أحدث الأخبارالعراق

ليس لأمريكا أن تبقى في العراق

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️ إياد الإمارة

▪ كل مشكلنا في هذا البلد وفي المنطقة “أمريكية” هذه الحقيقة الواضحة التي لم تستطع أمريكا نفسها ومعها كل أذنابها إخفائها أو طمسها وتغييبها عن أذهان الناس، أمريكا وبدوافع حماية مصالحها التي في مقدمتها وجود وأمن الكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين المعروف بدويلة “إسرائيل” المزعومة تزرع الفتن وتثير الحروب والقلاقل، وتؤسس الجماعات الإرهابية وتمولها وترسم لها البرامج والخطط الدموية، تخلط الأوراق وتغيب الحقائق وتحجب الرؤية وتضلل الآراء، كل ذلك أصبح معروفاً ومكشوفاً أكثر من ذي قبل ولن يستطيع قلم مأجور أو فم نتن يعتلف من مذود السفارة الأمريكية إخفائه بمحاولات تغيير البوصلة التي تؤشر على العدو الحقيقي “امريكا”، أو بمحاولات التضليل القائمة عبر العالم المجازي “مواقع التواصل الإجتماعي”..
العراقيون أدركوا منذ زمن إن أمريكا هي العدو اللدود الذي تسبب في وجود ودعم النظام القمعي داخل العراق منذ العام (١٩٦٣)، هي التي أمدت الطاغية صدام بكل أسباب قمع العراقيين وحولته إلى شرطي ذليل لها في المنطقة يشن الحرب تلو الحرب التي لم تأت إلا على حساب العراقيين فقط.
كما أن العراقيين أدركوا إن أمريكا هي سبب رئيسي “مع وجود أسباب أخرى” في خراب العراق وتأخره سيما وهي تقف خلف إيقاف الكثير من الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء وهي التي تدعم فاسدين وتوفر لفسادهم غطاء شرعياً، واليوم نجد أن كثيراً من الفاسدين الذين سرقوا العراقيين يستقرون في أمريكا.
العراقيون يدركون إن ملف الخروقات الأمنية والأعمال الإرهابية وتأسيس داعش والتخطيط لها للفتك بالعراقيين من بنات أفكار أمريكية تنفذها أنظمة إرهابية بالمنطقة كالسعودية والإمارات، أو جماعات مرتبطة بالجيش والسفارة أو الأجهزة الأمريكية الأخرى.
كل ذلك وغيره يقود إلى نتيجة واحدة هي ضرورة إخراج القوات الأمريكية من العراق وعدم السماح لها بالبقاء على هذه الأرض ولو بجندي واحد، بل يجب الحد من وجودها الديبلوماسي فوق العادة في العراق، وقد عبر البرلمان العراقي عن هذه الرغبة الوطنية بقرار شجاع طالب فيه القوات الأمريكية بمغادرة البلاد.
إن تأخير تنفيذ هذا القرار أو محاولة الإلتفاف عليه سوف تحول كل العراقيين إلى مقاومة عارمة تقتلع الإمريكان من جذورهم ولا تبقي لهم بقية على هذه الأرض.
وعلى الأمريكيين قبل غيرهم أن يدركوا هذه الحقيقة ويعملوا على أساسها وليدركوا أيضاً إن روح المقاومة العراقية العارمة المعارضة لوجودهم في العراق لن تسمح لهم بالإتكاء على هذه الجهة او ذك الطرف..
أبداً،
لن يتمكنوا من ذلك وسيُجرف معهم كل من تسول له نفسه “مقابل ثمن” أن يفسح مجالاً ولو كان محدوداً لبقاء جندي أمريكي واحد على الأرض العراقية.
القرار أُتخذ بعد أن أتقد الغضب في نفوس العراقيين بأن لا أمريكا في العراق مهما كان الثمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى