أحدث الأخبارفلسطين

ماذا تعني رقمنة أونروا لأرشيف اللاجئين … وكيف تمكن العدو من سرقته!!!.

*كتب: عماد عفانة*
*مدير مركز دراسات اللاجئين*

*ما هو أرشيف اللاجئين*

تحتفظ الأونروا بملفات عائلية كاملة لكل لاجئ من فلسطين مسجل لديها، للحفاظ على وضع اللاجئين وحقوقهم.
ويتوزع مكان وجود أرشيف “أونروا” بين غزة والقدس وعمان، الذي تعود بداية تأسيسه إمنذ نشأة الأونروا في العام 1950، ويضم الأرشيف كل ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين من وثائق ولادتهم ووفاتهم، وأماكن الولادة والعائلات التي ينحدرون منها، والمراسلات والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بهم.

*بداية المشروع الرقمنة*

وبداعي الحفاظ على الملايين من وثائق أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني وحقوقهم، لجأت “أونروا” قبل نحو عشر سنوات إلى تحويل أرشيفها التقليدي إلى رقمي، بحجة الخشية من تعرضه للتلف أو الإحراق أو القصف.

يشرف على المشروع مديرة برامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية في “الأونروا” الدكتورة دوروثي كلاوس، ويعمل فيه حاليا 15 موظفاً كمرحلة أولى لمدة 5 سنوات من أجل “إنجاز لمحة عامة كاملة عن الأشجار العائلية لجميع اللاجئين الفلسطينيين المسجَّلين وإنشاء بوَّابة معلومات عامة، وإنجاز أشجار عائلية وجمع وثائق اللاجئين المهجَّرين وأبنائهم وأحفادهم من كلّ قرية”.

الدكتورة دوروثي تقول أن المشروع يحتاج إلى فريق أكبر بكثير ونحو 20 مليون دولار على مدى 10 أعوام، ولم يتلق المشروع التمويل بعد من أجل مواصلة المشروع على نطاق واسع وانجازه ضمن إطار زمني مناسب”.

الأونروا أعلنت أنها تمكنت من الأرشفة الإلكترونية لأكثر من نصف مليون صورة، والمئات من مقاطع الفيديو، إضافة إلى 24 مليون وثيقة، وتوفيرها عبر موقعها على الإنترنت.

وتجرى حالياً عملية إنشاء الأرشيف الرقمي على الإنترنت لملفات اللاجئين في مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب (إسكوا) في بيروت، بعد نقل جزء من الأرشيف التقليدي من مناطق عملياتها الخمسة (الضفة الغربية بما فيها شرق القدس المحتلة وسوريا والاردن ولبنان وغزة) إلى لبنان بهدف إنشاء أرشيف على الإنترنت يعرض الوثائق التاريخية التي تعود إلى فترة ما بعد النكبة.


*الجدل حول مشروع الرقمنة*

وعلى الرغم من بدء أونروا مشروع الأرشفة الإلكترونية للمواد الخاصة باللاجئين قبل عشر سنوات، فإن المرحلة الثانية من المشروع فجرت جدلاً واسعاً حول أهدافه، في ظل محاولات تفكيك الأونروا تمهيداً لشطب حق عودة اللاجئين.

فقد واجه مشروع الأرشفة الإلكترونية مع بدء المرحلة الثانية منه، والخاصة بنقل الأرشيف من الأردن إلى لبنان، والذي تقول أونروا أنه يهدف إلى “الحفاظ على الذاكرة الجمعية للفلسطينيين”، وأن المشروع “أهم من الأكل والشرب”، واجه ردود فعل حذرة ومشكك، عبر عنها مسؤول رفيع في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي طالب بضرورة وجود تنسيق مسبق بين الأونروا والمنظمة قبل بدء أي مشروع خاص باللاجئين.

في وقت كشف فيه مسؤول سابق في دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الدائرة لـ”اندبندنت عربية”، عن موافقة الدائرة على المشروع قبل سنوات، باعتباره يحافظ على وثائق اللاجئين من التلف أو الضياع، مضيفاً أن المشروع بحاجة إلى دعم مالي.

وفي رده على مطالب دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبر الناطق باسم أونروا أبو حسنة عن استغرابه من الحذر الفلسطيني حول الملف، واصفاً مشروع رقمنة الأرشيف بـ”الأهم في تاريخ الوكالة”.

الجبهة الديمقراطية حذرت بدورها من العبث “بالكنز الوطني، وضرورة التنبه لكي يبقى أرشيف لاجئينا بعيداً من أيدي الجهات التي تتربص بالشعب الفلسطيني”.
أما فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة اعتبر من جانبه أن عملية الأرشفة الحالية “امتداد للعملية التي بدأت منذ أكثر من عشر سنوات”، معبراً عن أسفه من وصف المشروع بأنه “جزء من خطة لتدمير سجل لاجئي فلسطين”.

لازاريني أكد أيضا إن المشروع “لا يكشف عن ملفات اللاجئين الخاصة، ولا يغير وثائقهم ولا المعلومات التي خزنتها الوكالة منذ أكثر من 70 عاماً”، مشيراً إلى أنه “يركز على حماية الملفات وحقوق اللاجئين”، موضحا أنه “ليس من قبيل المصادفة، في ظل الافتقار إلى الآفاق السياسية، أن تستمر المحاولات لشطب لاجئي فلسطين والوكالة التي تمثلهم”.

أما “الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين” دعت من جانها “الأونروا” إلى إشراك جميع من يعنيهم أمر اللاجئين الفلسطينيين في مشروع حفظ سجلات اللاجئين الفلسطينيين، الذي تنفذه الوكالة في مكاتب بيت الامم المتحدة في بيروت (الاسكوا).


وطالبت “الهيئة 302” من وكالة “الأونروا” تشكيل لجنة خاصة للمساعدة وللمتابعة وللإشراف وللمشاركة في حماية المشروع ممثلة من الدول المضيفة للاجئين، والفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية والاهلية.

*كيف سرق العدو أرشيف اللاجئين*
العدو تمكن من سرقة نسخة ورقية من الأرشيف الذي يعتبر الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، خلال اجتياحه للعاصمة اللبنانية بيروت في العام 1982، كانت بحوزة منظمة التحرير الفلسطينية، التي حصلت عليها بدورها من “أونروا”.

*مطالب اللاجئين بالمشاركة في مشروع الرقمنة*

من حق اللاجئين الفلسطينيين وممثليهم المطالبة بأن يكونوا شركاء في مشروع رقمنة تاريخهم، والاطلاع على تفاصيل المشروع طالما أنه مخصص لحماية تاريخهم ووثائقهم، في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات استهداف الأونروا كمقدمة لاستهداف قضية اللاجئين وحقهم بالعودة، وحتى لا يتحول مشروع الرقمنة إلى لغم جديد على طريق شطب حق العودة.

في وقت صرح فيه المفوض العام لازاريني أن الأزمة المالية الحالية هي الأكثر تهديداً لـ”أونروا”، وأنها لا تحدث من فراغ، حيث تأتي وسط تحول الاهتمام العالمي إلى مكان آخر، والإرهاق العام مما يراه البعض على أنه صراع طويل مزعج وغير محلول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى