أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

ماذا يعني إنتاج معدن اليورانيوم المخصَّب؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث

ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الثلاثاء، أن إيران بدأت عملية إنتاج معدن اليورانيوم المخصب، مضيفة في بيان: “أبلغت إيران الوكالة اليوم (الثلاثاء) بأن أوكسيد اليورانيوم المخصب حتى 20 بالمئة من اليورانيوم-235 سيُنقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في محطة الوقود بأصفهان، حيث سيُحول إلى رابع فلوريد اليورانيوم ثم إلى معدن اليورانيوم المخصب حتى 20 بالمئة من اليورانيوم-235، قبل استخدامه في تصنيع الوقود”.

كما ذكر تقرير سري للوكالة اطلعت عليه وكالة رويترز للأنباء أن الوكالة أكدت أن إيران اتخذت خطوات لبدء عملية إنتاج معدن اليورانيوم المخصب.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إيران بإنتاج معدن اليورانيوم؛ إذ أنتجت بالفعل 3.6 غرام من معدن اليورانيوم الطبيعي في شهر فبراير/ شباط الماضي في منشأة تصنيع ألواح الوقود، في إطار إنتاج الوقود في منشأة في أصفهان، وسبق ذلك إعلان إيران أنها ستحول مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة إلى الألواح المعدنية اللازمة لمفاعلها البحثي، الذي ينتج بدوره نظائر مشعة تُستخدم في الطب والصناعة.

وتحتفظ إيران بمخزونها من اليورانيوم المخصب في شكل غازي، حيث يمكن تمريره خلال مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لفترة قصيرة. وهذه الأجهزة، التي تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت، تفصل نظير اليورانيوم 235 اللازم لإطلاق التفاعلات المتسلسلة في محطات الطاقة (الاستخدام السلمي) والقنابل (تصنيع أسلحة نووية).

لكن تصنيع الأسلحة النووية يتطلب اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 90 بالمئة، بينما مخزون إيران من اليورانيوم مخصب بنسبة 20 بالمئة، وكان البرلمان الإيراني قد اتخذ قرارا قبل أشهر برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة، ولا توجد تقارير مؤكدة بشأن إذا ما كانت طهران قد وصلت لتلك النسبة من التخصيب أم لا.

وبمجرد إعلان طهران عن البدء في إنتاج معدن اليورانيوم الطبيعي، حذر كثير من المحللين الإسرائيليين والغربيين من أن ذلك يعني اقتراب طهران من امتلاك قنبلة نووية، لكن روبرت كيلي، مهندس الأسلحة النووية الأمريكي وخبير التفتيش سابقاً، قلل من تأثير الخطوة الإيرانية على المدى الزمني اللازم لإنتاج قنبلة نووية، وقال لوكالة Bloomberg الأمريكية، إن جميع الخطوات التي اتخذتها إيران تهدف للضغط على الإدارة الأمريكية للعودة إلى الاتفاق، لكن تلك الخطوات لا تعني الكثير فيما يتعلق بالمدى الزمني اللازم لإنتاج سلاح نووي بسرعة.

ما تأثير ذلك على إحياء الاتفاق النووي؟
وكما هو متوقع، نددت واشنطن وحلفاؤها بالخطوة الإيرانية– إنتاج معدن اليورانيوم–ووصفوها بـ”الاستفزاز”، وأوضح مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن قرار إيران سيُعقِّد، وربما ينسِف، مفاوضات فيينا.

وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنها تشعر بـ”قلق بالغ” تجاه هذا القرار الذي ينتهك بنود الاتفاق النووي المعروف رسمياً بخطة العمل الشاملة المشتركة. وقالت الدول، الثلاث في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية البريطانية “ليس لإيران حاجة مدنية يُعتد بها لإنتاج معدن اليورانيوم، وهي خطوة رئيسية على طريق تطوير سلاح نووي”.

وأضافت “من خلال أحدث الخطوات التي اتخذتها، فإن إيران تهدد إمكانية الوصول إلى نتيجة ناجحة لمحادثات فيينا، على الرغم من النجاح الذي أُحرز في ست جولات من التفاوض”.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس فقال إن واشنطن لم تحدد موعداً نهائياً للمحادثات، لكنه استدرك قائلا إنه “مع مرور الوقت فإن التقدم النووي الإيراني سيكون له تأثير على موقفنا من العودة إلى الاتفاق النووي”.

وتابع برايس أن الولايات المتحدة ترى أنه “من المقلق” أن تواصل إيران انتهاك الاتفاق “خاصة بإجرائها تجارب ذات قيمة بالنسبة لأبحاث الأسلحة النووية”، وأضاف “إنها خطوة مؤسفة أخرى للوراء من جانب إيران”.

أما سفير روسيا لدى وكالة الطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، فقد أشار إلى تقرير الوكالة بشأن أحدث انتهاك من جانب إيران للاتفاق النووي، مع إشارة مماثلة لقرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الإبقاء على العقوبات التي أعاد ترامب فرضها على طهران، معتبرا أن كلا الأمرين يمثل انتهاكاً للاتفاق.

وقال أوليانوف على تويتر “السبيل الوحيد للخروج من هذه الحلقة المفرغة هو استئناف محادثات فيينا دون تأخير، والعودة الكاملة للالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة”.

لكن أغلب المراقبين يرون أن إقدام طهران على البدء– أو بالأحرى– مواصلة إنتاج معدن اليورانيوم المخصب لا يعني قرارا بالمضي قدما في إنتاج سلاح نووي وتجاهل مسار التفاوض لإحياء الاتفاق النووي، بقدر ما هو ممارسة أقصى قدر ممكن من الضغط على إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق بأفضل شروط يمكن أن تحصل عليها طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى