أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

لو كان في الأمتين رجال لما ضاعت القدس

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

ضاعت الأرض بإستباحتها من قبل كل نطيحة وتردية وما أكل السبع من الغرب المتصهين،وحولنا أراضينا العربية قواعد عسكرية لهم،وكذلك فضاءاتنا الجوية ومياهنا الإقليمية،وأعدنا مرحلة ملوك الطوائف،وصالحنا عدو الله وعدونا،وتفرغنا للمؤامرات الخبيثة ضد بعضنا البعض ،لإرضاء الصهاينة،وضاعت ثرواتنا خاوات نقدمها لهم نظير حمايتهم لنا والسكوت على فسادنا وظلمنا ،وأدى كل ذلك إلى ضياع كرامتنا .
لم تقف الأمور عند هذا الحد ،ولم يعد “صابر”هو فقط الذي خسر فلوسه كما يقول المثل،بل كلنا أصبحنا صابر،وها هي سياسة البعض الخرقاء ممن أعطاهم الله ما لم يعطه لغيرهم،يسرّعون بضياع القدس والأقصى وكنيسة القيامة ،من أجل إعادة بناء الهيكل المزعوم على انقاض الأقصى،تمهيدا لإعلان مملكة إسرائيل التوراتية،وكذلك شطب كنيسة القيامة –أم الكنائس-التي تسرّب إليها الرهبان اليونان وهيمنوا عليها قبل نحو 500 عاما،ليكونوا شركاء للصهاينة في مشروعهم الصهيوني.
حاول البطل المغوار عبد الله التل في حرب عام 1948 الخروج عن الطوق والحفاظ على القدس،ونجح في ذلك وألحق الهزيمة النكراء بالحملة اليهودية التي كانت مكلفة بإحتلالها ،ويقودهم رئيس عصابة الهاغاناة الضابط روزنبيرغ،وحاصرهم التل في الحي اليهودي وأجبرهم على الإستسلام بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والصليب الأحمر،وقام روزنبيرغ بتقديم مسدسه الشخصي هدية للبطل التل إمعانا في إستسلامه،كما أن التل قام بأسر السفاح الهالك شارون وأرسله إلى الزرقاء ليتم إحتجازه هناك،كما تم شحن الأسرى اليهود إلى صحراء المفرق.
عام 1967 وضع جنود أردنيون الشهادة نصب أعينهم التشبث بالقدس ،وخاضوا معارك كبيرة على أسوارها ،ولكن القرار العربي الرسمي المتصهين كان متخذا ،وتم السيطرة على القدس بكاملها،ولم يكن الجميع يعلمون أن للقدس أعداء يتحدثون العربية ولا ينتمون لنا بسبب أصولهم ونسبهم اليهودي،وقد إبتلانا بهم الثعلب الإنجليزي لورانس العرب ، الذي إكتشفهم من ضمن بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،وبعد ذلك تولاهم المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس ،وأنجز معهم مقاولة تقضي بتنازلهم عن فلسطين لليهود بحكم مرجعيتهم الوهابية اليهودية ،مقابل تمكينهم من حكم الجزيرة بمفردهم بعد القضاء على حكامها الأصليين ،بمن فيهم الهاشميون.
حاولت السعودية جاهدة أوائل سبعينيات القرن المنصرم ،التسلل إلى القدس من خلال إغراء الراحل الحسين بالمليارات لتنمية المنطقة وليس الأردن فقط ،مقابل السماح لهم برفع علمهم جنبا إلى جنب مع العلم الأردني،لكن حصافة وذكاء الحسين حالا دون ذلك،ولكنهم وبعد تسلل المقاول ترمب إلى حكم البيت الأبيض ممتطيا المراهقة السياسية في الخليج ،الذين تبنوا صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،والحكم الهاشمي لصالح الحكم السعودي،ولكن الأمور لم تسر على هواهم،فصلابة جلالة الملك عبد الله الثاني لم تقل عن صلابة أبيه،كما أن المقاول ترمب غادر المشهد الاسياسي مذموما مدحورا ،وتوقفت صفقة القرن ،فخرج علينا أيتام ترمب في الخليج بالديانة الإبراهيمية ،وتعهدوا ل”كيس النجاسة” حسب التعبير الإبراهيمي النتن ياهو بتجريد الأردن من الوصاية الهاشمية ،وحاولا إثارة فتنة في الأردن ،بالنفاذ إلى بعض ضعاف النفوس ومن تم زرعهم جواسيس في الأردن منذ زمن ،لتنفيذ أجندتهم ،ولكن الله سلّم،وظهر عهر المراهقة السياسية في الخليج على حقيقة في رسالة مبز إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين:إما القدس أو مغادرة الحكم.
بالأمس إنتفض أهل القدس تعبيرا عن حنقهم من تراخي الجميع،وأشعلوا إنتفاضة للدفاع عن الأقصى بالتضامن مع شركائنا في المصير المسيحيين الذين وقفوا مع إخوانهم من المسلمين وقفة رجل واحد يدافعون عن قدسهم وأقصاهم وقيامتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى