أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

مؤتمر أربيل هو الشراره الأولى بعد داعش لتقسيم العراق

مجلة تحليلا العصر الدولي - ليث الراهي

للمشروع الصهيو-أمريكي لتقسيم الدول العربية
بات من الواضح أن ما جرى ويجري في الوطن العربي لا يمكن فصله عن مخطط أمريكي-صهيوني-أوروبي غربي يستهدف اختراق المنطقة العربية والإسلامية برمتها. وذلك كله بدءًا من احتلال العراق مرورًا بانفصال جنوب السودان عن شماله بنسبة تزيد على 95 % من أصوات أبناء الجنوب، وانتهاء بما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين ولبنان والسعودية والصومال وفلسطين وسورية. فقد قدم مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر بين عامي 1977 زبيغنيو بريجنسكي رؤيته عن ما أسماه قوس التوتر في المنطقة الممتدة من أفغانستان مرورًا بدول آسيا الوسطى، مرورًا بأوكرانيا فتركيا، وصولا إلى المشرق العربي، فوادي النيل وصولا إلى باب المندب، شاملا سبعًا وثلاثين دولة. إِذ قال حرفيًا: “إن ما يسهل سيطرتنا على هذا القوس عامل مهم جدًا، هو أن دول هذا القوس تتكون شعوبها من انتماءات دينية ومذهبية وطائفية متنوعة، وهذا ما يجب أن نشتغل عليه ونركز عليه” . وفي مناسبة أخرى أكد “زبيغنيو بريجنسكي” في معرض حديثه عن ما ينبغي القيام به في سورية: بأنه يجب خلق حالة من الفوضى الشاملة في سورية، تسير من سيئ إلى أسوأ، بمساعدة بعض الأنظمة العربية وحلفائهم الأوروبيين، وهي حالة تمنح الولايات المتحدة فرصة استمالة إيران إلى اتفاق شامل يتضمن الملف النووي أيضًا، وينتهي لمصلحة إسرائيل .في المقام الأول .
وبدوره طرح وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر قبل أكثر من ثلاثة عقود نظرية أطلق عليها “نظرية حرب المئة عام”، تهدف إلى إشعال حروب المئة عام في الشرق الأوسط على غرار حرب المئة عام بين فرنسا وبريطانيا على أرضية الاختلافات المذهبية والعقائدية بين البروتستانت .( والكاثوليك، وهي نظرية تعبر عن جوهر السياسة الأمريكية تجاه شعوب المنطقة) .
يتضح جليًا أن هذا المخطط ليس جديدًا بل هو موجود وقديم، فقد وافق عليه الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية في عام 1983 ، وبعدها وضِع في أجندات السياسة الأمريكية للتنفيذ في الوقت المناسب، إلى أن عاد الحديث عنه خلال السنوات العشر الماضية، ويعرف هذا المخطط بخطة برنارد لويس لتفكيك العالم الإسلامي. ويقضي هذا المشروع بتقسيم مصر إلى أربع دول هي: دولة سيناء وشرق الدلتا، ودولة مسيحية عاصمتها الإسكندرية من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتمتد غربًا إلى الفيوم، والثالثة نوبية متكاملة مع أراضي السودان الشمالية وعاصمتها أسوان، والدولة الرابعة دولة مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة، ويراد لها أن تكون تحت النفوذ الإسرائيلي.
أما فيما يتعلق بسورية فيرى المشروع ضرورة تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيًا أو مذهبيًا وعددها أربعة هي: دولة على امتداد الشاطئ، ودولة في منطقة حلب، ودولة حول دمشق، ودولة في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية). أما في السودان فستقام أربع دول: دولة النوبة، ودويلة الشمال السوداني الإسلامي، ودويلة الجنوب السوداني المسيحي، ودولة دارفور التي تستمر المؤامرات لفصلها، لأنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
أما ليبيا والجزائر والمغرب فتفكك لإقامة ثلاث دول: دولة البربر ودولة البوليساريو، والثالثة ما تبقى من المغرب والجزائر . وتونس وليبيا .
وفي شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج تقام- بحسب المخطط- ثلاث دول هي: دولة الإحساء وتضم الكويت والإمارات وقطر والبحرين، ودولة نجد والحجاز أيضًا.
أما #العراق فيفكك على أسس عرقية لتقوم فيه ثلاث دول: في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل وكردستان وفي الجنوب العراقي.
وهناك مخطط صهيو-أمريكي أيضًا لتقسيم إيران وأفغانستان وباكستان إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة هي كردستان وأذربيجان وتركمنستان وعربستان وإيرانستان، وما بقي من إيران وباكستان بعد التقسيم، وكشمير وغيرها. وبالنسبة إلى تركيا ينتزع جزء منها ويضم إلى الدولة الكردية المزمع إقامتها في شمال العراق.
أما بالنسبة إلى الأردن وفلسطين واليمن فيرى المخطط وجوب تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين، ومن ثَم لا تبقى هناك مشكلة اسمها فلسطين، في حين يرى المخطط إزالة كيان اليمن القائم حاليًا بشطريه الشمالي والجنوبي وعَد الأراضي اليمنية .جزءًا من دولة الحجاز .
إن تمرير مثل هذا المخطط في المنطقة العربية يعني العودة إلى ما قبل الدولة الوطنية، ومن ثَم ضرب الاستقرار والأمن، وإشاعة الفوضى والعنف والاقتتال بين المكونات القومية والإثنية والدينية والمذهبية، مما يستدعي تدخلات غربية-صهيونية-أمريكية بهدف #السلام لنهب ثروات شعوب المنطقة واستغلالها واستنزافها.
#كلا_للتطبيع
#العراقلايطبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى