الخليج الفارسيةالسعوديةاليمنمحور المقاومة

مبادرة صنعاء لوقف الهجمات: السعودية لا تملك رفاهية الوقت

مجلة تحليلات العصر الدولية / الخنادق

ترتفع وتيرة اسقاط الطائرات المسيرة على الجبهات اليمنية، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن “تنفيذ عملية اعتراض وتصدي لطائرة حربية F15 تابعة لسلاح الجو السعودي أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة الجوبة بمحافظة مأرب وتجبرها على مغادرة الأجواء، وقد نفذت العملية بصاروخ أرض-جو نوع فاطر1 محلي الصنع، وتم توثيق العملية بعدسة الاعلام الحربي وسيتم بث المشاهد في وقت لاحق”. ليرتفع عدد الطائرات المسيرة المستهدفة إلى 19 بعد الطائرة الأخيرة التي تم اسقاطها قبل أيام أيضاً وهي من نوع “سكان إيغل” أميركية الصنع، وطائرة تجسسية صينية CH4.

هذا التطور الملحوظ في قدرات سلاح الجو التابع للجيش واللجان الشعبية، جاء نتيجة صناعة الأسلحة المحلية حيث اعتمدت قوات صنعاء على كوادرها وخبراتها من أبناء القبائل اليمنية في بناء منظومة صاروخية متكاملة وطائرات مسيرة قادرة على استهداف الأهداف بدقة، إضافة إلى العمل على تطوير الأسلحة التي كانت موجودة في البلاد والتي استفادت منها في استهداف العمق السعودي ايضاً.

وقد وردت معلومات عن ان القلق السعودي يتزايد جراء هذا التطور بعد ان تزايد الحديث في الأوساط العسكرية والأمنية السعودية عن إمكانية ادراج قوات صنعاء للمنشآت الاقتصادية على لائحة الأهداف، خاصة مدينة نيوم التي يعوّل عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تطبيق رؤيته الاقتصادية المزعومة.

المتحدث باسم حركة “أنصار الله” ورئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام أكد ان “قدرات القوات المسلّحة اليمنية، ومنها الدفاعات الجوّية، في تطوّر مستمرّ، ما يتحقّق ميدانياً من إنجازات آخرها إسقاط طائرتَين من نوع Scan Eagle الأميركية الصُنع، وCH4 الصينية الصُنع، دليلاً على هذا التطوّر”، متوجهاً لقوى التحالف ومن بينهم الرياض بتحذير مباشر، حيث أكد انه “على العدو أن يدرك ألّا خيار أمامه سوى المبادرة بإعلان وقف العدوان ورفع الحصار”.

وفي السياق، رأى متابعون للشأن اليمني ان كلام عبد السلام يأتي في اطار رسالة جديدة وضعتها صنعاء على الطاولة، وهي ان العمق السعودي سيبقى تحت الضربات الصاروخية طالما ان اليمن يستهدف، وان المبادرات التي كانت صنعاء قد وضعتها على الطاولة لا تملك السعودية رفاهية الوقت في التعاطي معها، وان ما يطرح اليوم قد يكون خارج المعادلة غداً، خاصة ان قوات الجيش واللجان الشعبية مستمران في التقدم نحو مأرب، المدينة التي أصبحت آيلة للسقوط في أي وقت، بالمقابل تخسر الرياض مواقعها ليس فقط العسكرية بل السياسية أيضاً، توازياً مع الابتزاز الأميركي الذي تنفذه الولايات المتحدة بشأن صفقات الأسلحة.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى