أحدث الأخبارشؤون آسيوية

ماذا حدث للعرب في مثل هذا اليوم؛ الخامس من حزيران ؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - الشيخ عبد المنان السنبلي

وكما قمت من قبل باستطلاع عيناتٍ عشوائيةٍ من الناس عن (وعد بلفور) وعن (نكبة 48) وعن (عدوان 56)، قمت اليوم الرابع من حزيران 2021 أيضاً باستطلاع عينةٍ أخرى مماثلة وسألتهم عن (نكسة حزيران) وماذا يعرفون عنها، فكانت النتيجة وككل مرة للاسف الشديد واحدةً تماماً !
نسبةٌ كبيرةٌ من الناس وخصوصاً فئة الشباب منهم لا يعرفون عنها شيئاً ولم يسمعوا بها كذلك !
لا ألومهم طبعاً، فمعظمهم إن لم يكن جلهم في الحقيقث لم يشهدوا حدوثها ويعيشوا لحظاتها وأحزانها ومآسيها كي تظل محفورةً في وجدانهم وذاكرتهم خاصةً وهم يعيشون اليوم في ظل عملية تشتيتٍ وتشويشٍ مبرمجٍ ومتعمد تتعرض له أذهان وعقول مثل هؤلاء النشء والشباب، ولكني هنا في الحقيقة ألوم حكوماتٍ وأنظمةٍ عربيةٍ متعاقبة قررت ابتلاع هذه الهزيمة الكارثية النكراء وطي صفحتها في سياسةٍ اتضح موخراً أنها كانت متعمدةً وممنهجةً أتت امتداداً غير طبيعي لتلكم النكسة وتلكم الهزيمة !
لماذا وكيف ومن أجل من يتعمد العرب تجاهل وتناسي واحدة من أشد وأعظم هزيمةٍ تعرضوا لها عبر التاريخ والتي ربما فاقت في مرارتها مرارة خروجهم من الأندلس وإضاعتهم لها ذات يوم ؟!
لماذا الإسرائيليون لم ينسوا للحظةٍ واحدةٍ (المحرقة) أو (الهولوكوست) التي يزعمون أنها وقعت بحقهم بينما العرب لم يعودوا يتذكرون هزيمةً تعادل في كارثيتها وتداعياتها ألف محرقةٍ ومحرقة وقعت بحقهم ذات يومٍ من أيام حزيران ؟!
ولماذا يتذكرونها أصلاً ؟!
ألم يكن البعض منهم يومها يرى فيها انتصاراً ومكسباً له ؟!
السعودية مثلاً وكما جاء في كتاب (عقود من الخيبات) للكاتب (حمدان حمدان) وكذلك كتاب (النضال من اجل السلام) للرئيس (إيزنهاور) كانت على علمٍ مسبق بتوقيت وخطة الهجوم الإسرائيلي بل وشريكاً أساسياً في وضع تلكم الخطة وذلك بناءً على اتفاقٍ مسبقٍ بينهم وبين الأمريكيين والإسرائيليين يقضي بضرورة إنها الظاهرة الناصرية والقضاء على الفكر القومي العربي !
وبالتالي فمن غير المعقول أن تأتي دولة مثل السعودية مثلاً وتتذكر بشئٍ من الحسرة مثل هكذا هزيمة إذا كانت هي نفسها شريكاً أساسياً في صناعة هذه الهزيمة، كما أنه من غير المعقول أيضاً أن تاتي مثل هذه الانظمة وتزرع في نفوس أبناءها وشبابها وأجيالها المتعاقبة روح الثأر والإنتقام لهزيمةٍ هم في الأصل كانوا من ضمن العناصر التي نسجت خيوطها وأسهمت في وقوعها !
يعني ماذا سيقولون لأبناءهم واجيالهم ؟!
هل سيحكون لهم مثلاً :
أن أمتكم العربية تعرضت لهزيمةٍ لا مثيل لها في التاريخ كان لخيانتنا وتآمرنا الدور الأبرز في وقوعها وحدوثها ؟!
قطعاً لا .. وألف لا !
من هنا يأتي التفسير الحقيقي والعملي لعملية التغييب الممنهج والمتعمد الذي يمارس ضد كل ما له صلة او علاقة بتذكر أو إحياء ذكرى مثل هذه النكسة خاصةً بعد أن ورثت السعوديةُ وفي غفلةٍ من التاريخ مصرَ لقيادة العمل العربي وأصبح معظم العرب بمن فيهم مصر نفسها لا يدورون إلا في رحاها ولا يطأون إلا حيث تطأ أقدامها !
فهل عرفتم الآن لماذا لم يعد معظمنا يعرف شيئاً عن نكسة حزيران وحرب الأيام الستة ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى