أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

ما طبيعة الحكومة التي تريدها الطبقة السياسية أو يريدها الناس؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - إياد الإمارة

▪️ ورث نظامنا السياسي الجديد حقبة مثقلة بالهموم والأحزان والمتاعب والعقبات التي كان لها أن تزول خلال مدة لا تستغرق عقدين من الزمن لو ان المتصدين في هذا النظام لم يتصيدوا الفرص لتحقيق مكاسب خاصة على حساب مصالح الناس التي تعطلت أكثر من قبل بعد أن كانوا يتطلعون لتحقيق آمالهم وحموحاتهم المتواضعة جداً..
مشاكلنا في العراق ليست معقدة وإن كانت الأوضاع من حولنا معقدة جدا:
الخدمات في هذا البلد “مشكلة” إذ انها غير متوفرة في السابق وأصبحت شحيحة في نظامنا الجديد سيما مع التوسعة الكبيرة التي حدثت في البلد بعد العام (٢٠٠٣)..
عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وسمير الشيخلي وتدويره المزمن لا يختلف كثيراً عن تدوير صولاغ وعادل عبد المهدي وخضير الخزاعي وحسين الشهرستاني، وعقلية البعثي والحجي والسيد “ولازم نشوفلهم مكان مناسب يعيشون بي” لا تزال قائمة..
والفيء وحصره ليكون حسرة على الناس هي هي وإن لبست ثوباً آخر، الفيء بيد العاملين عليه يقتسمونه بينهم تاركين الناس بالعراء وكآن العراق أصبح “العراء”..
هذه مشاكلنا الأساسية تقريباً.

في ضوء ذلك يبدو ان هناك أكثر من رغبة بشكل الحكومة التي تتشكل في العراق هذا على مستوى الداخل العراقي فقط، واحدة متعلقة بالطبقة السياسية وأخرى متعلقة برغبة الناس، ويبدو مرة أخرى إن الرغبتين متقاطعتان في بعض الأحيان أو أغلبها!
الطبقة السياسية تريد مصالحها الخاصة..
والناس تريد مصالحها أيظاً “المصلحتان متقاطعتان” إذ الناس تريد مستشفى وبعض السياسيين يريدون أرباحاً ومكاسب تتحول إلى أرصدة وشقق وفلل فارهة خارج العراق وبرستيج الحجي والسيد والأفندي والحجية والعلوية والأفندية..
الناس تريد فرصة للحياة ولو كانت فرصة متواضعة والجماعة يريدون الحياة لهم وحدهم لا لغيرهم يحكموا، يتنعموا، يتبرمكوا، ينبغلوا، يتجملوا، وإن يطول بهم المقام يتفيلوا..
وحقيقة الحال إن هذا “الحال” لا يزال قائماً وحسبنا الله ونعم الوكيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى