أحدث الأخبارالإسلاميةالخليج الفارسيةالعراقاليمنايرانشؤون آسيويةشؤون افريقيةشؤون امريكيةشؤون اوروبييةفلسطينمحور المقاومة

ما وراء “أكمة”كورونا(2)

كتب / خالد العراسي

كورونا سلاح متفق عليه للقضاء على مشكلة الشيخوخة وله مآرب اخرى

تعاني عدة دول وعلى رأسها امريكا والصين واوروبا (القارة العجوز)
وكوريا الجنوبية من ارتفاع مستمر في نسبة كبار السن من بين سكانها وسبق أن نشرت الامم المتحدة مقال بعنوان العالم يشيخ وضحت من خلاله بأن الاحصائية البيانية للامم تشير أن نسبة كبار السن في ارتفاع وتزايد مستمر وستصل النسبة الى 25% بحلول العام 2050م. الامر الذي سيترتب عليه مشاكل اقتصادية وعسكرية ستواجه هذه الدول فبالنسبة للجانب الاقتصادي فهو يشمل شقين الاول هو أن هذه الفئة غير منتجة وبالتالي هذا معناه أن الفئة المنتجة تقلصت على حساب غير المنتجة بمعنى أن عدد الشباب من ذوي الاعمار المتوسطة يقل وفي المقابل زادت نسبة كبار السن وهذا يسبب خفض الانتاج بكل اشكاله وانخفاض في مستوى النمو الاقتصادي للدولة وبالتالي انخفاض نسبة الايرادات لا سيما في الدول التي لا تمتلك ثروات نفطية ،غازية ، ومعدنية ، والشق الثاني هو ان هذه الفئة (كبار السن) تشكل عبء على الدول من حيث الرعاية المطلوبة والكفالة والتامين الصحي وكافة النفقات وبهذا الشأن يكفي أن نعرف انه منذ عام 2002م بدأ العجز المالي في ميزانية امريكا بالظهور بشكل تصاعدي بالاضافة الى زيادة في نسبة الدين العام بسبب زيادة نسبة الانفاق على الرعاية الى أن تصدرت قائمة اوجه الانفاق يليها الانفاق على الدفاع واشارت الدراسات ان استمرار الوضع في امريكا على هذا المنوال سيجعلها الدولة الاعلى عالميا من حيث نسبة الدين الخارجي بحلول العام 2030م .
واما الجانب العسكري فتكمن المشكلة في انخفاض نسبة التحاق الشباب بالجيش وتزايد عدد المتقاعدين منه ، وقد شرعت هذه الدول بوضع حلول وكانت من اهم المعالجات الموضوعة هي تشجيع وتسهيل اللجوء والهجرة اليها ، وهذا ما قامت به المانيا وقد ساهم في زيادة نسبة الشباب (الفئة المنتجة) الا ان الدول الاخرى لم تتمكن من ذلك لأن اغلب اللاجئين والمهاجرين اليها لا يملكون شهادات ولا خبرة عملية في متطلبات سوق العمل الاوروبي ويعتقد أغلب المهاجرين بأنهم بمجرد وصولهم الى اوروبا سينتقلون الى حياة النعيم عند أول فرصة تجمعه بأحد البدينات من نساء امريكا واوروبا .
وبالتالي كانت حلول تزيد الطين بله بزيادة نسبة الفئة العالة (غير المنتجة) كما انه كان عامل مساهم في دخول ارهابيين الى هذه البلدان وبدلا من حل المشكلة تفاقمت ، ودول اخرى رأت الحل في تشجيع الانجاب الا ان ذلك تناقض مع برامج وقف الانفجار السكاني .
ما سبق ذكره هنا عبارة عن جزء من عدة وقائع كانت بالنسبة لي مؤشر على وجود اتفاق بين الدول الموبوءة (باستثناء الصين التي عملت على سرعة احتواء الوباء وقدمت نموذج انساني رائع ) للتخلص من آفة الشيخوخة والتي كانت تعتبر من اهم واكبر المشاكل التي تواجه هذه الدول وبالتأكيد هناك أهداف اخرى مثل انخفاض سعر النفط فالبرميل الذي كانوا يشترونه بسعر قبل الازمة اصبحوا بعدها يشترونه بأقل من نصف السعر وهذا جعلهم يضاعفون من الكمية المشتراه لتخزينها كمخزون استراتيجي يستخدمونه عند ارتفاع سعر النفط عن السعر المحدد عالميا كما حدث بعد أن تمكنت القوات اليمنية من احداث اضرار كبيرة في ارامكو بضربة البقيق التي عطلت انتاج وتصدير خمسة ملايين برميل نفط يوميا ، وحاليا تتصدر امريكا قائمة المشترين للنفط وقامت السعودية بانتاج 2,400,000 برميل نفط يوميا زيادة عن انتاجها اليومي وبيع الكمية الزائدة لامريكا بشكل حصري كما استعدت الامارات لانتاج مليون برميل نفط يوميا الى جانب انتاجها اليومي وكان هذا التصرف بمثابة الانتحار بالنسبة للسعودية والامارات كون زيادة الانتاج ليس في صالحهما لانه يساهم في خفض سعر النفط اكثر مما هو عليه وهذا ما حدث بالفعل واعتقد ان هذا التصرف في ظل العجز المالي والتذبب الاقتصادي للسعودية والامارات يعد تصرف جنوني ولم يكن من باب العناد والتحدي لروسيا في خوض حرب اسعار النفط بسبب رفض روسيا لخفض انتاجها وهناك تفسير واحد لهذا الجنون وهو أن السعودية والامارات تغطيا الزيادة التي اعلنتهما من ما تنهبه من نفط اليمن لا سيما مع سرعة تقدم الجيش واللجان في المحافظات المحتلة الغنية بالثروة النفطية ومع اعلان مجلس وزراء حكومة الانقاذ قرار المضي قدما بتحرير كافة المحافظات اليمنية وعدم التوقف عند تحرير المحافظات الشمالية .
ومن بين الاهداف ايضا تجميد اقتصاد الدول العربية بسبب حالة الركود وخفض المنتجات المحلية وبالتالي احتياج السوق العربي للمنتجات الغربية من المستلزمات الطبية والغذائية واستهلاكها بعشرة اضعاف ثمنها الحقيقي وغيرها من الاهداف لدول تخطط لخمسون عاما بما يحقق تقدمها وتنميتها وبما يعالج مشاكلها ، وللعلم والاحاطة فإن الدول العربية والافريقية مستثناه من مشكلة الشيخوخة كون الشعوب العربية والافريقية أكثر انجابا من غيرهم وبالتالي فان فئة الاطفال والشباب لديهم كبيرة ونسبة فئة كبار السن قليلة جدا وهذا ما يفسر انخفاض نسبة المتوفين من المصابين بفيروس كورونا في الدول العربية مقارنة بنسبة المتوفين في الدول التي تعاني من مشكلة الشيخوخة في مجتمعاتها بالاضافة الى ان 5 % من اجمالي سكان اوروبا يعانون من امراض في الجهاز التنفسي وهي فئة مضافة الى فئة كبار السن ليشكلوا اجمالي المتوفين من المصابين بالفيروس لذلك كل ما علينا بعد التوكل على الله هو الالتزام بالاجراءات والتعليمات الاحترازية مع العمل على تقوية المناعة وتعزيز نظافتنا وتجنب المشروبات الباردة والاكثار من المشروبات الساخنة وهناك شيء مهم جدا وهو عدم الاستجابة بشكل سلبي للتهويل العالمي خاصة تلك التصريحات المفجعة الصادرة عن بعض رؤساء وقادة دول اوروبا والكم الهائل من الاشاعات الكاذبة بشأن الوباء فالقلق والتوتر والشك الدائم والعامل النفسي يؤثر سلبا على مقاومة كل الامراض ويجعلك ضعيف امام اي مرض تصاب به .

أعرف أن الكثير منكم سيتهمني بعدم الايمان بقدرة الله عز وجل على اصابت هذه الامم الكافرة بهذا الفيروس وسيعزوا البعض التباين في نسبة الوفيات بأن مناعة العرب اقوى لكثرة استخدام الثوم والبصل والليمون في وجباتهم
وتناسوا بأننا اقل شعوب العالم التزاما بالقوانين والتعليمات واكثر من ينفذ مقولة “خالف تعرف” و”كل ممنوع مرغوب” وتجاهلوا ان منظوماتنا الصحية هشة مقارنة بالمنظومة الاوروبية .

أما بالنسبة لليمن وهي الدولة الوحيدة بفضل الله وقدرته عز وجل التي لم يدخلها الفيروس فذلك لان اليمن هو الدولة الوحيدة ايضا في العالم المحاصر برا وبحرا وجوا بفعل تحالف العدوان الذي اراد بتشديد الخناق علينا تجويعنا وانهاكنا لنركع راضخين مستسلمين لقوى الشر والظلام فأراد الله سبحانه أن يكون هذا الحصار سببا حال بيننا وبين جائحة الوباء العالمي .
الا أن السعودية على وجه الخصوص دفعت مؤخرا بسيول بشرية من اليمنيين للدخول الى اليمن عبر المنافذ البرية في المناطق اليمنية الواقعة تحت سلطة الاحتلال الامر الذي حذرت منه حكومة الانقاذ واتخذت تجاهه التدابير اللازمة بقدر الامكان لتفادي خطر الوباء وربما دخول فصل الصيف في اليمن اوجد بيئة غير ملائمة للفيروس ،
ورغم امتناع الامم المتحدة من تقديم اية مساعدات لليمن للمساهمة في تجنب الوباء الا انها طالبت على لسان مبعوثها بكل وقاحة بفتح مطار صنعاء المغلق منذ خمسة اعوام ، وللعلم فان عدم دخول الوباء الى اليمن الى هذه اللحظة ساعدنا في زيادة الوعي والاحساس بالخطر اكثر من غيرنا ممن فاجئهم الفيروس .
وصرحت منظمة الصحة العالمية بأن اليمن لم يعد امامه الا عشرة ايام اذا تجنب خلالها دخول الفيروس سيكون قد زالت مرحلة الخطر وقد يكون ذلك التصريح اشارة الى انه في الايام الاولى من شهر ابريل سنشهد اعلان لاكتشاف دواء فعال يقضي على الفيروس كما ان الاعلان المسبق دليل كافي بأن المصل جاهز ومعد مسبقا .

وفي الاخير لدي ثقة ويقين كامل بأننا سنشهد بقدرة الله وحولة وقوته تحول في مسار المعركة عالميا وخروج الوضع عن سيطرة المتآمرين وستخيب امالهم وتفشل خططهم وسيشهد العالم قريبا نظام عالمي جديد وفق ما يحلم به كل احرار العالم لا وفق خطط وتقديرات محور الشر والظلام ومن تحالف معهم وهذا يستدعي العمل بالاسباب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى