أحدث الأخبار

مؤامرة البديل…الممكن والواقع

فراس ياغي
لا أحد عقلاني التفكير ممكن ان يدافع او يقف مع أي فكر شمولي مؤدلج يرفض أن يقبل الآخر..لكن عملية التشكيك في كل شيء ووفقا لمواقف فكرية أو شخصية وتحت يافطة فكر المؤامرة التي يعشقها الكل الفلسطيني، لا يمكن ان تحقق غاياتها، ومن غير المعقول أن يكون كل شيء يقع في باب المؤامرة، إلا إذا كان الهدف إنهاء المقابل للحفاظ على الذات الحزبية والشخصية، لأن أسهل شيء في السياسة هو شيطنة الآخر وإستغلال أخطاءه وتضخيمها إعلاميا وبما يتوافق مع برنامج لا يعير أي إنتباه للجمهور الفلسطيني المغيب للأسف عن النظام السياسي المنقسم وبما يتعاكس كاملة مع الشرط الأول للتحرر من الإحتلال، ألا وهو الوحدة الوطنية والشراكة وفقا لبرنامج وطني وخطة واحدة، خاصة إذا كان الهدف هو التخلص من الإحتلال، ومصداقية هذا الهدف تتأتى بإنهاء الإنقسام.
أما بما يتعلق ببعض الدول العربية، ف “جمهورية مصر العربية” كانت ولا زالت تتعامل مع غزة ببعد أمن قومي لذلك نظرتها لكافة المكونات تنطلق من ذلك، في حين دولة قطر هي وللحق الدولة المرضي عنها من قبل الطرفين الرسميين وهي تنسق خطواتها بإستمرار مع المقاطعة في رام الله…وقطر هي الدولة المكلفة أمريكيا بملف الإسلام السياسي ليس في فلسطين فحسب، بل في أفغانستان والصومال وسوريا وليبيا وتونس والجزائر…الخ ضمن وظيفة واضحة أثبتت فيها مصداقية عالية، وهي قناة حوار للإسلاميين مع الغرب بهدف تطويعهم لصالح الخضوع للهيمنة الأمريكية بالذات وتنفيذ مخططاتها في المنطقة، هي نجحت هنا وفشلت هناك، والآن مع العملية الخاصة الروسية في اوكرانيا اصبح لدولة قطر أهمية أكبر لدى الغرب ويتجلى ذلك في بوق قطر الإعلامي (الجزيرة) الذي يقوم على شيطنة روسيا في عقول الجماهير العربية كهدف إستراتيجي مهم لطبيعة التحالفات القادمة كنتيجة للتعددية القطبية التي فرضتها روسيا والصين في قادم الأيام.
من هنا فإن مسألة البديل وفقا للشروط القائمة من قبل الرباعية غير ممكنة عمليا وواقعيا فلا المجتمع الدولي سيقبل ولا دول الإقليم ستدعم، إضافة إلى أنها بحاجة إما لشرعية ثورية تنتج من مقاومة مستمرة للإحتلال وتؤدي لإلتفاف الجماهير حولها أو تأتي عبر صندوق الإقتراع في إنتخابات عامة.


على كل حال، من فقد تأييد الجماهير وشعبيته نتيجة أداء البعض المتنفذ السيء أن يبحث عن الخلل فيه لأن الآخر يستغل ذلك جيدا، والمنظمة ليست مطوبه بإسم أحد لأنها إمتياز خاص للشعب الفلسطيني وشرعيتها قائمة لكن يجب تجديدها عبر صناديق الإقتراع أو عبر التوافق الوطني، وهذا وحده القادر على قطع الطريق على من يفكر أو يعمل على نظرية البديل، مع قناعتي بأن مسألة البديل لها شروط لا يمكن تحقيقها دون التخلي علنا عن أحلاف وبرامج جربها البعض ولم يحصل على شيء ولن يحصل، لأن يمين الحركة الصهيونية الذي يقود إسرائيل لن يتخلى عن إحتلاله دون تغيير في موازين القوى على الأرض، وهذا ما يعلمه أصغر عامل بالسياسة، فكيف بمن يتمحور في محور أسماه “المقاومة”…
أخير ما بعد عملية “الدونباس” الروسية كل شيء سيتغير وطبيعة التحالفات ستتغير، والمطلوب ان يكون البديل الحقيقي هو وحدة وطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية تشمل المؤسسين والقادمين الجدد للمنظمة، وبغير ذلك سنرى وضع جديد ستقف خلفه أحلاف جديدة ناتجة عن واقع دولي جديد متعدد الأقطاب…لذلك لا بديل سوى الوحدة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى