أحدث الأخبارايرانشؤون امريكيةشؤون اوروبييةمحور المقاومة

ما الجانب الذي تجاهلته وسائل الإعلام الغربية في مفاوضات فيينا؟!

مجلة تجليلات العصر الدولية

هناك جانب في غاية الاهمية في مفاوضات فيينا، قلما وسائل الاعلام الغربية والامريكية وكذلك العربية التي تدور انظمتها في الفلك الامريكي تسلط الضوء عليه ، وهذا الجانب هو حال الوفد الامريكي في فيينا، الذي يتواجد خارج قاعة المفاوضات، وغير المسموح له إيرانيا، بدخول القاعة، وتقوم الوفود الاخرى بنقل ما يجري في قاعة المفاوضات له، نظرا لانه يمثل بلدا غير موثوق فيه، ولا يستحق ان يهدر الوفد الايراني وقته بالتفاوض معه.

الاطراف الاخرى، التي طلبت منها امريكا التوسط، لاقناع الوفد الايراني، بالجلوس مباشرة مع وفدها، لم تفلح رغم اصرار امريكا المتكرر، فالفيتو الايراني مازال مرفوعا بوجه الوفد الامريكي، لا بسبب عدم ثقة ايران بامريكا فحسب، بل لان ايران تعمل على تدفيع امريكا، ثمن انسحابها الغبي من الاتفاق لنووي وثمن بلطجتها السياسية، وهذا الثمن تدفعه امريكا نقدا ، من سمعتها ومكانتها وكبريائيها وعنجهيتها.

ما لم تعكسه وسائل الاعلام الامريكية والغربية والعربية، في ما يجري في فيينا، هو العزلة التي فرضتها ايران على امريكا، وهي عزلة ارادت ايران من خلالها تأديب امريكا، واظهارها كم هي منبوذة، من قبل بلد تدعي انها تحاصره وتفرض عليه حظرا شاملا حتى على الدواء والغذاء.

ما لم تعكسه وسائل الاعلام التابعة للمحور الامريكي في كل ما جرى خلال الاشهر الماضية في فيينا، هو الذلة التي يعيشها الوفد الامريكي، وهي ذلة فرضتها ايران على الامريكيين، لتكون درسا لهم وللادارات اللاحقة، حتى لا يكرروا خطأ ترامب الغبي، فإيران ليست بالبلد الذي يتعرض لضغوط، ولا يرد الصاع صاعين.

هذا الجانب الذي اغفلته وسائل الاعلام الغربية، او غطت عليه، ليس بالامر الهين، فالبلد الذي رفعت في وجهه ايران الفيتو، ورفضت ان تلتقي بوفده، وحصرته في جناح آخر في فندق كوبورغ، معزولا عن باقي الوفود، هو امريكا، البلد الذي يدعي انه “الاقوى” في العالم، وان حاملات طائراتها تجوب المحيطات، وتزرع العالم بالقواعد العسكرية، وتفرض هيمنتها على العالم، ويتمنى رؤساء اكبر دول العالم، ان يلتقيهم الرئيس الامريكي للحظات، وتفتح الانظمة العربية النفطية خزائنها لها لتأخذ منها ما تشاء، فقط لكسب رضاها.. هنا فقط ينكشف سبب تجاهل وسائل الاعلام الغربية للعزلة التي فرضتها ايران على امريكا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى