أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ماهو الحل في العراق؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - ثائر البصري

على مدى ١٨ سنة أصبح لدى الشعب العراقي بعض الثوابت والمسلمات حول النظام السياسي الحاكم في العراق، من أهمها مايلي:

١- أثبت المشروع الأمريكي في العراق بأنه مشروع لحرق العراق وتقسيمه وليس مشروع للتحرير والبناء كما يدعون.

٢- أثبتت الأحزاب الحاكمة في العراق عجزها وفشلها في إدارة البلد وبناء الوطن وتقديم أبسط الخدمات للشعب المسكين.

٣- أثبت النظام البرلماني في دستور ٢٠٠٥ بأنه نظام فاشل مبتني على المحاصصة الطائفية.

٤- أثبتت الانتخابات بأنها كذبة لتجديد ولاية الأحزاب الفاسدة لتستمر بنهب ثروات العراق وتجعل الشعب العراقي يعاني الفقر والحاجة.

٥- أثبت الشعب العراقي بأنه شعب بسيط وسطحي في ثقافته السياسية وينخدع بسهولة بمكر الأحزاب لشعاراتهم المذهبية والطائفية ويعيد أنتخاب الفاسدين.

من هذه الثوابت الخمسة، التي يعتقد بها كل عراقي واعي وغيور على وطنه، نسأل ماهو الحل في العراق؟

وفي مقام الجواب نناقش بعض الاحتمالات لنرى أيها يحقق المطلوب:

الاحتمال الأول (التغيير التدريجي): لعل العراق خلال المائة العام المقبلة سيشهد تحسن في خدمات الكهرباء والصحة والتعليم البنى التحتية، وأحفادنا سيشهدون هذا النعيم، بعدما نكون نحن وأبنائنا تحت التراب، ولكن المعطيات الخارجية تخبرنا بأن آبار النفط العراقي تكون قد نفذت في ذلك الوقت، والعراق مدين للبنوك الدولية، والعراق مقسم، والشعب العراقي مشرد يتسول في بلدان العالم.

الاحتمال الثاني (التغيير الخارجي): الذي يأتي من تدخلات خارجية في الشأن العراقي، مثل أمريكا أو من دول الجوار العربي و الإسلامي … وهذا الاحتمال بعيد جدا لأنه مخالف للسيادة التي تتمتع بها الدول، وفيه أهانة للشعب العراقي، ومن ثم الدول تنطلق من مصالحها الخاصة وليس لسواد عيون الشعب العراقي.

الاحتمال الثالث (الانقلاب العسكري): يحصل من مجموعة من الضباط، يطيحون بحكام المنطقة الخضراء، ويصدرون بيان رقم واحد بتنصيب حاكم عسكري واعادة كتابة الدستور … وهذا الاحتمال لا يحصل في العراق الحالي ما دام فيه أحزاب وحركات مقاومة، ومرجعية دينية تستطيع تحرك العراق بكلمة واحدة.

الاحتمال الرابع (انقلاب سياسي): ينفذه أحد الأحزاب الحاكمة، بأن يضغط على البرلمان لتشريع قوانين إصلاحية تخدم البلد … ولكن للاسف جميع الأحزاب الحاكمة متورطة في الفساد، والإصلاح مجرد شعار يضرب مصالحها الحقيقية.

الاحتمال الخامس (ثورة شعبية سلمية): يشترط في الثورة الشعبية أن يكون لها قيادة كارزمية تقود الشعب لإجراء تغيير جذر وشامل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية… ومثل هكذا قيادة أمر نادر يوصفه علماء الاجتماع السياسي بالشهاب الذي يأتي على مئات السنين ليرتطم بالأرض ويغيرها ويتلاشى بسرعة، فهو غير متوفرة في العراق الحالي، ولا نعلم متى سيأتي.

فإذا جميع الاحتمالات الخمسة للتغيير أصبحت مستبعدة، ولكنني أرى الحل الوحيد هو بيد الشعب كما في قول الله عزوجل  «انّ اللَّه لایغیّر ما بقوم حتّی یغیّروا ما بأنفسهم» أو كما يقول الشاعر ابو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ ** فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ** ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

وهذا ما سنتكلم حوله في المقالات القادمة ان شاء الله تعالى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى