت أكبر من كل المقاييس ومرعبة كالوباء سقوط بلا قاع ولا قرار احتدام بين محتل غشوم سموه مُحرر، و شعب منكوب بالحصار رغم هذا وذاك، و هذا الكم من اليأس الشديد، فأن الزمن أطول عمرا من عمر كل الطغاة .

رغم كل هذا السواد الكثيف سنقاوم اليأس الأشد ونحن نردد باستماته تعشق الحياة : ” سنظل نحفر في الجدار، أما فتحتنا ثغرة للنور، أو متنا على وجه الجدار “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى