أحدث الأخبارايرانشؤون اوروبييةمحور المقاومة

ما المنتظر من مفاوضات فيينا… في ضوء تآزر الموقف الشرقي فيها؟…

مجلة تحليلات العصر الدولية / مرصد طه الإخباري

في كلا الشطرين الرئيسيين من المحادثات بما في ذلك قضايا “رفع العقوبات” و”الأنشطة النووية”، لا يوجد أي خلاف استراتيجي او تباين في مواقف إيران وروسيا والصين، بل هنالك تحالف وثيق والتقاء في المواقف بين الدول الثلاث بشأن المفاوضات، يعود هذا الامر الى ان أساس مطالب إيران هو الالتزامات والحقوق المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

▪️لم يأل الجانب الغربي منذ استئناف محادثات فيينا، وعن طريق اتباع تقنيات إعلامية مختلفة ومواربات وعمليات نفسية لتوجيه اصابع الاتهام نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يحصل، جهدا ممكناً لخلق وتعميق الفجوة بين إيران والجانب الشرقي من المفاوضات أي الصين وروسيا.

لكن هذه المساعي الغربية لتحييد موقف الصين وروسيا واستقطاب صوتهما لصالح الغرب في المفاوضات وإثارة مخاوفهما بشأن العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تثمر عن شيء، مرد ذلك للدبلوماسية النشطة والمحنكة التي انتهجتها ايران في هذا السياق، خصوصاً في مجال تعاون ايران مع الوكالة.

في ظلّ تلك المواربات الغربية، تجلّت بوضوح على مدى الاسابيع الماضية وفي ظلّ استئناف المفاوضات أكاذيب الكيان الصهيوني ووسائل الإعلام حول برنامج إيران النووي السلمي، افتراءات من قبيل زعمهم بدء ايران بتخصيب 90٪ من اليورانيوم في الصناعة النووية، وكذلك الأجواء حول نية إيران المماطلة في المفاوضات بغية تطوير أنشطتها النووية، كل هذه المحاولات الفاشلة كانت تهدف لتأليب موقف الصين وروسيا ضد ايران.

رغم ذلك، في كلا الشطرين الرئيسيين من المحادثات بما في ذلك قضايا “رفع العقوبات” و”الأنشطة النووية”، لا يوجد أي خلاف استراتيجي او تباين في مواقف إيران وروسيا والصين، بل هنالك تحالف وثيق والتقاء في المواقف بين الدول الثلاث بشأن المفاوضات، يعود هذا الامر الى ان أساس مطالب إيران هو الالتزامات والحقوق المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

فمن ناحية “العقوبات”، تأثرت كل من روسيا والصين بحد ذاتهما من سياسات الغرب غير الشرعية، خاصة الامريكية منها، في استخدام وسائل العقوبات لممارسة التعنّت السياسي، وهما يعارضان بشدة فرض عقوبات على الدول. وكما أكدوا مرارًا خلال المفاوضات الأخيرة، فإنهم يعتبرون رفع العقوبات ضرورة أساسية للتوصل إلى اتفاق، وشدّدتا على شرعية موقف إيران في هذا الصدد.

أما من ناحية “الأنشطة النووية”، فإن الخط الأحمر بين الصين وروسيا هو “نظام عدم الانتشار النووي”،طه الذي أظهرته التقارير المستمرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وأرستقراطيتهما حول أنشطة إيران، أن طهران لا تعارض بأي حال من الأحوال اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي تعتبره ملزمًا وتتقيد ببنوده بكامل ارادتها.

على الجانب الآخر؛ إن مساعي ايران لتعبيد الطريق للمشاركة في تطوير برنامجها النووي السلمي مع روسيا والصين خير دليل على حسن نيتها في هذا الاتجاه، حيث أن التعاون مع الصين في مشروع الماء الثقيل في مفاعل أراك أو وجود الروس في محطة بوشهر للطاقة، هي إحدى الاستراتيجيات التي تعتمدها الجمهورية الاسلامية لتقريب هاتين الدولتين من برنامج إيران النووي السلمي، ومبادرة منها لتأكيد حسن نيتها واكتساب ثقتهما في هذا الشأن.

علاوة على ذلك، إن بعض الصراعات الصينية الروسية الأخرى مع الغرب على الساحة الدولية، مثل تلك التي تحدث في أوروبا الشرقية وشرق آسيا، عززت بشكل فعال وجودها على الجبهة الإيرانية في محادثات فيينا، وحددت أهدافًا مشتركة للدول الثلاث تجاه الطرف المقابل من المفاوضات.

التصريحات التي أدلى بها قبل يومين مسؤولون أمريكيون مثل مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان، والتأكيد على تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا كانت في الواقع رد فعل على الاصطفاف الكامل لإيران والصين وروسيا في محادثات فيينا.

بحسب بعض التقارير غير المؤكدة، من المقرر أن تستأنف محادثات إيران مع مجموعة 4 + 1 قبل نهاية هذا العام.

ستكون هذه الجولة من المفاوضات أكثر حساسية وتعقيدا من مثيلاتها السابقة، ذلك لأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف في المحادثات حول المسودات النووية ورفع العقوبات المتفق عليها، حوّل قاعة المفاوضات الى ساحة محتدمة لمعركة الارادات.

يمكن لإيران والصين وروسيا الاستفادة من القواسم المشتركة المهمة لديهم بشأن الحاجة إلى رفع العقوبات وعودة الأطراف الاخرى الى الاتفاق النووي، والتي ان ترافقت مع تراجع الغرب عن المبالغة في مطالبه على طاولة المفاوضات، من الممكن حينها التوصل الى اتفاق جيد يرضي الجميع، وفي حال عدم حدوث ذلك، ستقع اللائمة بالكامل على عاتق الجانب الغربي من المفاوضات، وسيكون المسؤول أمام المجتمع الدولي عن فشل التوصل الى اتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى