أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

ماهي انعكاسات الأزمة اليمنية

مجلة تحليلات العصر الدولية - أحمد لالب

منذ استمرار ثورات الربيع العربي دخل اليمن منعطفا خطيرا، قاد البلاد إلى احداث تحولات سياسية ساهمت في خلق اوضاع صعبة، وما بين مؤيد ومعارض لسلطة أمر الواقع التي كانت بيد حزب المؤتمر الشعبي العام آنذاك، ظهر صراع الأحزاب السياسية.

وبفعل هذه الموجة ركبت بعض الدول على  الأحزاب السياسية حتى أصبحت في اوج قوتها المناهضة، ومن الصعب نجد حزبا ديمواقراطيا يحمل ولاءً وطنياً صادقا، في الحين الذي ترتبط الأحزاب السياسية بولاءات خارجية منذ مرحلة التأسيس، ومن هذا المنطلق تحرك دول العدوان تحت غطاء هذه التكوينات وادخلت اليمن في حرب عبثية أخفت أصوات اليمنيين بعد أن كانوا يهتفون بمطالب واهداف محددة، محت تلك المطالب بفعل أصوات حسم الطيران التي ارعبت اليمنيون.

بعد أن شنت الحرب اختفت الأحزاب من الساحة اليمنية، وذاع الصمت والخوف في أرجاء البلاد،  في الحين الذي كان طيران التحالف يتغنى في الاجواء اليمنية دون ردة فعل يمنية تناهض أو تقاوم التخبط الذي يحدث، وكان نصيب اليمنيون الحصار والقتل.

منذ بداية العدوان والاستهداف بالجملة للكتلة البشرية والانسانية قتل ويُتِم الاطفال، رُملت النساء، دُمرت البيوت هُجر وشُرد ونزح الانسان.
سبع سنوات كان الاستهداف فيها ممهنج للاسواق والطرقات والمنازل ومخميات الافراح ، فقُصِفَ المواطن وهو يركض فوق الأرض، وبُعثِر قبره وهو تحت الأرض وبلا أي ذنب.

استهدف المواطن وهو باحثا عن لقمة العيش  وبيده مجداف يقود به زورق حتى أصبح البحر يفيض غضبا أمام هذه المجازر التي تنتهك حق الإنسانية برا وبحرا دون أي تدخل يدين هذا الاستنكار الوحشي.

منذ ذلك الوقت وارواح اليمنيين تحصد بالجملة، بينما تتقاسم دول التحاول جغرافية البلاد لاخذ نصيب الأسد من المقدرات المتاحة، دون النظر إلى حالات المواطن اليمني الذي اصبح ضحية حرب عبثية في ظل غياب صمت اممي وعالمي.

وفي الوقت الذي تستمر دول العدوان في ممارسة الانتهاك ارضا وانسانا، لم تكتف الولايات المتحدة ووملكتها الشقيقة بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي في ضرب اليمن، ولكنهما اتجهتا وراء المياة اليمنية بمبررات واهية، واظهرت اجندات تابعة في بعض المناطق التي تزامنت مع انتشار داعش في بعض المحافظات الجنوبية، وبات المخطط الامريكي مكشوفا أمام مرئ ومسمع العالم من خلال استغلال التنظيمات الارهابية في المناطق العربية والدخول لاحتلال تلك المناطق بمبرر محاربة الإرهاب.

ظلت هذه الاوضاع تؤرق حياة اليمنيين طول هذه الفتره والتي يراها خبراء ومحللين سياسيين أنها ستستمر بشكل أكبر في السنوات المقبلة مخلفة ازمات اكثر حدة،  تزامنا مع ظهور أطراف وتكوينات سياسية جديدة على الأرض اليمنية، وهو التركيز على المناطق الشرقية مثل محافظة المهرة، لضمان التواجد الامريكي والبريطاني في البحر العربي والمحيط الهندي، والسيطرة على طرق الملاحة البحرية، والذي يحدد مصير البلاد بالاتجاه نحو الأسوأ.

وبتدقيق النظر عن الوضع الراهن وتتبع خطواته يقودنا الحديث أكثر عندما نسلط الضوء حول واقع الأزمة اليمنية والتي ياتي في مقدمتها انهيار الوضع الاقتصادي المحتدم وعدم وقوف الريال اليمني أمام غيره من العملات، والسبب في ذلك اضعاف الاقتصاد اليمني من اجل احكام السيطره الفعلية على البلاد وضمان البقاء لفترات أكثر في المعركة من أجل استغلال الكثير من الإمكانيّات على الأرض اليمنية، وكلنا ندرك جيدا حجم الثروات التي يمكلها اليمن والتي تقدر بترليونات الدولارات وخصوصا في المناطق الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى