أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةلبنانمحور المقاومة

ما سِرّْ هجوم السيد نصرالله على السعودية؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - اسماعيل النجار

هل هي رسالةٌ أرادالسيدحسن نصرالله إيصالها إلى عاهل المملكة، بأن الكيل قد طَفَح منكم، وبتنا على مقرُبَةٍ من أن نتصرف معكم بأنفسنا؟

أَم هو تكتيك اتّبعهُ السيد مع المملكة، على قاعدة النِدِّيَةِ بالِاتهامات والتصرفات، ليصل الأمر إلى رَدِّ فعلٍ لبناني، سيكون على كل فعل سعودي سيصدر منهم، وأن الصمت لَم يَعُد مُجْدِياً معهم، في زمن التجاوزات الوهابية لآل سلول،في عالمنا الإسلامي والعربي.

بكل الأحوال العداء السعودي للشيعة تحديداً طفَىَ على السطح، ولَم يَعُد خافياً على أحد، وأنّ الحرب الوهابية على الطائفه الشيعية، وعلى رأسها حزب الله، أصبحَ معروف الأسباب والأهداف، وأن المقاومة الإسلامية في لبنان اتّخذت،على مايبدو، قراراً حاسماً بمواجهة النظام السعودي بالمباشر،
لأنّ الحصار والتحريض الأميركي الوهابي على المقاومة أصابها وأصاب بيئتها، وألحقَ بهم ضرراً فادحاً، وأصبحَ لزاماً عليهم الرَد.

هناك عدة سيناريوهات أمريكية صهيونية سعودية، تتداولها أجهزة مخابرات دولية وصحف ووكالات أنباء، بشأن تشديد الطوق حول المقاومة، إقتصادياً وديمغرافياً، داخلياً من خلال دمج اللاجئين السوريين بالمجتمع اللبناني، لخلق خَلل ديمغرافي لصالح أعداء حزب الله، وجغرافياً، عبر إقفال الحدود السورية اللبنانية مجدداً، من حدود الجولان السوري المُحتَل حتى النهر الكبير.

هذا الأمر الصعب المنال هوَ أضغاث أحلام، وجنون سعودي أمريكي تحقيقه صعب للغاية، خصوصاً وأنّ تجربة الحرب الكونية على سوريا أكدت جهوزية حزب الله بالتدخل مباشرةً على الأرض، لمنع الأمريكي ومَن معه من تحقيق أي هدف، لتطويق لبنان وقطع طُرُق الإمداد إليه.

أيضاً بعض الإعلاميين السعوديين الموتورين يُسَوِّقون لضربات جوية سعودية للضاحية، في أكبر مهزلة إعلامية تؤكد حجم ضيق نفسهم من الحزب،من دون أن يعقِلَ هؤلاءخطورة وصعوبة تحقيق ما يجول في خاطرهم،
وأن أي حماقة يفكرون بِارتكابها من هذا النوع، سترتَدُّ وبالاَ عليهم وعلى حلفائهم داخل لبنان والسعودية،
كما نُذَكِّرُهُم بخطاب سماحة الأمين العام لحزب الله، منذ ثلاث سنوات، الذي حدَّدَ خلاله النقطة الأخيرة في البحر الأحمر، التي تستطيع أن تصل إليها يَدُ المقاومة البالستية.

أما على المستوَىَ الإستراتيجي، فلا السعوديةُ المهزومةُفي اليمن تستطيع التصادم مباشرةً مع حزب الله، ولا إسرائيلُ تتجرّأُ على الإقدام كذلك، لأنها تعلم النتيجة؛فالمقاومةهي مَن تفرض التهديد الوجوديّ لهذا الكيان اللقيط وليسَ العكس.
وهي(إسرائيل)تتمنى أن لاتضع مملكة آل سعود نفسهافي الصندوق ذاته، لأن عمرها سيكون أقصَر.

السيد حسن نصرالله أكدَ بخطابه للملك وللمملكة، أنّ ملف التفاوض بين الرياض وطهران لا يشمل لبنان، ولن يزيد الرياض مِنعَةً، ولاحارة حريك ستضعُف، وأن اليوم وغداً معكم غير الأمس وما قبله، والتعاطي معكم سيكون نَداً بِنَد وضربَةً بضربَة، فعلى العاقل أن يعقل، وأن لا تُجَرِّب الرياضُ المجَرَّب؛ وإذا رغبوا في الِاستفسار عن حزب الله أكثر، ما عليهم إلَّا أن يسألوا قادة ما يُسمى بجيش الإسلام، الذي كان يرأسه المقبور زهران علوش، أظن أن الجواب في جعبتهم، فترتاح مملكة المنشار ونتفرّغُ نَحن لعملنا.

أما الحديث مع أزلامكم في الداخل اللبناني، فلن يكون شبيهاً بحديث الأمس وما قبله.

يجب أن يعلم الجميع دون استثناء، أننا مُكَوِّن أساسيٌّ في لبنان، وجزءٌ لا يتجزَّأُ منه، وأصبح لزاماً على الجميع احترام خِياراتِنا ووجودَنا وحجمنا، ولا
يستهينَ بنا، أو يغترَّ بحِلمنا، ويرفعَ مستوى التحدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى