أحدث الأخباراليمن

مابين وحشية العدوان والصمت العالمي “اليمن” .؟!

د. أسامة القاضي

اعتمدت السعودية على كل ما هو جالب للفناء، ليُبقي اليمن أفقر بلد في الشرق الأوسط، على قيد الحياة، كان استهداف البنية التحتية المدنية مكتوبا بالفعل في رأسه، حصار مطبق على موانئ ومطارات ومنافذ اليمن، نقص حاد في امدادات الكهرباء والدواء والغذاء، وكم من المرافق والمنشآت الأساسية أُغلقت نهائيا، أو ألحقت بها أضرار، بسبب ذلك.

نذكر ذكرى مذبحة المخاء تعز على يد تحالف العدوان السعودي
ذاك اليوم كان الجو حزين والرثاءات مؤثرة جدا، ويا لها من طريقة لتموت أم من دون ألم وفلذة كبدها بين ذراعيها، عائلة حُرمت حتى من الذهاب إلى القبر برفقة عائلتها، رفاة يمني اخر كان ما يزال تحت أنقاض منزله الذي استهدفته غارة جوية قبل اشهر، وبشق الأنفس نجح السكان وعمال الإنقاذ في انتشال جثة زوجته وهي محتضنة لطفلتها، وانتشال جثتي طفليهما الآخرين متفحمتين.

لتبين السعودية ازدراءها على أكمل وجه، وعدم اكتراثها الجدي باتخاذ كل ما يلزم لتجنب استهداف حياة المدنيين، هي لم تعد تجد نفسها ملزمة على أن تفعل ذلك، ولا على أن تتظاهر بأنها تسعى وراء ذلك حتى، والمتحدث باسم العدوان أعلن، غير مرة، مناطق مأهولة بالسكان مناطق عسكرية، وبالتالي أهدافا مشروعة، وبرغم هذا كله، كان الضمير العالمي يقظا ولماحا جدا، وبما يكفي ليدير ظهره لانتهاك جسيم مثل هذا للقانون الإنساني الدولي.

هكذا تصرف الموت كما يحلو له، طيلة سبعة اعوام، في عموم أرجاء اليمن، ومع عنجهية الضربات الجوية لتحالف العدوان، فقد كانت مجازفة أن يلتزم السكان المحليين مطارحهم المستهدفة، ومجازفة مماثلة أن ينزحوا إلى مطارح أخرى حسبوها آمنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى