أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ليس في الاسلام موقف حياد في زمن الجهاد ..

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد الهمداني

الى المحايدين ..الذين يرزحون تحت وطأة العدوان ولظى نيران الحرب والحصار ولكنهم صامتون ولا يحركون ساكنا .. هم في الحقيقة راضون عن تلك الجرائم البشعة وراضون بالذل والهوان الذي اصاب الأمة نتيجة تعطيلها لفريضة الجهاد وعدم الفهم الصحيح لهذه الفريضة ومقتضياتها وهم لا يحملون ذرة ولاء لله وللرسول وللمؤمنين والا لما عصوا امر الله والرسول وأمر قيادة الثورة في الجهاد بكل اشكاله وصوره المتوافقة مع جميع القدرات والإمكانيات .

ليس في الاسلام اي موقع للحياد فالحياد في زمن الجهاد هو نفاق محض .
للجهاد اشكال متعددة و تتفاوت بتفاوت قدرات الناس على اداء هذه الفريضة لعل من ايسرها ان يكون الجهاد بالتأييد والمناصرة ..يقول الله عزوجل( الذين ءاوو ونصروا ..)
اما اؤلئك الذين لم يقتنعوا ان الجهاد صار واجبا عليهم مثل الصلاه والصيام في حال حدث عدوان على حزء من الأمة او على فرد من المسلمين او ما يوجب الجهاد بشروطه ومقتضياته الصحيحة فإننا هنا لا نفتي بحالهم انما نشير الى الحالة التي صنفهم فيها القرآن الكريم في آيات بينات وكان واضحا انه لا حياد في زمن الجهاد وان المحايد الذي يدعي الايمان لا يمكن ان يكون الا منافقا ..

الذين تخلفوا عن الجهاد مع الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ذمهم الله في القرآن ونبذهم الرسول الكريم و المسلمون وكان عددهم محدود جدا.

وكان واضحا في خطاب الله للرسول صلى الله عليه وعلى آله ان الإستئذان عن الجهاد ليس من صفات المؤمنين وليس من الايمان في شي وان المؤمن لا يستأذن وإنما الذين يستأذنون هم المنافقون ..فقال الله جل جلال ( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )
وقال تعالى ( لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ان يجاهدوا بأموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين .إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ) هؤلاء خرجوا عن دائرة الايمان تماما بفعل هذا التردد وهو موقف الكثيرين اليوم ..

لم نرى في القرٱن العظيم تشديدا وغلظة في التشديد ضد من ترك عبادة محددة كالتشديد والغلظة ضد من يتخلف عن الجهاد حيث قال الله جل جلاله ( يا أيها الذين آمنو مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا عن الاخرة .. ) وفي الآية التي تليها (الا تنفروا يعذبكم عذايا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شي قدير) .

تحدث القائدين العظيمين الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كثيرا عن هذا الموضوع وذهبوا الى ان الصامتين يساهمون في خدمة العدو بسكوتهم وبصمتهم ونحن حين نكتب او نتحدث انما نكتب من وحي ما قرأناه وسمعناه من القائدين العظيمين ومن سبقهم من اعلام الهدى عبر التاريخ ..

فالصمت في ذاته هو فعل وهذا الفعل في زمن ما ومكان ما قد يكون جريمة .. واذا صنفناه على حاله العادي فسوف يصنف بأنه سلبي ويصب في مصلحة اعداء الأمة . .
واذا كان الله قد اغلظ على المجاهدين الذين يولون العدو الادبار فقال جل جلاله (يا أيها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يؤمئذ دبره إلا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد بآء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )
اذا كان هذا مصير من ينسحب من المعركة نتيجة ضراوتها وشدتها وقد بادر بالجهاد فكيف يكون مصير من لازال مترددا وكيف يكون مصير من يعمل على تثبيط الناس عن الجهاد او من يقعد عن ويسمى نفسه مؤمن ؟!

اننا نواجه عدوان لم يبقي شي الا قام بتدميره و لم يسلم من اسلحته وادواته الحربية الا مالم يصلون اليه .. اننا نعرف جميعا ان امريكا واسرائيل هما من تديران دول الخليج وخبراء امريكا العسكريين هم من يديرون الآليات والتكنولوجيا العسكرية الخليجية كونهم من باعوها للخليجين واعطوهم خبراء لاستخدامهما ونعرف ان العائلات الحاكمة في الخليج هي اداة طائعة بيد امريكا واسرائيل وهم تحت ولايتهم ومن يتولهم فهو منهم .. وقد اتضح مؤخرا ذلك من خلال اعلانهم التطبيع مع اسرائيل وما لحقها من خطوات فاضحة .

نحن نواجه امريكا التي تفرض هيمنتها على كل شعب وجماعه في كل العالم وتفرض مواقفها الشيطانية على كل ما يجري في العالم ..ونحن اصحاب الحق في ذلك ..لماذا نقبل ان يكون للامريكان موقف سلبي من كل ما يحدث في العالم ونصمت نحن وقد قال الله لنا (كنتم خير أمة اخرجت للناس ) كل الناس (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ..

نحن نواجه عدوان واضح ضد بلدنا وشعبنا المستضعف لدى ال سعود وكل الخليجيين منذ ظهور النفط وظهور الدعوة الوهابية .
ان امر الله واضح لنا في الجهاد (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )
واذا كان العدوان قد تم إعلانه من واشنطن امبرطورية الاستكبار الدولي ضد مشروع قرٱني لا يشبهه في خطواته ومراحله وانطلاقته من صميم القرآن الكريم وقربه من الرسول الاعظم صلى الله عليه وعلى آله ، ومن مآثر الامام علي عليه السلام, اي مشروع في تاريخ الامة كلها فلم يبقى للصامتين اية ذريعة كما لم يبقى للمرتزقة الذين اصبحوا اذيال للعدوان اية حجة يدافعون بها عن انفسهم بعد ان الانكشافات التي حدثت ومازالت تتوالى ..والعاقبة للمتقين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى