أحدث الأخبارايرانشؤون آسيويةلبنانمحور المقاومة

ما هيَ آثار سفينة الأمل وتحدي حزب الله لواشنطن وتهديد تل أبيب عليهما

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

هُوَ التحدي الكبير،
هُوَ التحدي الواضح،
هُوَ الموقف الذي لا غُبار عليه ويجب على الجميع مِمَن يعادون الصهيونية إتخاذه بوجه الشيطَنَة الأميركية والغطرسَة الإسرائيلية،
لأنَّ هؤلاء لا يفهمون إلَّا لغة التحدِّي والقُوَّة المقرونة بالفعل.
هؤلاء الشياطين يعلمون تمام العلم أن تهديدات المقاومة بالرَد على أي حماقة قد يرتكبونها هيَ تهديدات حقيقية سيتم ترجمتها فور وقوع الخطأ،
وهم يدركون مخاطر الإنزلاق إلى حرب أو مواجهة ولو كانت محدودة مع حزب الله،

*لماذا؟

لأنَّ هذا الحزب لا يُهَوِّل ولا يُوَلوِل ولا يُثَرثِر، وتهديداته ليست فقاعات صابون في الهواء، وهوَ قادر ومقتَدِر وصادق وقراره من ذاتهِ ويمتلك جُرأَة إتخاذ القرار،
وهوَ المعروف عنه أنه يدرس خياراته بدقَة وعناية قبل إتخاذ أي موقف أو قرار.
من هنا نستطيع أن نعرف مَن هوَ حزب الله وكيفَ يُفَكِر؟

*عندما خطَّطَت واشنطن وتل أبيب لتحطيم لبنان
[ لَم تحيط نفسها بدراسة دقيقة وعميقة حول كيف يفكر حزب الله،
ولو فعلوها لما أقدموا على خطوتهم اللئيمة هذه، وخطأهم أنهم فكروا فقط ماذا يمتلك حزب الله من صواريخ وأسلحة وعتاد! وحجم مدخوله المادي بالدولار،
وذَهَب عن ذهنهم أشياء كثيرة يمتلكها الحزب هيَ أقوَى بكثير من الأسلحة والصواريخ والدولارات؟
ولم تتَنَبَّه واشنطن إلى عمق جذور حزب الله في وطنه وبيئته وهنا مكان ومكمن قوته.
ولم تَتَنَبَّه أيضاََ واشنطن إلى حجم الثقة التي يوليها جمهوره له نتيجة مصداقية خطابه معهم، والذي لا يشبه خطاب القادة الصهاينة مع مستوطنيهم.
[ كانَ الأجدىَ بهم كأعداء حقيقيين للمقاومة أن لا يديروا أذانهم للمرجفين والمنافقين كسمير جعجع ومجموعة السفارة الحاقدين على المقاومة،
وأن يتأكدوا قبل إطلاق إشارة البدء بالمؤامرة من أن خصمهم سيضعُف فعلاََ ويستسلم وستنجح خططهم بتأليب البيئة عليه ومحاصرته وإنهاء سطوته إن لَم نَقُل وجوده؟
لكن عندما إختلطَ الغباء بالرياء والحقد والإستخفاف (بالخصم) وقعوا جميعهم في الفخ، أميركي وأوروبي وصهيوني وجعجعجي وحريري وجنبلاطي وغيرهم، فابتسَم السيد حسن نصرالله فوق وجوههم الغابرة عندما واجههم وهوَ يحمل سكينه ويقرأ على مخططهم الشرير.
بسم الله الرحمن الرحيم سبحان مَن حَلَّلَكُم للذبح ألله أكبر.
*بالنسبة لفريق المقاومة الواقعة وَقَعَت ولا مجال للعَودَة إلى الوراء
(فكانت الخطةالدفاعية المرسومةجاهزة للتنفيذ)
(1) [ تقديم المساعدات العينية والمادية لأبناء شعبنا حتى تساعدهم على تخطي المرحلة بالقدر المستطاع لأنَّ ما من أحد يستطيع الحلول مكان الدولة، ولكن كان للحزب خِطَطَهُ التي وضعها لتجنب الإنزلاق نحو قعر الهاوية والصمود والتصدي للمشروع الأميركي وليس الإستسلام لأننا قوم لا نعطي بأيدينا إعطاء الذليل ولا نقر اقرار العبيد،
فكان التحرك على جبهتين إحداها ضمن المؤسسات بِما يستطيع أن يتحرك الحزب،
والأخرى خارج إطار المؤسسات على مقولة مجبراََ أخاك لا بَطَر.
وزير حزب الله حَمَد حسن تحرَكَ بتعليمات قيادته بعدما أخذ الضوء الأخضر والغطاء السياسي بإتجاه مداهمة مستودعات الأدوية وأثمرت الخطوة كثيراََ وأتَت أُكُلَها،
والخطوة الثانية كانت بالتنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية إقتضَت بتحرُك مخابرات الجيش وجهاز أمن الدولة لمداهمة محطات البنزين ومحتكري ومهربوا المحروقات،
أيضاََ نجحت الخطوة الى حَد كبير بكشف اسماء كبيرة وخطيرة ضالعه بهذا الجزء من المؤامرة كانَ أبرزهم صقر القوات وشقيقه الفار من وجه العدالة والمختبئ في معراب،
الخطة (ب) كانت تقتضي جلب النفط من إيران وبالفعل تحققت وانطلقت سفينتَي الأمل وستلحق بهم ثالثة ورابعة وعاشرة وعشرين، في أكبر تحدي للحصار الأميركي يهدف إلى كسرِه وتحطيم أنف واشنطن وتل أبيب والرياض وعملاء الداخل،
ودخلت سفينة الأمل الأولى المُحَملَة بالخير مياه المتوسط بالأمس من دون أن تتجرأ إسرائيل من المساس بها وتكتفي بمراقبتها ومتابعتها وهآ هيَ تُبحِر نحو شواطئنا وبسم الله مجراها ومسراها ولو مَرِهَ الكارهون،
وتؤكد أوساط مطلعه أن المقاومة على اتصال دائم بالسفينة وطاقمها لحظةََ بلحظة وهي على أتم الإستعداد للتعامل مع أي طارئ قد يحصَل خلال خط سيرها نحو الشواطئ اللبنانية.

*بالنتائج السلبية والإيجابية

حزب الله أثبت نفسه أنه قوة إقليمية جبارة وقوية يقول كلمته وتُسمَع في واشنطن وتل أبيب وكل مكان، ولا مجال لأي خطأ معه والأمين العام السيد حسن نصرالله لا يكرر كلمته مرتين،
**أيضاََ أثبتَ الحزب لشعبه وناسهِ أنه القادر عند وقوع الملمات والصادق في الوعود،
وفاجئ الجميع بما يختزن من قدرات وقرارت وأثبَت أيضاََ أنه لكل الشعب اللبناني وليسَ لفئةٍ دونَ أخرَىَ،
ورغم خصومة البعض لهُ أثبت أنه قمة في التسامح والمسامحة والعفو عند المقدرَة والمُحِب لوطنهِ وكل أبناؤه.

[ إن اللذين خذلوا حزب الله بثقتهم من المقربين وأبناء البيئة وأبتعدوا عنه واتهموه؟
عندما رأوا خطواته الفاعلة وجديته بعدم ترك الناس تلقى مصيرها أمام الغلاء والتلاعب بسعر صرف الدولار وقطع الكهرباء ومنع البنزين عنهم،
تراجعوا عن كل موقف إتخذوه وعادوا كما كانوا الى أصالتهم وموقعهم الأصلي والطبيعي خجلين من مواقفهم متفهمين لما حصل شاكرين المقاومة على خطواتها التي يعتبر الجانب المعنوي والإنساني فيها اهم بكثير من الجانب المادي.

*أما النتائج السلبية التي حصدتها واشنطن وحلفائها من تَبِعات الحصار هيَ

(1) [ ضيآع أملها بإحراز أي نتائج إيجابية لمصلحتها في تقليب البيئة وإركاع المقاومة بعدما كانت متأكدة من نجاح خطوتها الأمر الذي سينعكس خطراََ على إسرائيل في أي حرب قادمة قد تقع بين الطرفين.

(2) [ ضياع هيبتها بعدما تحداها حزب الله بجلب السفن وتهديده لها إذا حاولت إعتراض أَيٍ منها ولم تستطِع الرد عليه أَو اعتراضها.

(3) [ ضيآع حلمها بلبنان ذات الوجه الغربي وبدءَ فعلاََ هاجس الخوف يتحرك من أن ينجح حزب الله بتغيير وجه لبنان السياسي والإقتصادي.

(4) [ وصول واشنطن إلى قناعة بأن مَن كانت تحسبهم حلفاء لها في لبنان هم في الحقيقة عبارة عن مجموعة شَرِهة منافقة عاجزة ثرثارة مُحَرِضَة أصبحَت تُشَكِلُ عبئاََ عليها بشكلٍ كبير.

*بالتقييم

(1) من هنا نستطيع القَول أن حزب الله إستطاع أن يطيح بالمشروع الأميركي الصهيوني ومنعه من إحراز أي نجاح او تسجيل أي نقطة عليه.

(2) [قوَّة حزب الله لم تتأثر ووضعه الإقتصادي كمؤسسات وأفراد تَحَسنَ بشكل كبير جداََ بشكل يعكُس أحلام الأعداء.

(3) [ تحقيق حلم حزب الله بتغيير وجه لبنان الاقتصادي والسياسي جاء بيد أميركا نفسها نتيجة غبائها وغباء سياساتها بعدما عجزَ الحزب ولسنوات من اقناع الحكومات اللبنانية المتعاقبة من استيراد النفط والكهرباء من ايران والسماح بدخول الشركات الصينية والروسية الى لبنان لتنفيذ مشاريع، وكانت تُقابل بالرفض وجاء تلميح السيد نصرالله لفرنسا عن جهوزية الشركات الإيرانية للتنقيب عن النفط في لبنان وتحديداََ بلوك ٤ كبديل عنهم بمثابة الصاعقه التي هزت كيانهم ودفعتهم الى إجراء مراجعه لموقفهم السابق من خلال تصريح شركة توتال أن لا كميات تجارية من الغاز السائل في بلوك رقم ٤ والذي حصل بأمر اميركي لتمرير المؤامرة.

(4) [ أصبَح لدى الشعب اللبناني قناعة تكَوَّنَت بأن أميركا واسرائيل عاجزتان أمام حزب الله وأن البعض منهم يستخدم كأداة أو حطب للحريق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى