أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

ما بعد الاعتراف بإسرائيل

مجلة تحليلا العصر الدولي - فاطمة عبدالله

سأتناول قضية فلسطين من بعد الاعتراف بإسرائيل والقبول بها كأمر واقع
اول ما سيترتب عليه هو موت الدولة الوطنية بسبب العنصرية التي ستزدهر، لان قيم التسامح من اهم مقومات الدولة الوطنية.
لو فرضنا جدلا ان الادعاءات الصهيونية هي ادعاءات حقيقية ، من حق تاريخي واضطهاد.
وان لها الحق في الاعتداء على دولة ذات سيادة واغتصاب أراضيها وتهجير اهلها
وبعد كل هذه التجاوزات تنال شرف الاعتراف دولي وعالمي بانها دولة ديمقراطية يحكمها القانون .

إن ما أعطي للكيان الصهيوني سيساهم بشكل كبير في زعزعة الاستقرار في العالم ككل ، وإن المبدأ الذي منح الصهاينة حق الوجود متجاهلا كل الاثار السلبية الناجمة من ذلك
في استيلاء على الممتلكات
والإبادة و التهجير
وعدم احترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان
سيشجع ويدفع كل فئة تجمعها سمة معينة ان يكون لها كيان خاص بها وتدعي أن لها حقوقاً مهضومه منذ مئات السنين

وأن يطالبوا المجتمع الدولي بالمزايا التي يتمتع بها اليهود على الارض المحتلة من اعتراف دولي ، وبذلك سيظهر جيل جديد من الدول

ساذكر بعض الأمثلة التي ستظهر انطلاقا من المبدأ الذي قامت عليه اسرائيل
مثلا :
– دولة البلوشية
البلوش قومية عريقة لها أراضٍ شاسعة مثبتة في الخرائط والوثائق التاريخية
لكن قيامها سيحدث اضطراب وفوضى يمس الاستقرار والحياة بعشرة دول على الاقل بشكل مباشر

– الامازيغ فمن حقهم أيضا المعاملة بالمثل
وإعلان ( الدولة الامازيغية ) مما سيهدد الاستقرار في شمال افريقيا والبحر الابيض المتوسط وبعدها لن تنال أوروبا قسطاً من الراحة أبدا

وبما إني ذكرت أوروبا فهناك مسلمون الأندلس ، فمن حقهم أخذ اسبانيا والبرتغال، فقصر الحمراء والاثار التي تركوها دليل مادي على انهم كانوا هناك.

ولا ننسى الشتات الغجري الممتد من الهند إلى دول البلقان الى انجلترا
وان يكون للغجر دولة اسوة بإسرائيل في أوروبا او روسيا

وكذلك الهنود الحمر أيضا يحق لهم استرجاع امريكا وكندا بل القارتين الأمريكيتين وطرد كل من فيهما من المهاجرين

وان تسترد الامبراطورية الساسانية أراضي نفوذها

ومثلها تفعل الامبراطورية الرومانية
والخلافة العثمانية

وبذلك لن تتنتهي الصراعات فالجغرافيا واحدة محدودة والتاريخ متعدد وممتد ..

إن الاعتراف بالكيان الصهيوني يفتح باب جهنم على العالمين شرقا وغربا .. شمالا وجنوبا

لأن هذه المنظمات العرقية أو الدينية
او الشاذة و العنصرية التي ستظهر ستقلد مرجعها وقدوتها إسرائيل وسترتكب أبشع المجازر مثل دير ياسين وصبرا وشتيلا
وستنبي جدراناٍ ممتدة وشاهقة حول المدن لتصبح سجناً كبيراً لساكنيها مثل غزة

وبالتأكيد ستظهر جماعات أخرى تشبه داعش تستند على نصوص دينية كالتي تستند عليها الصهيونية ، وسيكون من حقها التمثيل بعضوية في هيئة الامم المتحدة
ومجلس الأمن
وصندوق النقد الدولي
واليونسكو

ان بقيت هذه المؤسسات صامدة في ظل الفوضى التي ستنتج من الاعتراف بكيان عنصري كدولة .
ان مقاومة إسرائيل واجب انساني للحفاظ على الحياة عامة والحفاظ على كل المكتسبات التي حققها الإنسان في ظل الاستقرار والأمن .
اما ما يدعيه الصهاينة من الاضطهاد فيجب عليهم محاربة هذا الاضطهاد الذي يعانون منه في اوطانهم
ام الجانب الديني فالقدس أبوابها مفتوحة لكل الحجاج من كل الأديان
فتكاد تكون هي المدينة الإبراهيمية الوحيدة في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى