أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ماذا يراد لليمن؟ وماذا يراد منها؟ وما مبرر الحرب عليها؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - الدكتور قيصر مصطفى / مجلة يمن ثبات

إنها الموازنات التاريخية والمعاصرة والمصالح المشتركة بين بني سعود من جهة، والصهاينة والأمريكيين من جهة أخرى، ومنطلق الحرب على اليمن يبدأ من هذه الزاوية الصغيرة الضيقة بنظر البعض، والكبيرة الواسعة والبعيدة المدى بنظرنا، ونظر الطرف الثاني المعادي

إنها الجذور التاريخية بين صحارى نجد واليمن، والتاريخ يحدثنا عن اليمن ما لم يستوعبه الكثيرون وقد استوعبه أصحاب المصالح والأطماع، واليمن تعني الثقافة والأمجاد والعزة والكرامة والأنفة بحيث لم يتمكن الأتراك العثمانيون ولا الإنكليز من استعمار اليمن والسيطرة عليها، فكانت متمردة دائما ورافضة للأجنبي على مر التاريخ ، هذا كله يجعلنا ننظر إلى اليمن نظرة مختلفة، وفي الوقت نفسه فإن المستعمرين وعملاءهم ينظرون النظرة نفسها، ويعلمون جيدًا أنهم لو حاولوا، فإنهم لن يحصدوا إلا الهزيمة والخيبة؛ ولذلك جندوا وحشدوا كل ما لديهم من الإمكانات، وكانوا يتصورون أن المعركة سوف تكون سهلة، وتنتهي المعارك في أسابيع أو شهور، فإذا بها تمتد بخلاف ما كانوا يشتهون، ولكن لماذا الإصرار على متابعة الحرب؟!

ابن سلمان يحلم بتركيع اليمن، وتلك الأحلام ليست صبيانية غبية فقط، ولكنها في غاية السذاجة والغرور والحمق؛ ولذلك جندوا وجندوا مثلما جندوا لسوريا، والأحلام واحدة في سوريا واليمن، والنتائج أيضا واحدة، فالسعودية التي تعتمد نظام القهر والتسلط والعبودية تفهم جيدا أن تأثير اليمن المستقرة القوية وصاحبة الحضارة العريقة يعني أولاً أنها ستكون مؤثرة، وستكون فاعلة، وسوف تكون سيدة قوية وداعمة لمحور المقاومة، وهذا يعني وببساطة انهيار النظام السعودي؛ لأنه يمثل ظاهرة تاريخية بشعة تعتمد عقلية القرون الوسطى، وهذا يعني أن السعودية لن تصمد في مقابل اليمن وشعوب المنطقة التي يمكن أن تلتف حول اليمن، وهناك شعوب تتململ من الظاهرة السعودية التي تعني التخلف والقهر والعبودية والهيمنة والبلطجة، وحركة الوعي في الكويت وعمان والبحرين والعراق لم ولن تقبل باستمرار الهيمنة السعودية، علما أن الحجاز ونجدًا ما زال الشعب فيهما يرفض مجرد التسمية التي اختارها الإنكليز، وفرضوها على الناس.

إذن هنا نستطيع أن نحدد وعلى المدى القريب لا البعيد أن الأرض لن تهتز تحت أقدام بني سعود، ولكنها مهتزة فعلا؛ لذلك فإن القوم يعدون المعركة مع اليمن معركة حياة أو موت، وهذا سر استمرارية الحرب بتحالفات مع الدول العظمى، واستقدام المرتزقة من السودان وغير السودان، وكلام ترامب الذي قال فيه: إن السعوديين لن يستمروا أكثر من أسبوعين بدون الحماية الأمريكية، وكان يعني ما يقول، وهذا صحيح، وقد استطاع ابتزازهم إلى أبعد ما يحب ويشتهي، ثم قال لهم: أنتم لا تملكون إلا المال فادْفعوا، ودَفعوا، فهل يستمر الوضع في ظل هذه الظروف؟ لا نظن، واليمنيون سوف ينتصرون طال الزمن أو قصر، ونهاية التحالف سوف تحمل معها الجديد في التحالفات والجديد من التغيرات، ومحور المقاومة الذي تقوده إيران أصبح فاعلا جدًّا، ويده اليوم هي الطولى إلى أبعد ما نتصور، فانتظروا قليلا حيث ستشرق شمس النصر والحرية على اليمن السعيدة؛ لتبقى سعيدة إلى الأبد، حيث تستعيد أمجادها منذ بلقيس والسد وسليمان، وتبقى هامات اليمنيين حيث هي في صعود وشموخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى