أحدث الأخبارشؤون آسيوية

ماذا يفعل حزب العمال الكردستاني في ليبيا

مجلة تحليلات العصر الدولية - هادي جلو مرعي

هذه رسالة لمن يتوهم ذلك من نواب الشعب العراقي بأن التدخل التركي المتكرر في أراضينا يتم لمواجهة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني الذين ينشطون في مناطق جنوب تركيا، وتقوم القوات التركية بالتوغل، وإقامة قواعد عسكرية على عمق مئات الكيلومترات دون أن تعبأ بردود الفعل التي يمكن أن تأتي من بغداد وقيادات الدولة التي يتطلب منها الحرص على وحدة وسلامة الأراضي العراقية التي تواجه خرقا مستمرا من الطائرات والدبابات التركية ووحدات عسكرية خاصة انشأت العديد من القواعد في مناطق مختلفة من شمال العراق الذي قد يأتي يوم ويتحول الى منطقة نفوذ تركي دائم على غرار ماحصل للواء الإسكندرونة السوري ومناطق أخرى في المنطقة يعدها الأتراك حاليا ضمن جغرافيا بلادهم، ولايتنازعون فيها لاقولا ولافعلا، لأنها من المسلمات عندهم.
بذريعة حزب العمال الكوردستاني تتوغل القوات التركية الى عمق مئات الكيلومترات، وتقصف مناطق وقرى، وتشرد الآلاف من الأسر والنساء والأطفال، وتدمر البيوت والمزارع والحقول دون تردد، أو خشية من أحد.
يحاول البعض التغابي والإمتناع عن قراءة التاريخ، وتذكر نوع النوايا التركية التي إستباحت مناطق شاسعة من آسيا وأوربا والبلدان العربية الشرق أوسطية، وأبقتها تحت النفوذ العثماني لمئات من السنين، فهل كان هناك حزب عمال كوردستاني إستدعى توغلا تركيا وصل الى حدود فيينا عاصمة النمسا، وهل كان هناك حزب عمال كوردستاني عندما إحتلت الدولة العثمانية بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية والعراق؟ وهل كان هناك حزب عمال كوردستاني عندما توغلت القوات التركية في أرمينيا، وأبادت شعبا بكامله وشردته في بلدان مختلفة.
وهل كان هناك مقاتلون من حزب العمال الكوردستاني إستدعى تدخلا تركيا في ليبيا وتدخلا سياسيا آنقلابيا في مصر، ونشر مجموعات ومنظمات تركية في العراق وبلدان أخرى من الشرق الأوسط؟
لماذا نسمي الأطماع التركية والرغبة في الهيمنة بمواجهة الإرهاب وحزب العمال الكوردستاني الذي يطالب بحل قضية شعب كوردستان عبر الوسائل السلمية وإيجاد حلول سياسية ترضي الجميع، ولاتنتهك حقوق المواطنين الكورد الذين يعانون منذ مئات من السنين، ولانضعها موضع الحقيقة وهي إنها دولة هيمنة؟ ألا نحتاج أن نحرك بعضا من الضمير الساكن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى