أحدث الأخبارالعراق

ماذا يحصل شرق الفرات وهل بدأت نهاية الوجود الأمريكي؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

الوقت- جملة من التطورات يشهدها ريف دير الزور الشرقي بعد أن أشعلت “قسد” والاحتلال الأمريكي فتيل الفتنة في شرق الفرات، من خلال اغتيال قادات العشائر هناك، ولم تتأخر العشائر نفسها عن توجيه الاتهامات إلى قسد والتحالف الأمريكي بالقيام بهذه الاغتيالات، لتبدأ التوترات بين العشائر من جهة والتحالف وقسد من جهة أخرى، بعد جريمة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد أبرز شيوخ قبيلة العكيدات.

بعد الاغتيال لن يكون كما قبله، في ظلّ إصرار العشائر العربية على إنهاء وجود “قسد” في مناطقها، واستعادة دورها هناك. وهو هدفٌ يبدو أن كلّاً من العشائر المنتشرة في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وتلك الموجودة في مناطق سيطرة “قسد”، قد توحّدت عليه، خاصة وان الاغتيال لم يكن الأول حيث سبقه اغتيال الشيخ علي الويس أحد شيوخ عشيرة البورحمة من قبيلة البقارة، اثناء توجهه للصلاة في أحد مساجد بلدته الدحلة أول يوم عيد الأضحى المبارك، وسليمان الكسار أحد وجهاء قبيلة العكيدات، وفي العمليات الثلاث توجهت اصابع الاتهام بشكل واضح، الى فرقة المقنّعين التابعة لقسد، والتي تعتبر من قوات النخبة والمدربة من قبل الامريكي على العمليات الخاصة ومنها الاغتيالات، وقد شاهدنا عناصر هذه الفرقة يوم دخلنا مع الجيش السوري إلى مدينة الطبقة بريف الرقة، ومطارها العسكري، وحين وصلنا الى بلدة عين عرب حين انتشر فيها الجيش السوري، حيث كانت تنتشر هذه الفرقة على طول الحواجز، وعندما استفسرنا عن عملها اُخبِرنا في حينها، انهم من تدربوا على يد القوات الامريكية ولهم مهام خاصة جدا، وبالذات في مناطق السيطرات والحواجز.

ومع ارتفاع الاصوات في داخل مناطق شرق دير الزور رافضة سلوك منفذي عملية الاغتيال، بدأت حركة العصيان الشعبي والمظاهرات، التي دفعت قسد لإخلاء مواقعها في قرى عدة بريف دير الزور الشرقي، وطرد قوات قسد من قريتي ذيبان والحوايج، واخلاء مقرات لقسد في الشحيل والطيانة والشنان وحواجز كثيرة على الطريق الواصل بينها، في انتفاضة شعبية لم تشهدها تلك المناطق من قبل، جاءت بعد ممارسات قسد والقوات الامريكية التي كانت تسعى الى تهميش المكون العربي في تلك المنطقة، وتفكيك الارتباط بين المكون العشائري فيها من خلال زرع الفتنة، وكان اخرها اغتيال وجهاء العشائر، وتوقيع الاتفاق مع الشركة الامريكية لسرقة النفط السوري.

بعد المعارك التي حصلت مؤخراً، عقد شيوخ عشائر وقبائل حوض الفرات، شرقي سورية، اجتماعاً الثلاثاء الماضي، في بلدة ذبيان بريف دير الزور الشرقي، لبحث التطورات الأخيرة المتعلقة باغتيال شيوخ ووجهاء المنطقة.

وصدر عن الاجتماع، الذي ضم نحو 5 آلاف شخص، بياناً ختامياً تضمن جملة مطالب لتهدئة التصعيد القائم ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المسيطرة على المنطقة، والتي تواجه اتهامات بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال تلك.

وأبرز المطالب التي خرج بها الاجتماع، حسبما نقلتها شبكة “دير الزور 24″، هي فتح تحقيق من قبل التحالف الدولي للكشف عن هوية المسؤولين عن عمليات اغتيال شيوخ العشائر ومحاسبتهم، وفرض الإدارة العربية على المنطقة وتفعيل دور المكون العربي من أصحاب الكفاءات والأمنيين.

كما طالب البيان الختامي بإطلاق سراح المعتقلين في سجون “قسد”، وإطلاق سراح الموقوفين في مخيمات اللجوء من نساء وأطفال، إلى جانب التأكيد على “وحدة واستقلال سورية”، وتفعيل الحل السياسي لحل الملف السوري. ومنح المجتمعون مهلة شهر واحد لتنفيذ المطالب، اعتباراً من تاريخ صدور البيان.

وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن “القبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية” في حلب ، الخميس 20 من آب، دعم “الانتفاضة والمقاومة الشعبية” التي انطلقت في دير الزور وغيرها من المناطق السورية ضد “قسد”.

وبحسب البيان، رفض المشاركون في الاجتماع أي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية في الشمال والجزيرة، و”أكدوا على وحدة الأراضي السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد”.

في مقابل ذلك تحاول قسد بدعم أمريكي خلق فتنة بين قادة العشائر واظهار أنهم ليسوا على قلب رجل واحد، وبدأت باستقطاب أفراد من العشائر والباسهم ثياب مشايخ لاظهار الانقسام، وتغيير الصورة التي بلورتها التطورات الأخيرة، إذ ظهرت العشائر العربية في موقف مضاد للتحالف و”قسد”، وفي هذا السياق، دعم الطرفان الأخيران اجتماعاً عشائرياً جديداً، ضم عشائر مختلفة، ووظّفاه لصالحهما ضد دمشق.

إلا أن عدم حضور أي من شيوخ قبيلة العكيدات البارزين، وخاصة من آل الهفل، جوّف المواقف الصادرة عن الاجتماع العشائري للبكير، وجعله من دون أي وزن أو ثقل عمليّ، في ظل الالتفاف الواضح للعكيدات خلف مشيختهم الأكبر في بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، والتي أُعلن منها انطلاق المقاومة الشاملة ضد الاحتلال الأميركي في الأيام الماضية.

السؤال هل بإمكان العشائر طرد الأمريكيين؟

التخوف الأمريكي من الخطوة الجديدة للعشائر ظهر واضحاً من خلال محاولتهم امتصاص غضب العشائر وجذبهم من جديد أو خلق فتنة بينهم، إلا أن العشائر واضحة في موقفها من الأمريكي وتواجده، وستكون القوات الأمريكية على موعد مع خريف ساخن في ظل اصرار العشائر على التحرر من الامريكي وقسد واعادة السيطرة على مناطقها التي استعمرتها امريكا ونشرت فيها قوات لقسد لم تجلب لهم سوى الدمار والخراب، ويكفي ان نقول ان عدد أبناء القبائل العربية في الجزيرة وحوض الفرات يصل إلى نحو 4 ملايين، يمثلون أكثر من 85 في المائة من سكان المنطقة التي تضم أيضاً الأكراد والتركمان والسريان، وبعض الأرمن والشركس، لكي يتبين مستقبل شرق الفرات في الفترة المقبلة، فالعشائر معروفة بخياراتها الوطنية ولن تسمح للأمريكيين باحتلال الارض السورية، والجميع يعرف مدى التعاضد الأسري بين القبائل والعشائر وبالتالي لن تكون القوات الأمريكية بمأمن بعد الآن، خاصة بعد حرقها لمواسم المواطنين وتجويعها للشعب هناك ومحاصرته وإطلاق يد قسد على حساب المكون العربي الذي بيعد الغالبية العظمى في الشرق السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى