أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

ليت هذا النفط ما كانا

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزوني

عندما كنا في الصف الرابع الإبتدائي طلب منا الأستاذ عبد الحفيظ مجد ،أستاذ اللغة العربية ان نكتب موضوعا إنشائيا بعنوان”هل النفط نعمة أم نقمة؟”،فسألته بعد مرور بعض الوقت :أفهم ان يكون النفط نعمة ،لكن كيف يكون النفط نقمة؟
أجابني أن النفط يكون نقمة في حال لم يحسن القائمون عليه إستخدامه وتوجيه عوائده لخدمة الشعب وتحسين البلد ،وخلق نهضة شاملة كون المعضلة المادية قد تم حلها.
شرعت بكتابة الموضوع وفق هذا المفهوم ،ونال إعجاب الأستاذ ،لكن الفكرة بقيت عالقة في ذهني ،أن النفط يكون نعمة في حال تم توجيه عائداته لمصلحة الشعب والبلد،ويكون نقمة في حال كانت عائداته موجهة لخدمة الآخرين ،وهذا ما إكتشفته في الغربة النفطية.
لو ألقينا نظرة قصيرة على أوضاعنا النفطية لوجدنا ،ان النفط نقمة علينا نفطيين وغير نفطيين ،فالنفطيون لا يستفيدون من عوائد نفطهم ،كما ان غير النفطيين جرى إفسادهم ،من خلال قيام النفطيين بتقديم منح لا ترى بالعين المجردة لهم ،إذا ما قيست بما يحلبه الغرب ،بريطانيا بالأمس وأمريكا و مستدمرة إسرائيل الخزرية التلمودية الإرهابية اليوم من النفطيين العرب على وجه الخصوص.
عندما نجحت حكومة العالم الخفية بتنصيب دونالد ترمب رئيسا للبيت الأبيض ،بدأ بحلب السعودية على وجه الخصوص ،وأعلن أنه غادرالرياض بعد زيارته لها عام 2017 محملا ب 460 مليار دولار ،أمريكي ،علاوة على 100 مليون دولار تبرعات سعودية لجمعية زوجته الخيرية ،و750 مليون دولار كلفة حفلة رقصة السيف التي أقيمت له ولعائلته ،وهدايا فخمة وكبيرة لحقت به في الباخرة لعدم إمكانية تحميلها في الطائرة مثل سيف مصنوع من الذهب ومرصع بالألماس طوله 2.5 مترا ،ويختا حديثا بطول 250 مترا ،ولم نعلم حتى اللحظة كم لهفت إيفنكا المتهودة نقوطا وإكرامية لها نظير “بصبصتهم” عليها ،كما لم نعلم كم حلب زوجها الصهيوني جاريد كوشنير لجيبه الخاص.
كل ذلك والشعب في بلاد الحجاز ونجد يئن تحت وطأة الفقر والجوع،ونشهد حاليا هبوطا إقتصاديا حادا بسبب إفلاس العديد من الشركات التي إضطر عمالها الوافدون مغادرة البلاد بسبب التضييق عليهم وفرض رسوم وضرائب ثقيلة عليهم.
لم يتوقف مسلسل الحلب للسعودية خاصة وأنه تم تصوير إيران عدوا للسعودية ،وآخر توريطة ترامبية للسعودية إرسال ألفي جندي أمريكا ل”الدفاع عنها “مقابل ملايين الدولارات ،والحبل يطول وماكينة الشفط والحلب لا تتوقف.
هذا هو الواقع فالنفط العربي بات نعمة عند الغرب ،بينما تحول إلى نقمة عند أصحابه ،الذين تتنعم به فئة الحكام بينما غالبية الشعب تتضور جوعا ، في حين أن النفط العربي يساعد في إنحسار نسبة البطالة في أمريكا وتحسين إقتصادها ،وحقا أقول ليت هذا النفط ما كانا!!!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى