أحدث الأخبارشؤون آسيويةشؤون امريكية

ماذا يمكن أن يفعل النسر للتنين..

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد البدر

أمريكا عملاق قائم و الصين عملاق قادم.
أمريكا تُحشد لوقف الصين عن اللحاق بها.
تريد حرب باردة أخرى لوقفها كما فعلت مع الإتحاد السوفيتي.
العالم اليوم غير مستعد للإنجرار خلفها ضد الصين.
الإتحاد السوفيتي كان يُشكل تهديد لأغلب دول العالم.
تهديد إيديولوجي سياسي يُهدد الأنظمة.
تهديد للشركات العملاقة والمصالح العظمى.
جسد عملاق بقلب ضعيف وأطراف متمردة.
أديان وقوميات وجنسيات مختلفة وضد المركز.
صراع داخلي بين مكوناته وتدخلات في مختلف دول العالم.
الإتحاد السوفيتي كان صخرة صلدة كسرتها آلاف المعاول الضاربة بإستمرار.
الأمر يختلف مع الصين..
الصين ليست صخرة بل هي اشبه بالأميبا، مرنة تتشكل كيف ماتريد.
الصين لا تشكل تهديد سياسي للدول.
موحدة ومتجانسة ونظام مركزي قوي مع حكم ذاتي للمقاطعات هو جزء من التوجه المركزي للدولة.
تَحكم وسيطرة مطلقة للدولة بدون تمردات.
أمريكا الواقفة على القمة منذ سبعون عام تجد اليوم من يقترب منها مسرعاً فإذا لم يستطع ازاحتها فسيُضايُقها.

(غراهام أليسون) مساعد وزير الدفاع الأمريكي عام 2017 يؤلف كتاب عنوانه (الإتجاه نحو الحرب/هل يمكن لأمريكا والصين أن يهربا من فخ ثوسيديدس)
يقول أن التصادم العسكري حتمي بين القوتين إذا لم يتفقا على تقاسم النفوذ.
يقول إن الصين لايمكن ردعها وتاخرت أمريكا كثيراً على ذلك إذاً الأفضل لنا قبول الواقع ومشاركتها النفوذ.
الصين تتقدم بشكل مرعب.
عام 1980 كان اقتصادها أقل من إقتصاد هولندا واليوم هي ثاني إقتصاد في العالم.
عام 2001 الكاتب الأمريكي (جوردون تشانك) يؤلف كتاب (إنهيار الصين) يقول فيه إن الصين ستنهار إقتصادياً قبل عام 2008، وجاء عام 2005 لتصبح الصين أكبر مصدر للسلع في العالم، وجاء عام 2008 لينهار الإقتصاد العالمي وفي مقدمته الإقتصاد الغربي ويتحول الإقتصاد الصيني إلى قاطرة إنقاذ يجر خلفه دول وحكومات وشعوب.
الصين غير معنية بهيكل العالم السياسي والعسكري.
عكس أمريكا..
أمريكا لا تستطيع إلا أن تهتم وبالضرورة بهيكل العالم الإقتصادي والسياسي والعسكري وتريده وفق محددات معينة.
الصين لاتريد تغيير شكل الإقتصاد العالمي بل إصلاحه بما يضمن مصالحها.
أما شكل العالم السياسي والعسكري فلا يعنيها.
هي تتعامل مع كوريا الشمالية الشيوعية حد التطرف والجنون وتتعامل مع إيطاليا الرأسمالية.
تتعامل مع الجمهوريات والملكيات.
مع الأنظمة الديكتاتورية ومع الأنظمة الديمقراطية ولا يعنيها ذلك.
وفيما تملك أمريكا مئات القواعد العسكرية وأعداء يتربصون بها في كل قارة وشعوب تكرهها وتعاديها.
لا تملك الصين سوى قاعدة واحدة في جيبوتي وبضائعها تغزو أسواق العالم وليس عندها مشكلة مع الشعوب.
أمريكا سلعها الأساسية والكبرى هي الأسلحة، وبذلك هي غير معنية بإستقرار العالم فهو يعني توقف صناعة وبيع الأسلحة.
بينما الصين تصنع كل ما يمكن استخدامه واستهلاكه في حالة السلم والإستقرار مواد منزلية وكماليات وملابس وبضائع مختلفة.
وبذلك فمصلحة أمريكا في عدم استقرار العالم.
ومصلحة الصين في استقرار العالم.

أنا لا أقول إن الهيمنة الصينية أفضل بل اقول إن إزاحة أمريكا من الهيمنة أفضل لكل العالم.
ولا أقول إن النظام الصيني ودود ومسالم لكنه بكل الأحوال أفضل من بشاعة العم سام.

الكاتب البريطاني (مارتن جاك) أصدر كتاب في 2009 عنوانه (عندما تحكم الصين العالم) يقول فيه إن الصين منضبطة ومنظمة ذاتياً وهي تفعل ذلك بشكل إستثنائي وستكون الأولى بحلول عام 2050 وحينها سينعكس ذلك بمزيد من الإستقرار للعالم مع تراجع العالم الغربي.
أمريكا تمثل بشاعة الغرب وماديته وتوحشه ومتاجرته بمصير الشعوب وتريد العالم تبع لها.
الصين تعمل جماعياً مع دول الشرق وفق تبادل المنفعة وهذا الشرق لم يتخلى عن روحانيته وآدابه وتعاطفه وإنسانيته ولم تمسخه الرأسمالية والنيوليبرالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى