أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

ماذا جنى الفلسطينيون من المفاوضات؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

حسمت مستدمرة إسرائيل الخزرية أمرها في موضوع المفاوضات مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي بدأت عام 1972 ،وخاضها كل من أحمد قريع وحسن عصفور،اللذان أرسلا برقية للقيادة الفلسطينية بعد جولات سرية عديدة من المفاوضات مع الصهاينة،مفادها أن “الآخر لن يمنحنا سوى (قنّ) دجاج في باحة البيت الإسرائيلي”،وكانت موافقة الراحل عرفات على ذلك جراء ضغوطات عربية وصلت مرحلة تجفيف الموارد المالية تنفيذا لإملاءات مسؤول شؤون الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي، الذي ضغط على دول الخليج لوقف الدعم المالي عن المنظمة ،وقال قولته المشهورة”وداعا لمنظمة التحرير”،وجاءت الدهقنة السياسية في الخليج لتنسق مع شارون وزعماء آخرين في الإقليم لإجتياح لبنان وحصار بيروت والغدر بالمنظمة، من خلال إخراج قواتها إلى الشتات الجديد ،بوعد كاذب أن قرار أمريكا بالموافقة على الدولة الفلسطينية في جيوبهم ومرهون بالخروج من لبنان.
دخل وكيل الموساد الإسرائيلي في تونس المخلوع زين الدين العابدين على الخط عام 1992،وطلب من عرفات إخراج قواته من تونس لانه لا يرغب بتجديد الإتفاق العشري مع المنظمة ،ورفض الزعماء العرب مد يد العون للمنظمة ،ووصلت برقية يتيمة لعرفات من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك نصها”فخامة الرئيس ياسر عرفات ،إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت وأعضاء مكتبك فقط”،وبعد ذلك دخل محمود عباس على الرئيس عرفات المهموم وقال له أنه آن الأوان للحديث مع الآخر يعني إسرائيل”،فبهت عرفات وصرخ في وجهه:”الله يبقى إنتو طابخينها سوا..إفعلوا ما يحلو لكم”،فكانت أوسلو عام 1993 وكانت سمّا زعافا في الجسد والفكر الفلسطيني حتى يومنا هذا.
بالأمس إنتقل إلى رحمة الله تعالى طكبيرطالمفاوضين الفلسطينيي صاحب كتاب “الحياة مفاوضات”،دون ان ير أي بارقة أمل تتحقق بالنسبة للشعب الفلسطينيي،رغم إصرار القيادة على المفاوضات التي كانت نتائجها صفرا ،بل ومأساة على القضية الفلسطينية،لنها لم تكن قائمة على أسس منطقية بل كانت عبثا وهراء دفع الفلسطينيةن ثمن هذا القرار.
كانت مستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية تفاوض نفسها ،وكان الفلسطينيون شهّاد زور فقط،فالوفد الإسرائيلي كان يضم وفدين معا ،الأول يجلس في المقدمة ومدجج بالوثائق المزورة،والثاني يجلس في الخلف مدججا بالخبث يراقب لغةالجسد بالنسبة للوفد الفلسطيني الذي جاء إلى المفاوضات بدونملفات تذكر،ويتباهون بوضع الكوفية السمراء على أكتافهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى