أحدث الأخبارشؤون امريكية

ماسونية الإجرام ورسائل إعدام الأسرى

مجلة تحليلات العصر الدولية - ألطاف المناري

منذ أيام العدوان الأولى إلى اليوم لم نراه يحرز تقدماً إلا في سفك الدماء وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية، جرائم لن تمر حتى يرى الظالم عقوبة إجرامه في العدالة الإلهية، وسيُحاسب على كلِ قطرة دمٍ سفكت، وروحٍ أُزهقت، وشجرةٍ أُقتلعت، ودور دُمرت، ونساءٍ أُثكلت، وأطفال تُيتّمت، وإن غداً لناظره قريب.

إعدام الأسرى في محافظة الحُديّدة شاهد حي على خبث العدوان ومنهجيته وأخلاقه المنحطة وإفلاسه المنقطع النظير، فلا يقوى إلا على من أصبحوا في ديه لا حول لهم ولا قوة، إعدام الأسرى وصمة عار في جبين العدوان الصهيوسعودي أمريكي، المتشدق بالحرية والإنسانية، التي يوضع قوانين لحماية الكلاب، وترك كلابه البشرية تنهش رحم الإنسان وحقوقه المكفولة في شرائع السماء والأرض، وتمتهن كرامته، تخبط أرعن وقصف متواصل في المدن والقرى، وانتكاسات وهزائم هنا وهناك تصيب نحر العداء، تجعلهم يتخبطون في قصف مدنيين وإعدام أسرى، جرائمهم تبلغ ذروتها كلما النصر اعتلى، تنفذها أيادٍ نمت أظفارها على سفك الدماء، فداعش لا تعرف قوانين الأرض ولا شرائع السماء.

تلك الجريمة بحق الأسرى جاءت بعد تصريح لقائد داعش في اليمن الذي قال: (نحن نقاتل مع السعودية في أكثر من 11جبهة) ، فضحتم أنفسكم وظهر ما كان أسيادكم يكتمون، فهم ينّفُون أنّكم أحد أذرُعهم أيها الوحُوش البشرية ، ذلك التصريح يكشف أن للقاعدة صولة وجولة في الحرب بل هي طرف أساسي ، وأن لها الحرية في التصرف كيف تشاء ومتى تشاء، وإعدام الأسرى خير دليل، وصمت الأمم المتحدة على ذلك خير برهان على أن صعاليك الشوارع أُشتروا بالمال البخس ليدمروا الأمة الإسلامية، فهل تظنون أيها السفاحون أن اليمن العراق سيَحلوا لكم فيها السّحل والذبح والتمثيل بالجثث؟
تعتقدوا أنكم سترهبون أبناء اليمن وستذلوهم وتركعوهم بتلك الجرائم أليس كذلك؟ كلا والله..
لم يخلق بعد من أراد إذلالنا وإركاعنا تحت وطأة سيفه، ولن يوجد من يستطيع أن يوقف دماء النخوة والحمية اليمانية، ولن يعيش من تبختر بجرمه وتجرده من الدين والإنسانية، فلنا رجالٌ يُذاب من شدة بأسها الحديد وتخر لها ساجدة جباة الرجال، الموت تحت أمرتهم بقوة الله كما هي السفوح والجبال، يخطفون النصر من غبار الرمال، المجد لا يُخلد أسماءهم بل هم من يخلدونه بصولات وجولات تشهد لها رمال صحراء الجوف، وجبال نهم، ووديان مأرب وسواحل الحديدة.

مجاهدينا هم بعون الله المفلحون المنتصرون ولهم كتبت العزة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) الذين نصروا الله فنصرهم وحقق وعوده في كل شبر من أرضهم، فلا تبحثوا عن جرائم تُشفوا بها جراحاتكم الغائرة، وتحفظون بسوءها آمالكم البائدة، متوهّمون إن كنتم تعتقدون أن الشعب سيرجع لهول تلك المجازر على أعقابه، هيهات أن يرجع إلا بإحدى الحُسنيين لأحبابه.

رسالة الختام: على الشعب اليمني أن يعي أن إعدام الأسرى هو جزء بسيط من شريعة ومنهجية ماسونية الإجرام -داعش- التي تريد أن توصل رسالة لأبناء الشعب أننا سنحمِكم بالحديد والنار وأن هذا مصيركم، لا يعلمون أننا لم نخلق إلا للجهاد ولا نهاب الموت أوقعنا عليه أو وقع الموت علينا، لم يستوعبوا بعد أنهم يواجهون أحفاد عمار والأشتر، تلك الشرذمة الإجرامية تريد أن تطبق في كل يمني يخالفهم القول قبل الفعل إن سنحت لهم الفرصة، تلك الوحوش هم من كان يريد العدو أن يحكموا بلدنا بعد أن يتحقق له حلمه.

ليعرف من لا يزال على عينه غشاوة أننا نقاتل مصاصو الدماء لا يهنأهم العيش إن لم يروا جثث الرجال ممثلٌ بها ومرمية على الأرض، هم من قال الله فيهم ( إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ) وقد رأيتم كيف يذبحون الأسرى كذبحهم البهائم ، ويرمونهم من أعلى سفوح الجبال، ويدفنونهم في بطون الأرض وهم أحياء، في حين أن المجاهدين يتعاملون مع أسراهم بكل رقي، يطمئنونهم ويشربونهم الماء والعصائر، ويجارحون جراحهم، تعامل إيماني يتجسد بأبهى صورِة، وأخلاق تناطح السحاب في عظمتها، في المقابل يعذبون أسرانا ويذيقونهم الويلات، ويقتلوهم بأبشع الطرق وأشدها وحشية، ولولا الرجال الصادقة مع الله ومع الشعب، لكنا نرى تلك المشاهد تتكرر أمام أعيننا في كل ساعة، وفي كل شارع وحاره، الجرائم بحق الأسرى لن تسقط بالتقادم وسينال الظالمون جزاء ظلمهم وبغيهم وفسادهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى