أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

ما سُمِّيَت بثورة 17 تشرين نسخة سورية في لبنان لَم تنجح

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

هيَ نفس الجهات التي تخطط وتؤسس وتُمَوِّل، ونفس الأدوات المأجورة ألتي تُنَفِذ تلك المخططات من أجل المال، وترفع شعارات رنانَة جوفاء عفىَ عليها الزمَن من دون أن تثمِر أو تعطي اللبنانيين خيراً.
بدءَ التخطيط للثورة قبل سبع سنوات من موعد إنطلاقها، وعندما بدءَ التنفيذ ووُضِعَت الأُسُس البنيويَة لها إصطدمت هيئتها بتباين واسع للآراء،
بعدما وضع بعض أعضائها خطوطاً حمراء حول رفع شعارات ضد حركة امل وحزب الله ورئيس الجمهورية، بينما البعض الآخر كانَ مصراً على ذكرهم ورفع الصوت بوجههم وتحدِّيهم،

القرار المبدأي لهيئَة التنسيق كان يقضي بالضغط لتشكيل حكومة جديدة خلال ثلاثة أشهر يشارك بها أعضاء من هذه الثورة،
وفي حال لم تكُن بحجم تلك التطلعات سوف يكون للقييمين على الثورة رأي آخر بها.
فإن أغلبية هيئَة التنسيق كانت تميل بقوَّة إلى استلام السلطة، بما فيهم المجموعات الشيعية ألتي تنحدر من مدينة النبطية المنضويَة في هيئَتها،
والتي رفضت رفضاً قاطعاً إستفزاز الأحزاب الشيعية في الجنوب.
كانت تشكيلات هيئَة التنسيق منفصلة عن بعضها البعض وغير مترابطة أو مُنَظَمَة بشكل جيد رغم وجود عسكريين وضباط متقاعدين بداخلها إلَّا أنها كانت مشرذمة نتيجة أرائهم المتفاوتة ونزاعاتهم على الزعامة والتمترُس في الواجهة.
وكانت هيئة التنسيق موزعة بين عكار، حلبا، العبدة، طرابلس، شكا، البترون، جبيل، جونية، الذوق، جل الديب، الرينغ، زحلة،سعدنايل، بعلبك، خلده، الناعمة، ومجموعات ساحة الشهداء، وصيدا، وصور، والنبطية، وإقليم الخروب،
كانت أرآئهم ووجهات نظرهم مختلفة فيما بينهم،بينما تغلبت لدى الأكثرية منهم فكرة تشكيل حكومة مستقلين لمدة سنة ومراقبتها،
والبعض الآخر كانَ يريد حكومة يشارك فيها أعضاء من هيئة التنسيق العامة،

وقعت الخلافات فيما بينهم وتشتتت الآراء وأصبح كل طرف من جهته يعطي التعليمات لأتباعه ليقوموا بقطع الطرقات، من دون تنسيق مُوَحَّد وعام بينهما في لبنان.
فكانت أغلبية المجموعات التي تنزل الى الشوارع يحركها أشخاص من بلدة سعدنايل البقاعية، واللذين توزعوا كمشرفين على مجموعات ينضم اليها العشرات من المنضوين تحت لواء (الثورة).
كانت هيئات التنسيق تحصل على الدعم المادي للتحركات من رجال أعمال لبنانيين شكلوا واجهات للسفارات تحت عناوين مختلفة منها جمعيات خيرية واسماء أُخرَىَ. مم بين الداعمين لهم كانَ رجل أعمال يدعى “عادل الأدرع” كان يدفع ثمن الطعام وَسيارات النقل وأجرة الشاحنات التي تقفل الطرقات أحياناً من خارج لبنان وأحياناً من داخله حيث كان يتم سحب النقود بالليرة من داخل لبنان حتى وصلت قيمة السحب بشهر واحد الى ما يزيد أو يوازي المليون دولار أميركي، مصدرها السفارات داخلياً وخارجياِ.
كانَ لحزب 7 اليَد الطولَى في تحريك الثورة، بالإشتراك مع “غ عيد” وج شماس المتواجدين دائماً في غرفة المشاورات.
عادل الأدرع له إرتباطات خارجية مشبوهة وغير معروفة، لكن المتوقَع أن له ارتباطات مع دولة أجنبية.
ارتبطَ بهذه الثورة أشخاص معروفون ببيئتهم ويُعتَبَرَون من الفعاليات، وبعد الإتصال بهم من قُبَل عناصر من الثورة ووعدوهم بأن يكون لهم مناصب مهمة في السلطة مقابل أن يشاركوا في دعمها واعلان الوقوف إلى جانبها،
ومن هؤلاء شخصيات بقاعية شمالية من أبناء العشائر ترددوا بادئ الأمر وثم عادوا فاندمجوا لكن سراً خوفاً من ردات الفعل ضدهم في المنطقة.
كانَ القَيمون على ما أسموها “ثورة” يتجنبون إغضاب الجيش والدولة بإستفزازات تخرج عن المألوف، فليلة الأحداث التي وقعت في طرابلس رداً على ما جرى على جسر الرينغ عُقِدَ اجتماع قيادي لم يحضره اي مدني سوى عادل الأدرع وذلك لضبط الأمن ما يؤكد أن الأجهزة الأمنية تعرف مَن هو المحرك الرئيس لتلك المجموعات التي تنطلق من منطقة الشمال.
حيث قامَ الأدرع بجمع كل الذين اساءوا الى الرسول واهل بيته وطلبَ منهم الاعتذار رغماً عنهم، وقالَ لهم أن الثورة بغنى عن أي صراع سني شيعي في هذه المرحلة،
وتم ابلاغ ضابط برتبة مقدم بالامر يدعى ابو يوسف بالإعتذار،
وابلغهم أنه يجب جذب شباب منطقة خندق الغميق إلى جانبهم ولو بالمال لكي يؤمن حماية لثوار الرينغ وعدم تكرار حرق خيام الثورة في ساحة الشهداء.

♦ الجزء الأول⏪ يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى