أحدث الأخبارالعراقلبنانمحور المقاومة

ليس من المستغرب أن يتشابه الوضع السياسي والأمني في العراق ولبنان

مجلة تحليلات العصر-بيداء محمد

فالعدو نفس العدو ويملك ذات النوايا والأهداف والأدوات في كلا البلدين، حتى لو كان يعمل من خلف الحدود في لبنان، ومن قلب بغداد في العراق. لكن الأمر اللافت والمؤسف هو في إختلاف أداء جبهة التصدي في نقاط عدة تلعب دوراً حاسماً في نجاة لبنان من المؤامرات التي تُحاك له، وتترك مصير العراق في مهب الريح.

– – – – – – – – – – –
ـ عند إحتدام الصراع بين التيارات المتناقضة، يوجد في لبنان شرعية دستورية لا يستطيع أحد تجاوزها، وهذا الأمر لا غِنى عنه في كل دول العالم لأنه يضمن عدم تمادي الأحزاب مهما كانت وضاعتها أو إرتباطاتها الخارجية ومصالحها وفسادها في طعن الوطن بظهره، يضاف الى الدستور في لبنان، إتفاق الطائف، ورغم أن كلاهما سئ وضد دولة المواطنة، إنما في الأوقات العصيبة، هما ما يمسك لبنان قبل السقوط في الهاوية.

في العراق، لا توجد خطوط حمراء، وأول ما يوضع تحت أحـذية السياسيين، هو الدستور العراقي، وأول من يتنازل عن الشرعية، هو الشعب! وهكذا تنفلت الأمور وتنطلق كل الشياطين من عِقالها بلا رادع ولا تبقى أي قواعد في اللعبة، والنتيجة أن الشعب والمستقبل والمصير، يتحول الى كرة بين أقدامهم ولا يبدو ممكناً وقف هذا التدحرج الى الهاوية.

– – – – – – – – – – –
ـ جودة المقـاومة ونزاهتها وإلتزامها بثوابتها رغم كل المرونة التي تبديها في سلوكها السياسي، فهي قادرة على تمييز الحد الذي يشكل خطراً عليها وعلى لبنان، في حين يبدو هذا الأمر غائب تماماً عن وعي جماعتنا، ولا يوجد تمييز بين المرونة وبين التفريط والتنازل عن كل شئ.

– – – – – – – – – – –
ـ الملاحظة الأخيرة، هي الرِفعة والإحترام والوضوح التي يتعامل بها سـما🌹حته مع جمهوره، فهو يحرص على وضعهم في الصورة، يفسر مواقفه، يشرح رؤية الحـزب ولماذا فعل كذا ولماذا لم يفعل كذا، وهذا مستوى رفيع لا أعرف حزباً سياسياً عربياً واحداً يملك مثله.

في العراق، لا أحد يكلف نفسه ليفسر للناس سر التصرفات المتناقضة مع الثوابت ولا أسباب إتخاذ قرارات مصيرية تقذف بالعراق الى المجهول، لحد الآن لا نعرف كيف وصل الأمر بكتل تحسب نفسـها تـقاوم، الى دعم وصول عميل للعدو الذي تقـاومه، الى السلطة!

– – – – – – – – – – –
لذلك تجد كثير من الجمهور المؤيد والداعم لجبهة المـقاومة، بما فيها الوجه الإعلامي لها، لا يملك مناعة من التضليل والسقوط في الفخاخ والإختراق ولا يملك وضوح بالرؤية ولا يميز بين ما يفيد وما يُسئ إليهم، وكأن الأداء السياسي السئ يتسرب من القمة الى القاعدة.

أكتب هذا ليقيني التام، بأن شبابنا لا يقلون شجاعة ولا إستعداداً للتضحية من كل المحور، لكن تشخيص الأخطاء ومعالجتها هي السبيل الوحيد الذي يتيح لنا حماية التضحيات وعدم التفريط بالإنتصارات التي دفع ثمنها أنبل وأشرف شباب الوطن ..-

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى