أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

ما هو سر التركيز على عبارة “هيمنة حزب الله” من كل حدب وصوب

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

باتت عبارة “هيمنة حزب الله” تتردد في خطابات المسؤولين الأمريكيين والسياسيين اللبنانيين والدائرين في فلك أمريكا وحتى من وسائل الإعلام. فليس ذلك صدفة أبدًا، لأن الصدفة لا تتكرر. وهذا يدل على وجود خطة وأهداف وآليات عمل وتوزيع أدوار لتحقيق الاهداف المرسومة دون خسائر في الأرواح.
قد يستغرب البعض إذا قلت بوجود نظرية مؤامرة ضد حزب الله ولكن توحيد عبارة “هيمنة حزب الله” في خطابات امريكا واذنابها يؤكد على ذلك. وقد إعتمدت أمريكا بالرغم من التقدم التكنولوجي في وسائل الإعلام على نظرية غوبلز لخلق صورة نمطية سلبية عن حزب الله على مدى زمني محدد لتكوين رأي عام لتنفيذ ثورة ضده عبر إسقاط النظام برمته، والإنتقال إلى تعبئة الشعب ضده في حال فشل الخيار الأول.

فلنتعرف سويا على غوبلز ونظريته:- جوزيف جوبلز (وزير الدعاية النازي) ورفيق أدولف هتلر حتى الدقائق الأخيرة من حياته يعتبر إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في هذه الحرب وهو صاحب شعار شهير يقول: «اكذب حتى يصدقك الناس» غير أنه كان صاحب الكذب الممنهج والمبرمج يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها، ويهدف لتحطيم الخصوم من الجانب الآخر وقد أكدت ظاهرة جوبلز هذه أن الذي يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل في الحروب الباردة والساخنة.
فقد وصلت أمريكا وإسرائيل بعد عدوان 2006 إلى قناعة مفادها “إستحالة الإنتصار عسكريًا على حزب الله”. ولذا قررت أمريكا الإنتقال إلى الحروب البديلة كالحرب الإقتصادية وتحميل حزب الله مسؤولية تردي الأوضاع كما هو حاصل حاليًا. وإلى جانب ذلك تشن أمريكا حربًا ضروسًا ضد حزب الله بالإعتماد على حرب الجيل الخامس. وهذه نبذة مختصرة جدًا عنها:-

“يتحدث الكاتب الأمريكي جون روب في مؤلفه عن حرب الجيل الخامس بأن جنودها عبارة عن أفراد لا يرتدون الزي العسكري. وأنها حرب أفكار، وأنها تطلق دوامة من العنف، وتدار بأسلوب التدمير الفجائي لقوى الخصم معنوياً ونفسياً، بإطلاق عملية من شأنها إشاعة الإحباط لدى الخصم. وأن ميدانها هو الفضاء الالكتروني، وشبكات النت، لنشر مشاعر الخوف، وفقدان الثقة بالنفس لدى المجتمع، وأيضا تجاه قادته السياسيين.

وتطبق أمريكا واذنابها نظرية غوبلز وتحديدًا مقولته الشهيرة “إكذب إكذب حتى يصدقك الناس؛ وبالغ في كذبك، كلما كبرت الكذبة كلما سهل تصديقها”.
فهيمنة حزب الله” هي كذبة إخترعتها أمريكا؛ وتكرارها على لسان كل من يدور في الفلك الامريكي يؤكد على إعتماد الكذب الممنهج والمبرمج لترويج تلك الكذبة في المناسبات. وقد وجدت بعد البحث تصريحات مسؤوليين أمريكيين وسياسيين لبنانيين وبعض وسائل الإعلام التي تدور في الفلك الامريكي لتشويه سمعة حزب الله والتأكيد على كذبة “الهيمنة”. وقد توّجها وزير خارجية السعودية مؤخرًا وهي كالتالي :-

1- السفير السابق في لبنان جيفري فيلتمان إعترف بتاريخ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بأن أميركا أنفقت 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله.

2- كتب السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان بتاريخ 05-05-2020 في مقال على موقع “برووكينغز”، ان برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي وضعته الحكومة اللبنانية، أظهر خطة لمعالجة شاملة للانهيار الاقتصادي الحاصل في لبنان.

واضاف:”لكن وبما أن الحكومة تعتمد على “حزب الله” وحلفائه لدعمها البرلماني فإن التبرير التقليدي للحصول على المساعدة الخارجية لم يعد صالحًا هنا، والتحدي الذي يواجه الرئيس حسان دياب سيكون في إقناع المانحين بأن هذه الخطة لا تعزّز “هيمنة حزب الله” في دولة متصدّعة ومختلة بشكل متزايد، إن لم تكن غير موجودة أصلا.”
3- تقرير/ الحرة 23 أغسطس/آب 2020 هل حان الوقت للتخلص من “هيمنة حزب الله” على لبنان؟

4- كشف وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول 2020 خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة أنفقت 10 مليارات دولار في لبنان، على القوى الأمنية من جهة، وعلى منظمات المجتمع المدني من جهة أخرى، خلال سنوات. واضاف هيل: “دعمنا للجيش اللبناني يأتي ضمن استراتيجيتنا *لمواجهة ​حزب الله
وأعلن هيل، خلال جلسة الاستماع يوم الخميس، أن بلاده “ستستخدم نفوذها لمعاقبة من يعاونون حزب الله.

5- صحيفة العين الإخبارية الإماراتية أدلت بدلوها في ترويج كذبة “الهيمنة” من خلال تقرير بعنوان : حزب الله 2020..” هيمنة” على الخراب تفاقم أزمة لبنان
السبت 2020/12/12

حزب الله يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية. يهيمن على مفاصل الدولة اللبنانية، وينخر أعمدتها مراهنا على أقصى درجات الخراب خدمة لأجندة إيران الخبيثة.

حزب الله؛ المليشيا التي تغلغلت في دوائر القرار ببلد ينهار تحت أقدامها، وسط سلسلة من الأزمات المدمرة التي أسقطت عنها البروباجاندا (الدعاية) الكاذبة، لكن فاقمت – في المقابل- من نكبات بلد يغرق تحت وطأة اقتصاد ينهار ووضع طائفي هش.”

6- قالت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بتاريخ 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020″ *سنستمر في الضغط على حزب الله.
“وأكدت ​السفيرة الأميركية​ ان “أي ​مساعدات​ لن تأتي من الخارج من دون حدوث تغيير جذري”، معتبرة ان “كلفة التعايش مع حزب الله اكبر من كلفة أي خيار آخر، وليست مسؤوليتنا إنقاذكم إن لم تُنقذوا انفسكم”.

7- وبتاريخ الأربعاء 02 ديسمبر / كانون الأول 2020 “نقلت صحيفة “الأخبار” عن السفيرة الأميركي دوروثي شيّا قولها بوضوح امام زوارها إنها ترى ان ​لبنان​ محكوم بتحالف من “​المافيا​ والميليشيا”، وإن كل القوى السياسية، حتى تلك “الصديقة” للولايات المتحدة الاميركية، متعايشة مع هيمنة ​حزب الله​، ولا بد من سقوط تلك القوى ليسقط حزب الله”.
*8- قال سمير جعجع بعد مجزرة الطيونة الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الاول 2021 م
“كل اللبنانيين يرفضون سيطرة «حزب الله» الذي وصفه بأنه حزب «غير شرعي» ولم يحصل على ترخيص لممارسة عمله الحزبي كما تقتضي الأصول”.
9- دعا رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميّل، يوم الخميس الماضي، لتكوين كتلة معارضة من كل المناطق والطوائف، لمواجهة هيمنة حزب الله على البلاد، مؤكدا أنه يعمل على ذلك وسيتم الإعلان عنها لخوض الانتخابات النيابية المقبلة.
10- قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم السبت الماضي، إن أحدث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى “التكوين السياسي اللبناني” الذي يعزز “هيمنة” جماعة “حزب الله” المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار.
11-بتاريخ 31 اكتوبر/تشرين الأول 2021 قالت السعودية أنها لا ترى “جدوى” في التعامل مع لبنان في ظل *”هيمنة حزب الله”

12-“قال رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، هاشم صفي الدين بتاريخ 31 نوفمبر /تشرين الأول 2020 في مجال رده على تصريح وزير خارجية السعودي حول” هيمنة حزب الله” فقال: “لو كان الأمر صحيحًا، لما كان لكل الطغاة كلمة في البلد، مستقبل لبنان ليس بأيدي السعوديين، بل بيد الله وبفضل من قدم الدماء وضحوا من أجل كرامة البلاد”.

وتابع قائلا: “السعودية لا تحتمل في المستقبل أي انتقاد، خصوصا وأن العلاقات مع الاحتلال ستكون علانية في الأيام القادمة”.

وبناءً عليه فإن أمريكا وأذنابها يطبقون نظرية غوبلز؛ وقد تدخل قادة جيش العدو إلي الجوقة بالتحريض ضد حزب الله من خلال تضخيم قدراته بإرسال أكثر من 1000 صاروخ يوميًا على المستعمرات وهذا التصريح خطير لأنه تصريح مبطن ويمكن تفسيره على وجهين:-

الأول: تضخيم حجم قدرات حزب الله بحيث بات يشكل خطرًا وجوديَا على الكيان الغاصب،ولا بد من مواجهته.
الثاني: تضخيم قدرات حزب الله لإيجاد مبرر َلعدم قدرته على خوض اي حرب معه.
أمام هذين الإحتمالين علينا أن نتابع الاحداث بشكل دقيق جدًا لتحديد أي قرار سيتخذه العدو.

وإن غدًا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى