أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

لوموند الفرنسية تحصل على وثائق مذهلة للاستخبارات الأميركية عن التخطيط لإسقاط الرئيس بشار الأسد قبل المؤامرة الكونية بسنوات طويلة بالتعاون مع “إسرائيل” وتركيا وبريطانيا والسعودية وقطر وبدرجة أقل اندفاعا للإمارات

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث

لأنّ حجم المعلومات السرّية المذهلة التي حصلت عليها صحيفة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية كبير وخطير فسأبدا بالمقال فورا على شكل نقاط ودون مُقدّمة …
أولا … تؤكد الوثائق أنّه بعد سقوط بغداد عام 2003 ورفض الرئيس الأسد جميع تهديدات ومطالب كولن باول بوقف دعمه للحزب الإلهي وطرد الفصائل الفلسطينية من دمشق، برزت وجهتا نظر مختلفتان في طريقة التعامل مع الأسد…
الأولى تتبنّاها السعودية والإمارات بأن يتم إغراء الرئيس الأسد بعشرات مليارات الدولارات لتغيير مواقفه، وكانت نتيجة ذلك زيارة الملك عبد الله لدمشق وعرضه 20 مليار دوار على الأسد، ليلحقها إجباره سعد الحريري على زيارة دمشق ولقاء الرئيس الأسد بعد كل اتهاماته لسورية باغتياله والده رفيق الحريري.
وجهة النظر الثانية تبنّتها “إسرائيل” وقطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا بأنّ لا حل إلّا بإسقاط الرئيس بشار الأسد والمجيء بإخوان الشياطين لحكم سورية حيث يسيرون على نهجهم التاريخي في بيع معسول الكلام للشعوب، وفي ذات الوقت يقومون بتمرير المشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة كما فعلوا بتمريرهم كامب ديفيد واتفاق وادي عربة وإسقاطهم مشروع قرار تجريم التطبيع في البرلمان التونسي وتوقيعهم اتفاق التطبيع مع المغرب وتأييد فرعهم في البحرين للتطبيع، وكما يفعل كبيرهم الذي علّمهم النفاق والكذب والدجل الديوث قردوغان في مهاجمته اللفظية للصهاينة، وعلى أرض الواقع يزور قبر هيرتزل في القدس ويلتقي شارون ويرتبط بعلاقات اقتصادية غير مسبوقة مع الكيان، وكما فعل العبيط الأهبل محمد مرسي بمخاطبته بيريز “عزيزي وصديقي رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريز”.
ثانيا …. تكشف الوثائق أمراً في غاية الخطورة وهو أنّ الاستخبارات الأمريكية قدّمت تقييما لإمكانية إسقاط الرئيس بشار الأسد وذلك بعد ستة أشهر من بدء المؤامرة على سورية تقول فيه حرفيا “إنّ إسقاط بشار الأسد أمر صعب جدا، وأنّ البديل هو القبول بمشروع نظام بعثي ديكتاتوري يكون أكثر ودّا تجاه واشنطن وتل أبيب عبر زيادة الإغراءات المالية والاقتصادية” .
ثالثا … الغريب أنّ حتى الاستخبارات الإسرائيلية كان تقييمها يُطابق تقييم الاستخبارات الأمريكية من ناحية صعوبة وشبه استحالة إسقاط الرئيس بشار الأسد، ومع ذلك أخفت “إسرائيل” هذا التقييم عن أتباعها وشركائها في المؤامرة أمثال تركيا وقطر والسعودية والإمارات، وأكدّت لهم بأن تقديرات أجهزتها الأمنية تقول بأنّ الأسد سيسقط خلال أشهر قليلة،
رابعا … تتطابق هذه المعلومات مع اعترافات جنرال فرنسي كبير بأنّ الرئيس الفرنسي ساركوزي والديوث قردوغان وقطر كانوا مُكلّفين بمُهمّة محاولة تليين مواقف الأسد عبر الإغراءات المالية الكبيرة، وهذا يُفسّر العلاقات الودّية والعائلية التي أقامها الديوث قردوغان وأمير قطر مع الرئيس الأسد، حيث كان قردوغان يخاطب الأسد بأخي وصديقي بشار، وكذلك الزيارات الكثيرة للقادة الأتراك والمسؤولين القطريين لدمشق والتي وصلت إلى درجة أن يعرض القطريون عشرات مليارات الدولارات على الأسد.
خامسا … الغريب أنّ ما تكشفه الصحيفة الفرنسية لم نكُن بحاجة لكل هذه السنوات لاكتشافه، فمثلا صرّح رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم لصحيفة فايننشال تايمز عام 2013 بأنّ ولي عهد قطر الأمير تميم قبل أن يصبح أميرا زار دمشق وعرض على الرئيس بشار الأسد 15 مليار دولار مقابل تخلّيه عن علاقته بإيران والحزب الله والمقاومة الفلسطينية، وأكمل حمد بن جاسم في نفس المقابلة بأنّ قطر دفعت للتنظيمات الإرهابية مئات المليارات ولكن كل دولار تمّ دفعه كان بعلم أمريكا.
سادسا … بعد أن يئس الجميع من إمكانية تغيير الرئيس الأسد لمواقفه من فلسطين والحزب والمقاومة، تبنّى الجميع وجهة نظر نتنياهو بأن لا حل إلا بإسقاط الرئيس الأسد، وهذا يُفسّر انقلاب الخطاب الإعلامي لقنوات البترودولار المتصهينة مثل الجزيرة والعربية والتي كانت في الأشهر الأولى لا تُجاهر بشكل فاضح بتبنّي ثورة جهاد النكاح السورية .
سابعا … بدأت تتسرّب وثائق ويكيليكس التي تُظهر أنّ مخطط إسقاط الرئيس الأسد بدأ عام 2005 أي قبل عام من حرب تموز ضد الحزب الإلهي والحرب على المقاومة الفلسطينية في غزّة من أجل الاستفراد بالمقاومتين الفلسطينية واللبنانية بدون وجود الرئيس الأسد الداعم الأكبر لهما.
وهنا يبرز التصريح الخطير لوزير خارجية فرنسا رولان دوما للإعلام الفرنسي بأنّه أثناء زيارته لبريطانيا عام 2007 تلّقى عرضا رسميا للمشاركة في إعداد مخطط لتدمير الدولة السورية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد …
ثامنا …. بعد انخراط الجميع في المؤامرة على سورية بشكل علني لم يعودوا يخجلون من الإدلاء بالتصريحات العلنية الداعمة لثورة جهاد النكاح والداعية لتدمير سورية وإسقاط الرئيس الأسد، وفي هذا السياق جاء تصريح وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بتاريخ 28/3/2011 “علينا العمل المشترك مع المعارضة السورية لإسقاط نظام بشار الأسد من أجل إقامة سلام بين سورية وإسرائيل”، ولم يكن غريبا أن لا يتأخر في رد التحيّة بأحسن منها أحد أحقر وأسفل رموز ثورة جهاد النكاح برهان غليون حيث صرّح بعدها من الدوحة بتاريخ 11/5/2011 “سنعمل بعد استلامنا حكم سورية على قطع علاقتنا بإيران والحزب الإلهي والفصائل الفلسطينية كافة، وسنتخلّى عن المطالبة بالسيادة على لواء اسكندرون، وسنتوصّل لاتفاق مُرضٍ لجميع الأطراف بالنسبة للجولان” .
تاسعا …. أيضا تتوافق هذه التسريبات مع ما أعلنه الأحمق ترامب بعظمة لسانه عن إنفاق أمريكا مبلغ 90 مليار دولار لإسقاط بشار الأسد إضافة إلى مئات المليارات التي أنفقتها قطر والسعودية وتركيا، ولكن المفاجأة أنّ قطر عرضت عام 2016 على الرئيس السابق باراك أوباما التمويل الكامل لأي غزو أمريكي لسورية حتى لو بلغ تريليون دولار، ومخطّط هذا الغزو كان شبه جاهز في وزارة الدفاع الأمريكية وفي قيادة الأركان الإسرائيلية قبل أن يتم التراجع عنه بعد رسائل حازمة وصارمة من موسكو وطهران بأنّ غزو سورية قد يؤدّي إلى حرب عالمية جديدة، وفي تلك اللحظة الحاسمة أرسل الشهيد قاسم سلي*ماني رسالته الشهيرة إلى واشنطن: “دمشق هي معراجنا إلى السماء وفيها سنكتب نهاية الكيان الزائل ونهاية التواجد الأمريكي في منطقتنا”.
عاشرا … بدأت جميع الأطراف تُدرك أنّ الرئيس الأسد باقٍ ولن تستطيع أي قوّة عسكرية إزاحته أو زحزحته، وكالعادة كان الجميع في انتظار أن تأتي كلمة السر من تل أبيب حول أفضل الخيارات المُتاحة أمام الأطراف المُتآمرة، ولم تتأخّر كثيرا تل أبيب حيث جاءت كلمة السر قبل أربع سنوات تقريبا من خلال الدراسة التي قدّمها نائب رئيس الأركان الإسرائيلي لمعهد بيغين السادات للسلام في تل أبيب …
كان مُلخّص هذه الدراسة “اخنقوا بشار الأسد وامنعوا عن الشعب السوري الأوكسجين الذي يتنفسه إن لزم الأمر حتى لا يجد بشار الأسد عشرة أشخاص ينتخبونه” ، ليبدأ بعدها كل هذا الحصار الخانق وقانون قيصر ، وليعود هؤلاء المجرمون إلى انتظار نتائج هذه الوصفة الإسرائيلية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى