أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

ماكرون أم إردوغان؟؟

مجلة تحليلات العصر - وصفي الأمين

 

كثيرون يعتقدون بأن لتركيا يد في الجرائم الإرهابية التي تشهدها فرنسا هذه الأيام، للضغط عل باريس في إطار الصراع الدائر في شرق المتوسط.
السؤال هو:
ما هي الذريعة التي حركت الإرهابيين؟
ظاهرياً كان خطاب ماكرون الحاد والهجومي على الإسلام والمسلمين، خصوصاً المسلمين الفرنسيين، هو الشرارة.
هنا نتساءل، هل إن ماكرون من الغباء، بحيث يمنح إردوغان ورقة بهذه القوة يستخدمها ضده؟ أم أنه تعمد إثارة المتطرفين الإسلاميين وتحريضهم، ليستخدمهم، أولاً، لأهداف انتخابية، وثانياً، لتجييش الغرب ضد المسلمين، وبشكل خاص في صراعه مع إردوغان؟
أنا أميل إلى الثاني. فلنعد إلى البداية.
أولاً يخرج ماكرون، وبلا أي أي مسوِّغ أو مبرر جدي، بخطابه الاستفزازي الشهير.
ثانياً، يقرر أستاذ تاريخ، هكذا و”فجأة” تعميق ثقافة “حرية التعبير”، و”بالصدفة” يستحضر “للتثقيف” الموضوع “الأنسب”، الموضوع الذي تسبب في عملية إرهابية كبيرة ضد صحيفة شارلي ايبدو، وهي رسوم الكاريكاتور المسيئة لأقدس وأعظم شخصية بالنسبة للمسلمين، التي أثارت غضباً عارماً لدى المسلمين حول العالم.
ثالثاً، وبسرعة قياسية تثير الشكوك، يقوم إرهابي بقتل الأستاذ، في عملية إرهابية هي من بين الأسوأ، إذ يمثل فيها بجسد الضحية بقطع رأسه.
رابعاً، وبصورة، غريبة وغير مفهومة، ولا تمت للعقلانية والمنطق، ولا للمصلحة بصلة، يدعو ماكرون لنشر هذه الرسوم، وعلى نطاق واسع، ليعمق الأزمة بما يهدد بمزيد من الغضب والتوتر، بدل محاولة استيعاب الأزمة ومنع تدحرجها.
خامساً، تقرر شارلي ايبدو إعادة نشر الرسوم، بل والإيغال في الاستفزاز، بمزيد من الرسوم المسيئة للرسول الأكرم.
سادساً، تتكرر عمليات القتل ومحاولات القتل، وبصورة مريبة تستهدف إحداها كنيسة. ثم يتظاهر متطرفون يمينيون فرنسيون بأنهم متطرفون مسلمون، بممارسات ساذجة، ولكنها تثير ذعر الناس في هذه اللحظات.
سابعاً، حملة غربية تدافع عن النزق الفرنسي، بحجة الدفاع عن حرية التعبير.
ليس دفاعاً عن إردوغان، ولست من المعجبين به على الإطلاق. ولكن، في السياق الوارد أعلاه، هل يمكن اتهام إردوغان وتركيا بالوقوف وراء هذه العمليات الإرهابية؟
أم ينبغي أن نسأل، كيف حصلت تلك الصدف الست، خلال أيام، وبمبادرات فرنسية خالصة، لا علاقة لأي عامل خارجي بها.
المضحك، أن وزراء فرنسيين، وبعد كل التدخلات الفرنسية التخريبية في منطقتنا، وحول العالم، يحتجون ضد بيانات الاستنكار التي صدرت عن مسلمين، ويعتبرونها تدخلاً في الشؤون الداخلية الفرنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى