أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون آسيوية

ماذا يعني زيارة الوفد الإسرائيلي للرياض ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - فهمي اليوسفي

يتناول البعض ان زيارة الوفد الإسرائيلي للرياض هو من أجل التطبيع مع إسرائيل وكأن الكيان السعودي ليس مطبعا مع اسرائيل . وكأن ال صهيون ليس لهم تواجد في العديد من دول المنطقة وبنفس الوقت لم يدركوا ان ال سعود وتحديدا المؤسس عبدالعزيز ال سعود صاحب البصمات في التنازل عن فلسطين وقدسها الشريف  لصالح إسرائيل فمن هنا يقاس التطبيع .

لم يدرك الكثير ان كيان صهيون هو من يدير السياسة السعودية منذ عهد عبدالعزيز ابن سعود وهم من يديرون الحرم المكي استخباراتيا وغيره تحت عناوين وهمية ومن الغرف المظلمة في جدة والرياض ولم يخطر على بال البعض ان إسرائيل + دول الرباعية وبقية تحالف العدوان ومرتزقته من الداخل هم من   وضعوا جدوى العدوان على اليمن وهم من يديرون المعركة العسكرية من الرياض حتى اليوم ولهذا ليس وصول وفد صهيون للرياض محصور في مشاريع التطبيع بل هناك ما ينبغي الغوص فيه لان كيان سعود متصهين منذ الاعور المؤسس لمملكة المنشار وهو مطبع ومتصهين منذ تأسيسه .

لنتناول قراءة هذا الحدث بمنطقية ونضع عين الإعتبار  ظرف الزمان ومستجدات المكان ونربطها مع بعضها مع تحديد  النشاط المتسارع لإسرائيل في المنطقة .

ثمة اسباب لوصول هذا الوفد للرياض الذي تزامن  مع مستجدات تشهدها المنطقة تشكل مصدر قلق ومخاوف لإسرائيل الامر الذي يدفع الصهاينة لإرسال مثل هذه الوفود للرياض  ومن تلك الاسباب الاتي .

اولا . هناك نشاط اسرائيلي متسارع في المربع الشرق اوسطي عسكريا واقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وثقافيا وماذا يعني لعبتها في المغرب وليبيا والسودان والسعودية وارتيريا واثيوبيا والصومال  والإمارات وتحركها عسكريا في حوض البحر الاحمر وبحر العرب ومضيق هرمز ؟ وماذا يعني ذهاب وإياب وفودها الذين  يتجولون  في سقطرى وكثير من الجزر اليمنية تحت غطاء التحالف . وهنا كان على البعض ان يضع سؤال للذات ويقول لماذا الإعلام الإمبريالي العربي والغربي يروج ويسرب  عن وصول هذا الوفد للرياض ؟.

ثانيا . الإنتصارات التي حققتها صنعاء في محافظة  مأرب اصبحت مصدر قلق متنامي للغرب وإسرائيل وبقية كوكتيل التحالف العدواني ومرتزقتهم من الداخل لان من هندس جدوى العدوان كما اسلفت هي الرباعية وإسرائيل وتعمل هذه المنظومة على إدارة العدوان والحرب على اليمن منذ سبع سنوات وحتى اليوم وهنا توجد البصمات الإسرائيلية ولاننسى ان إسرائيل على يقين ان اكبر ترسانة عسكرية لتحالف العدوان قام ببنائها  في محافظة  مأرب وبإشراف خبراء الرباعية الذين هم صهاينة ولدى بلدانهم مطامع توسعية وإقتصادية في اليمن بشكل عام ومأرب تحديدا بغض النظر عن ديكور التحالف وعناوين ما يسمونها شرعية وهي إغتصابية وهنا يصبح إنتصار صنعاء  نكسة كبيرة الرباعية وإسرائيل وبقية التحالف وكذا المرتزقة لإن مطامعهم بالثروات النفطية وموقع اليمن الاستراتيجي و اسرائيل لديها مطامع على مستوى المنطقة بشكل عام وتتجلى بشهيتها وسعيها بالسيطرة على المضائق المائية وهنا ينبغي ان نحدث ذاتنا ونقول لماذا بدأت اشهار التطبيع مع الإمارات والمغرب ؟ ولماذا يتواجد بوليس صهيون الاستخباراتي في الساحل الغربي بضيافة سرية من طارق عفاش ولماذا تتواجد اساطيلها ومساطيلها وغواصاتها في البحر الاحمر والعربي ؟ ولماذا يتوافد الصهاينة لسقطرى وميون  وباب المندب  ؟ هل ذلك من فراغ ؟ ام ان القراءة سطحية ومشوهة ؟

بالتالي إنتصارات صنعاء في مأرب يعني نكسة لمطامع إسرائيل وللناتو وكوكتيل التحالف ومن الطبيعي ان يزور وفد صهيون الرياض لهذا السبب . فإن إنتصار صنعاء تهديدا للتحركات الصهيونية في المنطقة ويشكل مزيدا من القوة لمحور المقاومة .

ثانيا . الصفعة الاخرى التي وجهتها إيران للأمريكان بحادث السفينة وإعلانها بالنتائج هو إهانة للهيمنة الأمريكية واسرائيل في المنطقة واضعاف للنفوذ الغربي بهذا المربع مع ان الاساطيل الغربية بما فيها الامريكية المتواجدة في المتوسط والاحمر والعربي هي بلا شك لحماية المشاريع الإسرائيلية في المنطقة وتصبح الصفعة التي وجهتها طهران لواشنطن كانت بين العيون لإسرائيل بل تعتبر نكسة اخرى بعد الإنتصارات المتواصلة لصنعاء في مأرب وفي حال دخلت واشنطن واخواتها + اسرائيل مع إيران  ستكون نكسة كبرى للناتو وعودة إسرائيل لنقطة الصفر وإنتحار لكوكتيل تحالف العدوان وكل ذلك زاد من قلق تل ابيب الامر الذي جعلها ترسل وفد للرياض .

ثالثا . تناول هذه الزيارة من الإعلام الإمبريالي بشقيه الغربي والعربي هو يخدم نقل مشاريع التطبيع مع كيان صهيون في  اوساط المجتمعات العربية والاسلامية لان يصبح ثقافة روتينية وعداء ضد إيران ومحور المقاومة وبنفس الوقت هو جزء من تشجيع الانظمة المتصهينة في المنطقة ان تتجراء وتشهر التطبيع  .

على هذا الاساس نستطيع ان ترجمة  اسباب هذه الزيارة من واقع هذه المعطيات وليس كما يترجمها البعض بشكل مشوه .

في الختام. ساطلق صرخة الجهاد في وجه إسرائيل والأمريكان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى