فلسطين

ما الذي يجعل الصهاينة يصرون على إبرام صفقة تبادل على مرحلة واحدة وليس مرحلتين؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: محمود مرداوي/ مركز إيلياء للدراسات

السبب الأساسي وجود “اسرائيليَين “مع الجنود، حيث لا يريد العدو أن تستفيد المقاومة من الإسرائيليَين وهذا يتحقق من وجهة نظره في صفقة على مرحلة واحدة افضل من ان تتم على مرحلتين .
العدو يصر على استراتيجية المرحلة الواحدة لأنه حدد مصير جنوده دون ان يملك معلومات بيولوجية علمية ، بينما مرحلتان تضعه في موقف محرج امام الجمهور الصهيوني في المرحلة الأولى مما سيعرضه لضغط فتزيد المقـ ـاومة من ابتزازه بالمطالبة بثمن أكبر.
أما على مرحلة واحدة ، فعودة جنوده لذويهم سينسي جمهور العدو هذا الاعلان التفاوضي بدون معلومات بيولوجية يستند عليها فتهز الثقة بروايته وموقفه، الامر الذي يرفع من الثمن .
الى جانب محاولة عزل الرأي العام وإبقاء صوت الإعلام خامداً غير مؤثر على المشهد التفاوضي مطلقاً .
من باب الافتراض ان المرحلة الاولى في الصفقة أظهرت ان الجنود موتى وكان الاحتلال قد دفع ثمناً للمعلومات بالافراج عن عدد من الاسرى النساء والاطفال وكبار السن ومعتقلي الصفقة الذين تم اعادة اعتقالهم وما شابه

هل يستطيع ان يواجه الجمهور بانه لا يريد الأحياء
وحينها يستطيع ان يصر على الاموات؟
على أساس أن الاحياء ابقى من الاموات)
عبارة ستتردد

ثم ماذا سيقول للمقاومة “خللوهم”؟
وهنا سيحضر الاعلام والرأي العام عنوة والجمهور سيتجند وخاصة أهالي الاسرائيليين وانصارهم يرددون واولادنا ؟!

وأهالي الجنود سيقولون لا بأس نريد قبراً نزور أبنائنا فيه !

انتوا اليوم صحيتو ان الفلسطينيين يطالبون إطلاق سراح أسرى مقابل الجثث؟
ألم تفرجوا عن اسرى مقابل جثث في الماضي؟!
ألا تذكرون قنطار وعبد الكريم عبيد و الديراني وآخرين؟

وإذا قالت الحكومة بحق الأحياء لم نرسلهم هم ذهبوا سيرد أهاليهم ألم تعيدوا العقيد /الحنان الذي ذهب برجليه على حـ ـزب الله لعقد صفقة مخدرات لتسميمنا واعدتموه مقابل عشرات الأسرى ؟

هذا الحوار إذا ما فُتح متعب ومحرج للحكومة ،لا تريد ان تقع فيه ولا تدفع ثمنه ماديا واخلاقيا!
ثم اذا ظهر الجنود احياء في المرحلة الاولى فالروح الساكنة في اجساد شاؤول وهدار ستحيى الروح في اجساد الاحياء الاموات الذين يتنفسون ويصرخون في غزة، فالقيمة الاضافية لهم سترفع من قيمة الأربعة مجتمعين.

المعادلة صعبة وفيها تعقيدات
،لكن المؤلم ان الاسرى يدفعون من اعمارهم بعد عقود مقابل صراع الادمغة والمفاوضات التي تدور رحاها في السر والعلن في سبيل اطلاق سراحهم .

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية حول هذا المقال:

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى