أحدث الأخبارالعراق

ماذا بعد كل هذه الفوضى؟ أين حكومتنا الموقرة؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️ إياد الإمارة

▪ المشهد هو لمجموعة قليلة جداً من المتظاهرين يقفون لقطع الطريق أمام ضابط شرطة عراقي أثناء ذهابه لأداء واجبه ويعتدون عليه بالسب والشتم حتى وصل الأمر لسحب السلاح، حتى كأني سمعت أحدهم يتجاوز بألفاظ نابية ووصل الأمر إلى حد “الكفران” يعني حتى الله سبحانه وتعالى ما سلم كما لم يسلم من قبله أهل البيت عليهم السلام من التعدي..
المشهد المقزز هذا ينقل لنا صورة مرعبة عن مستقبل الدولة العراقية التي تفقد هيبتها بشكل واضح، كما يعكس لنا طبيعة السجالات الدائرة حالياً في هذا البلد المثقل بالمشاكل والهموم..
الصورة مشوهة جداً، بعض التظاهر طاله الشغب على الرغم من مطلبية أكثره الشرعية، لكن شغباً عم الأجواء أحرق دوائر الدولة ومؤسساتها وأملاك خاصة تعود لأشخاص لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الأحداث، فما هي مسؤولية رجل الأمن في مثل هذه الحالات؟
هل يقف متفرجاً وهو يرى تجاوزات واضحة على الأمن ومن مسؤوليته التدخل؟
أم يتدخل كما يفرضه عليه الواجب؟
وفي هذه الحالة تنهال عليه “الفتاوى” والتهم ولا يستطيع حماية نفسه كما حدث أكثر من مرة منذ بداية الأحداث ولغاية تصوير مشهد إيقاف ضابط الشرطة قسرياً!
دولتنا تفقد هيبتها وستقف يوماً -إذا بقيت على هذا الحال- مكتوفة الأيدي عاجزة عن فرض القانون أو تطبيق العدالة، لا تستطيع محاسبة مخالفاً ولا حتى مجرماً قاتلاً، وأعتقد إن هذا مخطط له ويعمل به منذ فترة ليست قصيرة والدولة مقصرة حتى تكاد تصل حد العجز وجهات اخرى تدخلت فزادت الطين بلة “عود رادوا يكحلوها عموها”..
حكومتنا الموقرة منشغلة كثيراً بأعباء ثقيلة جداً، الجائحة ورواتب الموظفين وهموم الخدمات “الكهرباء” والتجاوزات الدولية التي تنتهك سيادة الوطن، والتظاهرات التي لم تتوقف ولا يبدو إنها ستتوقف عند أمد معين، “الله يعين الحكومة” التي تحاول أن تتجاوز هذه الأعباء الثقيلة بإهتمامات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وإستقبالات “باهتة” وتصريحات غير مجدية، وإنسياق أعمى خلف رغبات تكاد تكون شخصية للبعض بغية إرضاء “أشخاص” على حساب الوطن!
الحكومة إلى الآن لم تقترب من مشاكل وهموم الناس ولم ترسم خارطة طريق واضحة لتجاوز المحن الحقيقية المستعجلة في هذا البلد، لم نر أو نسمع عن إجتماع وطني حول مشكلة جائحة كورونا المتفاقمة منذ أيام، ولا عن مشكلة الكهرباء، ولا عن مشاكل البطالة، ولا ولا..
وكل ما سمعنا به وشاهدناه أن السيد رئيس مجلس الوزراء “الحقوقي” مصطفى الكاظمي المحترم قام بإستقبالات غير مجدية ووفر فرصة عمل لمجموعة قليلة من المتظاهرين لا يشكلون رقماً في جيوش الخريجين وغير الخريجين العاطلين عن العمل وقام من كرسيه ليُجلس عليه آخرين في خطوات فاهية “بلا ملح”..
الدولة والحكومة ليس صور منشورة على موقع الفيس بوك او مقالة منشورة في وسيلة ما، وليست مجرد حركات إستعراضية مرتبكة لا تجدي نفعاً، كما إنها ليست زيارات ولقاءات وكاميرا من فوگ وأخرى من جوة تبين “رعونة” المصور وتهوره وإنشغاله بما لا يظهر الواقع بوضوح.
الدولة والحكومة هي تحقيق منجزات حقيقية تمكث في الأرض لتنفع الناس، الدولة والحكومة مسؤولة عن فرض إحترامها وهيبتها بين الناس..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى