أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةالسعوديةتونسشمال أفريقيا

ماحقيقة التدخل السعودي الاماراتي في دول الربيع العربي

مجلة تحليلات العصر الدولية - منصور عبد الله الحرازي

يلاحظ الجميع ان الاحداث التي شهدتها دول الربيع العربي كان للاطراف الخارجية دوراً مؤثرا على مسار هذه الثورات في هذه الدول والانقلابات التي حدثت فيها .. واثناء قراءتنا للاحداث وجدنا تعدد في الادوار السعودية والاماراتية .. فهل ترى ما حقيقة تدخل هاتين الدولتين في الاحداث التي شهدتها دول الربيع العربي
بالنسبة لليمن ، تم تدخل الامارات والسعودية عسكريا بسبب ما يسمونه قطع ذراع ايران من اليمن ، بينما يلاحظ ان اكثر من 60% من استثمارات الامارات هي ايرانية ، ويلاحظ وفودهم المتعددة التي تزور ايران وتوقع معها عدد من الاتفاقيات ، وهذا يعني ان مبرر تدخلهم العسكري ليس له اساس من الصحة .. هذا جانب ومن جانب اخر يشيعون ان تدخلهم في اليمن هو من اجل دعم الشرعية وتاسيس الدولة المدنية وفقاً للمبادرة الخليجية ، في حين انهم يمنعون رئيس الدولة الشرعية من البقاء في المناطق التي يسيطرون عليها ولم يسمحوا لمجلس النواب ان يعقد جلساته في هذه المناطق .. بل وتعمل كل من الامارات والسعودية على انشاء جيوش محلية موالية لها مباشرة .. ويعملون ايضا على انشاء قواعد عسكرية في الجزر والمطارات بل اصبحت الموانىء والمطارات وابار النفط والغاز تحت ايديهم، ليس للحكومة الشرعية أي تدخلاً فيها ، بل اصبحت المناطق التي يسيطرون عليها تعاني من الاضطرابات والاغتيالات المنظمة وارتفاع كبير في الاسعار .. فما نوع الشرعية التي يدعمونها !!!
بالنسبة لليبيا ، تكشف الامر يوماً بعد يوم ان هناك دورا سياسيا تمارسة دولة الامارات والسعودية في ليبيا ويمثل انحيازا واضحاً لاحد اطراف الصراع .. بما في ذلك انتهاك قرار الحظر الدولي للسلاح وشحن الاسلحة لحلفائهم في ليبيا رغم انه في بداية الامر سعت كل من الامارات والسعودية إلى دعم الثورة الليبية بالمال والسلاح ، الا انه ومنذ ظهور اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الساحة اثيرت الشكوك حول الدعم الاماراتي السعودي السياسي والعسكري والمادي من اجل التخلص من المؤتمر الوطني العام الذي تمخض عن الثورة الليبية !!!
بالنسبة لسوريا ، اصبحت الامارات عضواً في التحالف الدولي المناهضة لنظام دمشق المعروف باسم اصدقاء سوريا ، حيث قدمت الامارات الدعم لمجموعات المعارضة المسلحة ،،، ومن الملاحظ انه تركز النشاط الاماراتي والسعودي في دعم المعارضة السورية في الجنوب بشكل شبه كامل وهي الجبهة التي شهدت التطورات الاغرب في الحرب السورية ، حيث توقفت بعد فترة عن خوض أي معارك ضد نظام الاسد بشكل كامل ، ثم بعد ذلك لعب الاماراتيون دوراً خفياً في اقتحام الروس والاسد لمعقل الثورة السورية !! حيث شهدت المنطقة انهيارا كاملاً وسريعا لفصائل مهد الثورة حتى تم تسليم درعا لروسيا وميليشيا الاسد دون قتال ، اذ شهدت المنطقة انهيارا كاملا وسريعا لفصائل مهد الثورة ، فضلاً عن ذلك فانه طوال الحرب الاهلية السورية لم يكن سرا ان الاماراتيين تركوا ابوابهم مفتوحة لرجال الاعمال السوريين الاثرياء المرتبطين بالنظام وافراد عائلة الاسد !!! وبحلول عام 2018م كانت الامارات تسعى إلى تقارب علني مع النظام السوري بعدما كان يفترض ان تدعم المعارضة ، واعادت فتح سفارتيها في دمشق في ديسمبر من ذلك العام !!!
وبالنسبة لتونس ، جمع الشواهد والحقائق على تصدر دولة الامارات مؤامرة حرف تونس عن المسار الديمقراطي ووقوفها وراء انقلاب الرئيس قيس سعيد على البرلمان المنتخب والتفرد بالسلطات … ويعد التدخل الاماراتي في تونس ليس جديدا ، فقد انطلق منذ اكثر من 11 سنة مع الثورة التونسية وذلك ضمن قيادة ابوظبي لمحور الثورات المضادة وتصفية الربيع العربي ,, وقال الرئيس التونسي الاسبق المنصف المرزوقي في حوار مع قناة ( دويتش فيله ) الالمانية ، الناطقة بالعربية : ان ما تشهده تونس والمنطقة من تصفية للربيع العربي يقف وراءه النظام العربي القديم متمثلاً في اللنظامين السعودية والاماراتي ، واشار إلى انه وخلال الفترة التي شغل خلالها منصب الرئيس كان المال الاماراتي يتدفق إلى البلاد بصورة مثيرة ، وان التدخل الاماراتي كان واضحاً وكان يثير انشغاله .

وبالنسبة للسودان ، شاركت كل من السعودية والامارات في الانقلاب على البشير في السودان رغم الانسجام السائد بين البشير وبين هاتين الدولتين بسبب مشاركة السودان في قوات التحالف المتدخله في اليمن ، ولم يكن دعمهم للانقلاب لصالح الثورة السودانية التي تسعى للتغيير ، بل قامت بدعم القيادات العسكرية التي جاءت بعد البشير !!! …. كما انه لا احد ينسى الدور السعودي الاماراتي في العراق ومحاولاتهم الاستثمار في ميناء الفاو لافشال دورها في المنطقة وخوفا من سحب البساط عن ميناء جبل علي في الامارات ، وايضاً من اجل قطع طريق الحرير ، بالاضافة إلى التدخلات في الشئؤن الداخلية العراقية لدعم السنة فيها .
خلاصة الامر ، لو قلنا ان هناك اتجاه عام للسلطات الاماراتية والسعودية لدعم الثورة المضادة للربيع العربي لكان لاحظنا انها داعمة للسلطات القائمة في كل من اليمن وليبيا وسوريا وتونس والسودان ، ولو قلنا ان هناك اتجاه عام لهما للوقوف إلى جانب الثورة في هذه الدول للاحظنا استقرار في مواقفهما في هذا الجانب ,,, لكن ما نلاحظه هو هجينا من المواقف تارة مع الثورة وتارة مع السلطات الحاكمة .. ان هذه المواقف الهجينة لا يمكن تفسيرها الا بالتخريب ، نعم انه التخريب مع سبق الاصرار والترصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى