أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ماذا لو أتمَّ قادة الحشد الشعبي مهمتهم في الخضراء ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

كان خطأً استراتيجيا عندما دخلت قوات من الحشد الشعبي الى المنطقة الخضراء واكتفت بفك قيد الحاج (قاسم مصلح ) من الاعتقال ثم عادت لتسلم السلطة ثانية الى حكومة الكاظمي واعوانه ،ليخططوا الى مؤامرة ثانية على الحشد الشعبي او على الشعب عموما !
عندما دخلت قطعات الحشد الشعبي الى المنطقة الخضراء لم تحتج كثيرا للدخول فقد فتحت البوابات وتلقوا التحايا والسلام من الحراسات ،ولم يكلفهم وقت كثير حتى انتشروا في المواقع المهمة في الداخل ،فيما توقف الجميع عن الحركة بعد ان فر من فر الى جهات مختلفة وباتت الشوارع خالية تماما سوى من ابناء الحشد الشعبي ،فيما اكتفى حراس السفارة الاميركية بالدخول الى داخل السفارة وغلق الابواب الرئيسية ،ولم يُشهد للحراس على السطح من اثر ،كما غابت حركة الطيران ايضا .
كان الوقت مناسبا لاحداث التغيير ،فالجيش واجهزة الشرطة والامن ينتظرون اللحظة التي يتم فيها التحول وعودة الشخصية العسكرية والامنية الى مكانتها واعتبارها بعد ان اصبحت مجرد تماثيل لاتستطيع ان تدفع الشر عن بلادها ،فحفنة شباب يسمونهم (محتجين) يكفون للاعتداء على اية قطعة امنية وشج رؤوسهم واحيانا اطلاق النار عليهم وقتلهم ناهيك عن تعطيل الدوائر واخراج الموظفين من دوائرهم والاجهزة الامنية بلا حولة ولا قوة تتعرض للاهانة كل يوم حتى فقدت احترامها وشخصيتها ،كما تشعر بالاهانة عندما تدخل القوات التركية الى داخل الشمال العراقي وتبني سبع قواعد عسكرية ويرابط الالاف من جيوشهم هناك ويقتلون ويعذبون ويقصفون ولا من رادع لهم !
كيف ينظر المقاتل العراقي إلى شخصيته وهو يرى ان القوات الاميركية تغتال قادة كبار وضيوف وردوا البلاد دون ان يفعل شيأ يذكر ؟
ماذا يرى الشعب بالمنطقة الخضراء ؟
لايرى الشعب في هذه المنطقة سوى انها تضم الفاسدين من المسؤولين ويرى ان معاناته تكمن فيهم لانهم سرقوا ونهبوا وابتزوا وحولوا الدولة الى ضيعة لهم ولابنائهم .
اذن من الذي سوف يعترض فيما لو اعلنت قيادة الحشد الشعبي عن (حكومة طواريء)تدير البلد لحين اجراء الانتخابات التشريعية بعد الاعلان عن حكومة جديدة وعناوين من اصحاب (اليد النظيفة) ؟
لم يعد للشعب من يثق به سوى الحشد الشعبي لانه مثالا للتضحية والفداء وعلى يديه تم تطهير الارض من الارهاب والارهابيين ،وهو موضع تقدير لدى جميع الاوساط الشعبية والمناطق التي دخلها وحررها .
ان الحكومة الحالية هي نتاج المخطط الاميركي الخليجي وتتامر يوميا على شعبها ولا نتوقع منها خيرا ،فيما استولت الاحزاب التي جلبتها على مقادير البلد وانعمت بالامتيازات.
ان الذين يتباكون على (سيادة البلد ) هم عملاء اميركا الذين يرون بتواجد القوات الاجنبية على ارض العراق ضمانا لبقائهم في السلطة وهيمنتهم على القرار السياسي .
ماذا يعني ان يدار البلد من قبل حفنة من (المستشارين ) الفاقدين لمعاني القيم الوطنية والمنخرطين بالمشروع الاميركي الصهيوني ؟
ان هؤلاء (المستشارين ) هم من يسكنون المنطقة الخضراء وهم من حث الكاظمي على جميع الاجراءات ضد الحشد الشعبي وهم يديرون ماكنة الاعلام فعلام التأخر في اتخاذ اجراء بحقهم ؟
ماذا نتوقع بعد حادثة اعتقال الحاج قاسم مصلح ؟
بكل بساطة سوف يعاود الكاظمي الامتثال الى اوامر مستشاريه والسفارة الاميركية والبريطانية للقيام بعملية اكبر من اعتقال الحاج قاسم !
الاميركان اعترفوا ان سبب الاعتقال للحاج قاسم جاء بسبب مواقفه ضدهم سواء في عمليات الهجوم على قاعدة عين الاسد او دخول قوافل اسر الدواعش وشجعوا الكاظمي على المزيد من هذه الاجراءات .
لانتوقع من الفئة الحاكمة سواء من رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او الاحزاب السياسية المناصرة لهم الا المزيد من التصعيد وقد ندفع ثمنا كبيرا ،كان علينا الحفاظ عليه بمجرد الاعلان عن (التغيير ) واصدار بيان لايتعدى اسطر فيه ضمان لارواح الناس واموالهم واستقرار البلد والحفاظ على الامن والامان ودون اي جلبة خاصة وان الشعب ينتظر مثل هذا القرار ،بعد ان ملَّ من ادارة هذه الفئة الباغية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى